الإمارات: الأزمة سببها سياسات الدوحـة وحلهـا المراجعـة والتراجـع وبوابتهـا الريـاض

الزياني: الهجمة القطرية على «مجلس التعـاون» تجاوزت كل الأعراف

ت + ت - الحجم الطبيعي

نددت دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين باستهداف تنظيم الحمدين القطري لمجلس التعاون لدول الخليج العربية وأمانته العامة ممثّلة بالدكتور عبداللطيف بن راشد الزياني الأمين العام للمجلس، فيما أصدر الزياني بياناً استنكر فيه الحملة الإعلامية القطرية عليه.

وأكد وزير الدولة للشؤون الخارجية، معالي الدكتور أنور قرقاش‏ في تغريدة على صفحته في «تويتر» أن «استهداف الدكتور الزياني منطق من يتهرب من مسؤوليته، وهدفه وأد المجلس، أزمة قطر سببها سياسات الدوحة، وحلها المراجعة والتراجع، وبوابتها الرياض».

وفي السياق ذاته، اعتبر وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد، أمس، أن الحملة القطرية على مجلس التعاون الخليجي تكشف رغبتها في إضعافه. وكتب الوزير على حسابه الرسمي على «تويتر»: «استهداف الإعلام القطري لمجلس التعاون وأمانته العامة يؤكد عدم احترام قطر للمجلس الذي أسسه الآباء، ورغبتها الواضحة في إضعافه والنيل منه».

إلى ذلك دعا خالد بن أحمد إلى تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون، معتبراً ذلك الخطوة الصحيحة للحفاظ على المجلس.

وأضاف أن بلاده لن تحضر القمة الخليجية المقبلة وتجلس مع قطر إذا لم تغير موقفها، فالدوحة تضر بأمن المنطقة، وليس ثمة مثال أوضح من تقرّبها من طهران واستعانتها بقوات أجنبية، وكلها ممارسات تثبت عدم التزام الدوحة بميثاق مجلس التعاون، وفقاً لوزير الخارجية البحريني. واعتبر الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة أن الدوحة تماطل، وتسعى للهروب إلى الأمام، لكن هذا لن يجدي نفعاً.

وكتب خالد بن أحمد مغرّداً "من يقف مع عدوي و يتودد اليه ليس بأخي و لن المس يديه"، معتبراً - بدوره - أن استهداف الإعلام القطري لمجلس التعاون وأمانته العامة يؤكد عدم احترام قطر للمجلس الذي أسسه الآباء، ورغبتها الواضحة في إضعافه والنيل منه.

الزياني يستنكر

وكان الزياني استنكر الهجمة الإعلامية غير المسؤولة التي تقوم بها وسائل الإعلام القطرية تجاه مجلس التعاون والأمانة العامة لمجلس التعاون ممثلة في أمينها العام، ووصفها بأنها حملة ظالمة تجاوزت كل الأعراف والقيم والمهنية الإعلامية مستخدمة خطاباً إعلامياً غير معهود من أبناء الخليج ومليء بالتجاوزات والإساءات والتطاول.

وعبر الزياني عن استغرابه الشديد من محاولة بعض وسائل الإعلام القطرية تحميل الأمين العام مسؤولية حل الأزمة الخليجية رغم أن المسؤولين في الحكومة القطرية والإعلام القطري يدركون تماماً أن حل الأزمة وإنهاء تداعياتها بيد قادة دول المجلس أعضاء المجلس الأعلى وليس أحداً آخر، وهو ليس من مسؤوليات وواجبات الأمين العام الذي يتلقى وينفذ قرارات وتوجيهات وأوامر المجلس الأعلى والمجلس الوزاري ملتزماً بالنظام الأساسي لمجلس التعاون.

أزمة وجنسية

وأعرب الزياني عن استهجانه لما يسعى إليه بعض الإعلاميين في وسائل الإعلام القطرية من محاولة ربط موقفه من الأزمة بجنسيته البحرينية وموقف مملكة البحرين المعلن والمعروف منها، مؤكداً التزامه التام بأداء المسؤوليات والمهام والواجبات المكلف بها من المجلس الأعلى حفاظاً على تماسك منظومة مجلس التعاون وإنجازاتها ومكانتها الإقليمية والدولية، ولكنه في نفس الوقت سيظل ابناً باراً من أبناء مملكة البحرين وفياً لقادتها الكرام محافظاً على وطنيته.

ودعا الزياني وسائل الإعلام القطرية إلى التوقف عن ممارسة هذا النهج من الأساليب الإعلامية التي تضر ولا تنفع وتفرق ولا تجمع، بل ولا تساعد على إصلاح ذات البين بين الأشقاء وتعيق جهود الوساطة الخيرة التي يقوم بها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت المعروف بحكمته ووفائه ومحبته لدول وشعوب مجلس التعاون.

