التيار الصدري: طهران تسعى لإعادة التخندق الطائفي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفاقمت الخلافات بين القوى السياسية الشيعية في العراق خلال الشهور الماضية.

التيار الصدري أحد القوى الشيعية التي باتت تنتقد إيران علناً. هذا التيار يتّهم إيران بالتدخل في الشأن العراقي بشكل لا يصب في مصلحة شعبه، من خلال الدفع نحو التخندقات الطائفية، طهران أرسلت مسؤولَين رفيعَي المستوى إلى بغداد، هما رئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام، هاشمي شاهرودي، والأمين العام للمجلس محسن رضائي، اللذين عقدا سلسلة لقاءات مع زعماء التحالف الحاكم.


وقال القيادي في كتلة الأحراز النيابية التابعة للتيار الصدري، أمير الكناني، إن «الشاهرودي، جاء لاستكمال ما بدأ به المبعوث الذي أرسلته إيران قبل ستة أشهر، من أجل توحيد البيت الشيعي وتشكيل كتلة شيعية خالصة تجمع قادة التحالف الوطني».


وأضاف: «إيران ليس لديها مشروع جديد في العراق غير تشكيل كتلة شيعية»، مبيناً أن «هذا التخندق الطائفي الشيعي يقابله تخندق طائفي سني وتخندق قومي كردي».
وشدد القيادي في كتلة الأحراز على أن «هذه التدخلات لا تصب في مصلحة الشعب العراقي الطامح إلى تشكيل كتلة وطنية عابرة للطائفية»، معتبراً الخلافات داخل التحالف الوطني وموضوع الانتخابات «شأناً داخلياً لا علاقة لإيران به».


مبعوث إيراني
ودعا الكناني إيران إلى «دعم المشاريع الاستثمارية في العراق ومكافحة الإرهاب، بدلاً من التدخل في الشأن الداخلي للبلد»، مشيراً إلى عدم قبول زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر طلب لقاء الشاهرودي «لإيمانه بعدم وجود ما هو جديد في المشروع الإيراني».


وكانت مصادر إعلامية نشرت تقريراً أكد أن الشاهرودي يمهد خلال زيارته إلى بغداد، لـ«رؤية إيرانية في العراق»، وذلك عن طريق «لملمة» التحالف الوطني الحاكم في البلاد، وصهره ببوتقة جديدة تمهيداً للانتخابات المقبلة، في ظل صعوبات كبيرة تعترض طريقه.


والتقى شاهرودي رئيس التحالف الوطني عمار الحكيم الذي أكد «رغبة العراق في استثمار مكانته الإقليمية ليكون جسراً بين المختلفين في المنطقة»، في إشارة إلى التقارب مع الخليج، إضافة إلى رئيس الوزراء حيدر العبادي، فيما يقف زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، ضد هذا التوجه الذي يتبناه زعيم ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، وعدد من قادة الحشد الشعبي. وأكد المسؤول الإيراني ضرورة «الانتفاع بالتجارب الإيرانية».


وبحسب مصادر مطلعة على طبيعة الحوارات التي أجراها الشاهرودي الذي يصنف بأنه الأكثر قرباً من المرشد علي خامنئي، فإن «وقف الانقسامات التي تواجه التحالف الشيعي الحاكم في بغداد كان الهدف الأول للزيارة».


إضاءة
يعد الشاهرودي من المؤسسين الأوائل لحزب الدعوة الذي يقوده حالياً نوري المالكي ويعد رئيس الوزراء حيدر العبادي أحد قادته، كما أنه تزعم في بداية الثمانينات المجلس الإسلامي الأعلى، إضافة إلى كونه رجل دين لديه مكاتب في النجف وكربلاء، ويمتلك نفوذاً في الأوساط الشيعية ولديه الجنسية العراقية بالولادة، لكن لا يُعرف إذا كان تخلى عنها بعد تسلمه منصبه الرسمي.

Email