تقارير «البيان»

لبنان في «عين عاصفة» عقوبات أميركا وتهديدات إسرائيل

ت + ت - الحجم الطبيعي

في ضوء استمرار التصعيد الأميركي ضدّ حزب الله، وتأكيد مسؤولين أميركيين على ضرورة شروع الولايات المتحدة في تعزيز قدراتها لمواجهة التهديد الذي يمثّله كل من إيران، وميليشيات حزب الله، باعتبار أنّ الحزب تعبير صريح عن النزعة التوسعيّة لإيران في الشرق الأوسط.

ووفق نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ميشيل راتني، فإنّ التصعيد الإسرائيلي ضد حزب الله وما يسمى بمحور الممانعة، على لسان وزير الجيش الإسرائيلي إفيغدور ليبرمان، تفاعل في الداخل اللبناني رسمياً، واتخذ أبعاداً أكبر، ذلك أنّ إسرائيل هدّدت بأن الحرب المقبلة ستكون على جبهتّي سوريا ولبنان معاً، واصفةً الجيش اللبناني بأنه جزء من منظومة حزب الله.

في السياق، برز موقف رئيس مجلس النواب نبيه برّي مما يجري، إذ أشار إلى أن أهم سلاح لمواجهة التحديات والأخطار في المنطقة هو الوحدة بين اللبنانيين، وأنّ كل ما يحصل على المستوى الداخلي من خطوات لتعزيز هذه الوحدة هو العامل الأساسي لتحصين لبنان.

ويبدو المشهد الداخلي والخارجي ملبّداً بأفق حرب باردة تتهدّد الاستقرار اللبناني، تصاعدت آفاقها في الأيام الأخيرة، من خلال التهديدات الإسرائيلية للدولة والجيش اللبنانييْن وإدراجهما في خانة واحدة مع حزب الله، كما من خلال الإجراءات الأميركية غير المسبوقة بحق قادة أمنيين واستخباريين في حزب الله، خصّصت لاثنين منهما للمرة الأولى جائزتان ماليتان كبيرتان.

مادة دسمة

وشغل القرار الأميركي الأخير برصد مكافأة مالية للمساعدة في اعتقال القياديَّين العسكريّين في الحزب الأوساط الداخلية، وشكّل مادة دسمة داخل الغرف السياسية، لاسيّما في أوساط فريق «8 آذار» التي وصفت القرار الأميركي بـ«الشديد الخطورة»، ودعت إلى موقف رسمي مواجه له.

من جهتها، أعربت أوساط وزارية معنية عن خشيتها من استمرار عملية التخفّي الرسمية والحكومية الجارية حيال المواقف والتطورات الأخيرة، خشية اهتزاز الهيكل الحكومي بفعل الانقسام السياسي حول هذه المسائل الجوهرية.

وأشارت الأوساط لـ«البيان»، إلى أنّ ثمّة وزراء يزمعون إثارة الواقع الخارجي الذي بات يتحكّم بالمشهد اللبناني، من باب الحضّ على اتباع دبلوماسية مختلفة تجنّباً لمحاذير، ذلك أن هذا المناخ المحموم يضع لبنان أمام اختبارات قاسية، يُخشى معها انهيار التسوية السياسية في البلاد.

موقف أميركي

واستناداً إلى مصادر سياسية، بدا الموقف الأميركي المستجدّ من خلال إعلان مكافأة مالية كبيرة من أجل معرفة مصير قياديَّين في حزب الله وكأنه نقل مستوى الضغوط الأميركية إلى مرحلة جديدة، ذلك أن البلاد تتفاعل منذ بعض الوقت على وقع وتيرة إقرار قانون العقوبات الأميركية الجديد على الحزب.

تهديدات إسرائيلية

في الأثناء، يتفاعل التصعيد الإسرائيلي ضد حزب الله في لبنان، باتخاذه أبعاداً أكبر، نظراً إلى تزامنه مع التصعيد الأميركي. وأكدت مصادر سياسية لـ«البيان»، أن لبنان ينظر بعين القلق والجدية للتهديدات الإسرائيلية، مع أنّها ليست جديدة، لكنها تندرج في إطار التصعيد الذي تمارسه إسرائيل عند كلّ إنجاز يحققه لبنان بهدف خلق مناخ ضاغط ومتشنّج.

Email