تأشيرة الدخولفي الأثناء، قررت وزارة الداخلية البحرينية، أمس، فرض تأشيرة دخول على مواطني قطر والمقيمين فيها، تنفيذاً لتوجيهات العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، في جلسة مجلس الوزراء، أول من أمس، بما يحفظ أمن البلاد وسلامتها.

وعقد وزير الداخلية البحريني، الفريق الركن الشيخ راشد بن عبد الله آل خليفة، اجتماعاً بحضور وكيل الوزارة لشؤون الجنسية والجوازات والإقامة الشيخ راشد بن خليفة آل خليفة، وصدر بنهايته قراراً بفرض تأشيرة دخول على مواطني قطر والمقيمين فيها.

ويستلزم الحصول على تأشيرة دخول البحرين تقديم طلب بذلك، وفق التعليمات المعلن عنها على الموقع الإلكتروني لشؤون الجنسية والإقامة لوزارة الداخلية البحرينية.

وكان العاهل البحريني وجه، أول من أمس، الجهات المختصة في البلاد بـ «تشديد إجراءات الدخول والإقامة في مملكة البحرين»؛ وأكد على فرض تأشيرات على الدخول، «بما يحفظ أمن البلاد واستقرارها».

تعاون بناء

وأشادت لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني بمجلس النواب البحريني، بتوجيه الملك حمد بن عيسى آل خليفة، خلال ترؤسه لاجتماع مجلس الوزراء، بمواصلة التعاون البناء بين السلطتين التنفيذية والتشريعية لصون المكتسبات والمنجزات التي تخدم مصالح البلاد وخدمة المواطنين البحرينيين، وأشار البيان إلى ضرورة تنفيذ توجيهات الملك بتوطيد التعاون بين السلطتين، بما يعزّز من المسيرة الديمقراطية لمملكة البحرين.

وبهذه المناسبة، صرّح النائب عبد الله بن حويل رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع والأمن الوطني، أن اللجنة أكدت في بيانها، أن هزيمة الإرهاب ستكون عنواناً لمسيرة مملكة البحرين. وثمن بن حويل، ما أشار إليه الملك من أن البحرين ستظل واحة أمن واستقرار، وستتصدى بكل حزم وقوة لكل عمل جبان يهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار، مضيفاً أن توجيه العاهل البحريني للأجهزة المختصة، إلى اتخاذ الإجراءات التي تحول دون استغلال الانفتاح الذي تشهده البحرين، يهدف إلى الحفاظ على منجزات المملكة، وأن فرض تأشيرات الدخول على القادمين من دولة قطر، يحفظ للبحرين أمنها واستقرارها.

مسيرة تعاون

وأضاف بن حويل أن مسيرة التعاون والتكامل التي تشهدها دول مجلس التعاون، آخذة في الازدهار والتطور، إلا أن ما يعيبها في الوقت الحالي، السياسات التي تقوم بها دولة قطر، والتي أثرت في هذه المسيرة بصورة سلبية، مثمناً ما أكد عليه الملك من أن الوقت قد حان لاتخاذ إجراءات أكثر حزماً تجاه من يستقوي بالخارج لتهديد أمن أشقائه وسلامتهم.

وبيّن بن حويل في تصريحه، أن اجتماعات المجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي، والتي أطلق عليها الملك (قمم الخير)، لا يمكن أن تلتئم بوجود من لا يريد الخير لهذه المنظومة، ويعرقل مسيرتها المباركة، داعياً دولة قطر إلى الأخذ بتوجيهات الملك، والعمل على تصحيح نهجها، والعودة إلى رشدها، والاستجابة لمطالب الدول التي عانت منها الكثير.

سياسة ثابتة

وقال النائب البحريني جمال بوحسين، إن ملك البحرين، أكد أنه لن يجلس مع قطر على طاولة واحدة، إلا بعد أن تعود إلى رشدها مرة أخرى، لافتاً إلى أن تدخلات قطر السافرة في الشؤون الداخلية للبلاد العربية، مرفوضة تماماً. وأضاف في مداخلة فضائية، إن الدول الأربع الداعية للتصدي للإرهاب، تريد الخير لجميع الدول، والتصدي لممارسات خطيرة تترتب من تدخلات في الشؤون الداخلية للبلاد، مؤكداً أن النظام القطري ما زال يماطل ويدعم الإرهاب. وأوضح أن موقف دول مجلس التعاون الخليجي واضح وثابت ولن يتغير، وسيظل كما هو حتى لو غيرت قطر من سياستها، مؤكداً أن وجود كيان خائن وسط الدول العربية، يشكل خطراً كبيراً.

