تقارير «البيان »

الحوار المرتقب بين بغداد وأربيل بين الواقع والتطلعات

ت + ت - الحجم الطبيعي

لا تزال الحكومة العراقية، متشككة و«غير مقتنعة»، بأن إعلان حكومة إقليم كردستان انصياعها لقرار المحكمة الاتحادية العليا، حول عدم دستورية الاستفتاء الكردي، يفي بالغرض، مؤكدة أن «صاحب الاستفتاء» مسعود بارزاني، رغم إعلان تخليه عن منصب رئاسة الإقليم، لا يزال الحاكم الفعلي، وصاحب القرار الحاسم، وعليه فإن رئيس الحكومة الاتحادية حيدر العبادي، يريد «التأكد» من موافقة البارزاني على بطلان الاستفتاء ونتائجه، و«الاعتراف بالخطأ».

ويرى مراقبون سياسيون أن هذا الرأي يتطابق مع ما أكد عليه بارزاني، في وقت سابق «في حال نجح الاستفتاء مبارك للكل، وإذا فشل (أنا أتحمل المسؤولية)، وليحصل ما يحصل وقولوا عني ما تشاؤون...».

تحذيرات

وكان بارزاني، قد أصرّ على إجراء الاستفتاء على الرغم من تحذيرات داخلية وخارجية طالبته بالعدول عن هذه الخطوة في الوقت الحالي على الأقل.

ويشير المراقبون إلى أن «صمت بارزاني»، له مغزاه الكبير في نظره، حيث سيبقى «بطل استفتاء الاستقلال»، الذي وأده غيره، وبذلك يحافظ «نسبياً» على شعبيته القومية، على الرغم من الخسائر الكبيرة التي مني بها الإقليم، والقضية القومية الكردية.

بالمقابل، تتبلور مساع داخلية وخارجية لحل الأزمة، محورها إلغاء نتائج الاستفتاء مقابل ضمان حصة الإقليم المالية وإعادة انتشار قوات البيشمركة بشكل مشترك مع القوات الاتحادية في المناطق التي كانت تحت نفوذ الحزب الديمقراطي الكردستاني.

ضمانات

وأوضحت مصادر مطلعة أن رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني يبحث الآن عن ضمانات من بغداد للوفاء بعهدها مع الإقليم فيما يخص حصته من الموازنة وعدم التقدم أكثر باتجاه مدن الإقليم عسكرياً، كما سيحاول خلال الأشهر المقبلة ترميم علاقات الحكومة وحزبه مع جميع الأطراف الكردية أولاً، وخصوصاً حركة التغيير تمهيداً للتحالفات السياسية في الانتخابات المقبلة.

وحول مصير رئيس الإقليم المستقيل مسعود بارزاني، تابعت المصادر «لقد أصبح خارج اللعبة السياسية في الوقت الحالي بشكل مؤقت ظاهرياً، إلا أنه يعمل في الخفاء من خلال دعم نجل شقيقه الأكبر نيجيرفان بارزاني وتوجيهه»، مضيفة أن الأخير يعمل بحسب الخارطة التي رسمت له من قبل عمه مسعود.

من جانب آخر، أفاد مصدر مقرب من الحكومة الاتحادية، بأن العبادي أخبر القيادة الكردية بأن ثمن بدء الحوار مع الإقليم هو إلغاء نتائج الاستفتاء وإلا لن يتم أي حوار أو مفاوضات بين الطرفين ما لم تلغ نتائج الاستفتاء.

وقال المصدر إن نيجيرفان بارزاني وبعد استلامه رسالة العبادي يحاول كسب دعم أطراف كردية، ومنها حليفه الاستراتيجي الاتحاد الوطني للاستعداد لوقت إعلان إلغاء نتائج الاستفتاء، مؤكداً أن طبخة إعلان إلغاء نتائج الاستفتاء أصبحت جاهزة لتقديمها لبغداد، لكن حكومة كردستان بانتظار الإشارة من طرفين دوليين قريبين من الإقليم من الناحية السياسية والاقتصادية لإعلان ذلك.

حل الأزمة

حضت واشنطن وبرلين، بشكل منفصل، بغداد وأربيل على بدء الحوار لنزع فتيل أزمة استفتاء الانفصال الذي أجراه، إقليم كردستان العراق، 25 سبتمبر الماضي.

وقال المبعوث الخاص للرئيس الأميركي بريت ماكغورك، في تغريدة على «تويتر» إنه اجتمع في بغداد مع رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي، وتم التأكيد على أهمية الحوار في إطار الدستور لحل القضايا العالقة مع حكومة الإقليم.

ودعت الخارجية الألمانية، إلى التعجيل بالحوار بين بغداد وأربيل.

Email