صحف العالم تفرد مساحات واسعة للصراع
هجوم كركوك يُغيّر موازين القوى في العراق
تحدثت الصحف ووسائل الإعلام الأجنبية، عن انتزاع القوات العراقية لمدينة كركوك من القوات الكردية في هجوم جريء وقع بين عشية وضحاها عقب الاستفتاء على الانفصال، مما غير ميزان القوى في البلاد.
وذكر موقع محطة «إيه بي سي» الأميركية، أن قافلة من قوات النخبة العراقية استولت كذلك على حقول مجاورة للغاز والنفط، وأنزلت العلم الكردي تاركة العلم العراقي بمفرده يرفرف في سماء المنطقة.
وأضاف أنّه على الرغم من أن الطرفين لم يشيرا إلى الخسائر الناجمة عن القتال، إلّا أن بعض عمال الإغاثة الذين يعملون في المنطقة أوضحوا أنّ بعض أفراد من القوات العراقية والبشمركة لقوا مصرعهم في القتال، وهو ما أكده أحد قادة الأكراد.وأوضحت «إيه بي سي»، أنّ واشنطن دعت الجانبين إلى الهدوء، وسعت لتفادي نزاع شامل بين بغداد والأكراد يمكن أن يفتح جبهة جديدة تماماً في الحرب الأهلية الدائرة هناك منذ 14 عاماً، ويدخل قوى إقليمية إلى المنطقة مثل تركيا وإيران.
كبح حافز
بدروها، ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، أنّ الهجوم العراقي جاء بعد أسابيع من التهديدات وعمليات التموضع، وأنّ هدفه كبح حافز الانفصال لدى الأقلية الكردية في الشمال، مشيرة إلى أنّ القتال حرض حليفين للولايات المتحدة ضد بعضهما البعض، وحرم الأكراد من إقامة دولة مستقلة في الثلث الشمالي من العراق.
وأوضحت الصحيفة أنّ بغداد عقدت اتفاقية مع الفصيل الكردي أتاح لها السيطرة على معظم النقاط الاستراتيجية في كركوك، كما أتاح لها اكتساح معظم أجزاء المدينة دون أن تطلق طلقة واحدة، لكن مناوشاتها مع فصيل كردي آخر تسبب في سقوط 30 قتيلاً وعشرات الجرحى، وفق مصادر المستشفيات المحلية.
ولفتت شبكة «يو إس نيوز» الإعلامية الأميركية، أنه بعد يوم من استعادة القوات العراقية لمدينة كركوك المتنازع عليها، وإجبار القوات الكردية على الانسحاب منها، بدأ الآلاف من المدنيين العراقيين بالعودة إليها بعد أن هربوا من القتال في وقت سابق.
وأوضحت الشبكة أنّ الكثير من العرب والتركمستان شوهدوا وهم ينقلون أمتعتهم وأطفالهم عائدين إلى ديارهم، وأنّهم احتفلوا في المساء بتغيّر ميزان القوة في المدينة، فيما هرب الآلاف من الأكراد وملأوا الطرقات المؤدية إلى أربيل في الشمال خوفاً من انتقام ميليشيا الحشد الشعبي.
تهديد
وتحدثت صحيفة «داكا تريبيون» البنغلاديشية، عن إصدار رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أوامره لقوات الأمن العراقية فرض الأمن في كركوك بالتعاون مع سكان المدينة والبشمركة، لافتة إلى أنّه وعلى الرغم من دعوة بغداد لقوات البشمركة للتعاون معها في حفظ الأمن في المدينة، إلّا أن الأخيرة هدّدت بأن تدفع بغداد ثمناً كبيراً بفرضها الحرب على الشعب الكردي.
ووصفت الصحيفة الهجوم الليلي المفاجئ للقوات العراقية بأنّه أقوى خطوة حاسمة تتخذها بغداد منذ سقوط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في 2003، والاقتراع الذي جرى في 25 سبتمبر على الانفصال.
انتزاع
من جهتها، وصفت صحيفة «إكسبرس تريبيون» الباكستانية، الهجوم العراقي وانتزاع كركوك من قبضة الأكراد بأنّه غير ميزان القوى في البلاد. وشدّدت الصحيفة على أنّ التوقّف القصير في إنتاج النفط في المنطقة أسهم في رفع الأسعار، حيث حرم الأكراد من تصدير أكثر من نصف إنتاجهم من النفط.