تكرار وتباك

من جانبه، قال الباحث السياسي البحريني عثمان الماجد، بأن «ما جاء في مقابلة أمير قطر الشيخ تميم مع تلفزيون سي.بي.إس، لا يختلف كثيراً عما يرد في كثير من مقابلاته أو مقابلات رموز النظام الآخرين منذ بداية الأزمة حتى اليوم، فهي بالمجمل، تكرار وترديد وتباكٍ، وفوق كل ذلك غطرسة واعتداد بالنفس لا يستند على حقائق ملموسة».

وأوضح الماجد في رؤيته التحليلية لـ «البيان»، أن «كل ما جاء بالمقابلة مردود عليه، لأنه ببساطة يتجافى مع الحقائق، ويتجاوز المنطق السياسي السوي، مقدمها حرية التعبير، التي ادعاها تميم، ودفاع بلاده عنها، وقد أعدّ قطر واحة لهذه الحرية، ومنبعاً للديمقراطية، إلى درجة تجعلك تتخيل أن أوروبا في شغف للنهل من مساحة الحرية التي يتيحها النظام القطري لشعبه».

وزاد «كل هذا الكلام المعسول عن الديمقراطية التي تشدق بها أمير قطر، يأتي لصرف نظر المحاور عمّا تعج به سجون الدوحة من المعتقلين، الذين يلاقون صنوف العذاب لمجرد جهرهم بمعارضة سياسة النظام ضد دول مجلس التعاون. قطر من هذه الزاوية، زاوية حرية التعبير، تتحدث عما تفتقده، لمجرد مغازلة الأوروبيين والأميركان تحديداً».

كذب وبهتان

وتابع «في ما يخص العلاقة مع الإيرانيين، وقول الأمير تميم بأنها وليدة اليوم، أي أنها نتاج مقاطعتها من جانب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب. وفي ذلك كذب وبهتان وافتراء وقلب مفضوح للحقائق. فعلاقة الدوحة بإيران كانت أحد البنود التي تضمنتها لائحة الشروط المقدمة من الدول الأربع إلى الدوحة، من أجل عودة العلاقات وإنهاء المقاطعة».

تفهّم مصري

وفي القاهرة، أعرب المتحدث باسم الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، عن تفهم مصر الكامل للموقف البحريني الخاص بعدم المشاركة في اجتماعات أو قمم خليجية يشارك فيها أمير دولة قطر، وذلك باعتباره قراراً سيادياً لمواجهة الأضرار التي أصابت مملكة البحرين جراء السياسات القطرية السلبية خلال السنوات الماضية.

وأكد المتحدث باسم الخارجية في تصريح له أمس على تضامن مصر مع مملكة البحرين في جميع القرارات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها وسلامة شعب البحرين الشقيق ضد أية أضرار تصيبه.

طلب المغفرة

من جانبه، طلب الشيخ سلطان بن سحيم آل ثاني، أحد أفراد الأسرة الحاكمة بقطر، من الشعب الخليجي «المغفرة»، لما آلت له الأمور بسبب تصرفات تنظيم الحمدين. وقال بن سحيم، في سلسلة تغريدات على موقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «أتمنى أن يغفر لنا الشعب الخليجي ما آلت إليه الأمور من قضية قطر والذي تسبب بها تنظيم الحمدين، ونقول له ارحل».

وعن قرار ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى بعدم حضور قمة تشارك فيها قطر ما لم تعد إلى رشدها، قال سلطان بن سحيم: «ولا قمة خليجية بدون لؤلؤة الخليج، اتقي شر الحليم إذا غضب».

مقاطعة مرجّحة

وقال الكاتب الكويتي أحمد الجارالله، إن كل المؤشرات تذهب باتجاه مُـقاطعة القمة الخليجية المُـقبلة، في حال دُعيت قطر إلى حضورها، وذلك على هامش تأكيد البحرين صعوبة حضورها أية قمة أو اجتماع خليجي تحضره قطر، ما لم تُصحّح من نهجها وتستجيب لمطالب الدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب.

وكتب الجارالله، عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «صار واضحاً أن الدول الثلاث لن تحضر مؤتمر القمة الخليجية إذا دعيت قطر والسؤال ماذا بعد؟…لن تكون قطر أقوى من هذه الأمة، خصوصاً أن منطق هذه الأمة أقوى من منطق قطر».

وأضاف، إن هناك «تنسيقاً قوياً وانفتاحاً أقوى بين الدول الخليجية المقاطعة لقطر المتهمة بدعم الإرهاب»، مُشيراً إلى أن هذا التنسيق قد يصل إلى حدّ «الاتحاد وربط مصالحها والتحرك كطرف واحد دولياً على المستوى الاقتصادي»، مؤكداً أن «الكرة في ملعب قطر».

Email