«البشمركة» تتراجع خوفاً من حرب وتدعو واشنطن للتدخل

الجيش العراقي يدخل كركوك ويسيطر على تازة

ت + ت - الحجم الطبيعي

بدأت القوات العراقية عملية عسكرية لاستعادة عدد من المواقع في محافظة كركوك استولت عليها قوات البشمركة إبان الحرب على تنظيم «داعش»، وشنت قوات عراقية مسنودة من الحشد الشعبي هجوماً بمحاذاة مشروع ري كركوك الواقع في الجانب الغربي من المدينة.

وتحركت قوى أخرى من الجيش العراقي باتجاه محور مدينة تازة ودخلت إلى مركز المدينة وأنزلت العلم الكردي ورفعت علم الدولة العراقية في المدينة الواقعة جنوب المحافظة، في وقت أعلنت البشمركة حالة الاستنفار القصوى وأرسلت عشرات آلاف الجنود لحماية مواقع النفط وعاصمة المحافظة، وطالبت واشنطن بالتدخل لوقف العمليات العراقية العسكرية.

وقال ضابط برتبة عميد في الجيش العراقي: «باشرت القوات المسلحة العراقية حركتها تجاه استعادة مواقعها قبل أحداث يونيو 2014»، في إشارة إلى المواقع التي استولى عليها الأكراد مستغلين هجوم «داعش» وانهيار الجيش العراقي في حينه.

وأضاف الضابط، وهو أحد قادة الفرقة التاسعة في الجيش المنتشرة إلى الجنوب من مدينة كركوك، أن «فرقة الرد السريع تحركت بمحاذاة مشروع ري كركوك الواقع في الجانب الغربي من المدينة، ومستمرة بالتقدم»، مشيراً إلى أنه لا تواجد لأي من مقاتلي البشمركة.

تحركات

وأشارإلى أن قوات من مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي تحركت أيضاً على أطراف ناحية تازة (جنوب كركوك)، ودخلت الفرقة المدرعة التاسعة في الجيش إلى مركز ناحية تازة، مؤكداً في الوقت ذاته «لا يوجد أي إطلاق نار في جميع مناطق تحرك القوات حتى الآن».

وقال قائد قوات البشمركة في محافظة كركوك جعفر الشيخ مصطفى خلال مؤتمر صحافي إن «البشمركة انسحبت من هذه المواقع، لأننا دخلناها لمحاربة داعش». وتابع «انسحبنا إلى خطوطنا في أطراف كركوك وعززنا مواقعنا وسندافع عن مدينة كركوك في حال شن الجيش العراقي أي هجوم على المدينة».

وتحدث مصطفى عن اتصالات مع رئيس الوزراء حيدر العبادي لمعالجة المشكلة خلال 48 ساعة. لكنه قال إن «القادة العسكريين أبلغونا أن لديهم أوامر بالتوجه إلى هذه المناطق ولا يهتمون بتصريحات العبادي». وتحدثت وسائل إعلام كردية عن انسحاب للبشمركة من مساحة 72 كيلومتراً مربعاً. ورفض ناطقون رسميون في الحكومة والقوات الأمنية التعليق على الأمر في الوقت الحاضر.

دعوة

من ناحيتهاK دعت وزارة البشمركة في حكومة إقليم كردستان، الولايات المتحدة، إلى التدخل إزاء التحركات العسكرية لقوات الجيش والحشد الشعبي قرب كركوك، حسب ما قالت.

وذكر بيان لوزارة البشمركة، أن «سربست لزكين، وكيل وزارة البشمركة، بحث مع كرين كروس، القنصل الأميركي في إقليم كردستان، التحركات العسكرية التي تقوم بها قوات الجيش والحشد الشعبي». ودعا لزكين الولايات المتحدة إلى «لعب دورها وسد الطريق أمام هذه التحركات، ومنع حدوث أي طارئ».

وتعيش كركوك، كبرى مدن المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، توتراً دفع عدداً كبيراً من الأهالي إلى التوجه إلى محطات المحروقات للتزود بالوقود. كما حمل العديد من المدنيين من أهالي القسم الشمالي لمدينة كركوك، حيث تسكن غالبية كردية، إلى التجول وهم يحملون أسلحة، وفقاً لشهود عيان.

استنفار

إلى ذلك، قال نائب رئيس إقليم كردستان كوسرت رسول إن السلطات الكردية أرسلت آلافاً آخرين من قواتها إلى منطقة كركوك النفطية للتصدي «لتهديدات» من الحكومة المركزية العراقية. وأضاف أن عشرات الآلاف من الجنود الأكراد متمركزون بالفعل هناك، وأن ستة آلاف آخرين وصلوا منذ الخميس مع تنامي التوترات بين المنطقة الشمالية وبغداد.

وأكدت مصادر أمنية أن القوات العراقية كسرت سواتر وضعتها البشمركة حول كركوك وتمركزت في قريتي تازة والبشير، عقب قيام القوات الكردية بإنزال أعلامها منها، فيما أعلن «هيمن هورامي» المستشار السياسي لرئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، أمس الجمعة، عن إعادة نشر الآلاف من قوات البشمركة في أطراف مدينة كركوك بهدف الدفاع عنها في حال حدوث أي طارئ.

وذكر هورامي في تغريدة له على حسابه الخاص في موقع «تويتر»، أن «تلك القوات تمتلك أسلحة ثقيلة لمواجهة أي هجوم تتعرض له المدينة». وذكرت مصادر أمنية أن القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء حيدر العبادي وجه بإيقاف دخول القوات العراقية إلى كركوك لمدة 48 ساعة.

Email