دير الزور..مدينةُ أشباح

ت + ت - الحجم الطبيعي

تكاد دير الزور تفرغ من سكانها وتتحول فعلاً لا قولاً إلى مدينة أشباح لا يقطنها سوى الدواعش، في أعقاب موجة النزوح الكبيرة وغير المسبوقة التي مرت بها المدينة خلال الأسبوعين الماضيين.

وعلى الرغم من أنّ الأهالي في دير الزور يعيشون بين ظلم تنظيم داعش الذي يمنعهم من مغادرة مناطقهم، ومن جهة أخرى قصف النظام السوري والروسي على تلك المناطق، إلّا أن العديد من هؤلاء فضل الفرار واللجوء إلى الصحراء، عله ينجو من جحيم الطرفين.

وقد أعلنت الأمم المتحدة الأسبوع الماضي عن نزوح 95 ألف شخص في ثمانية أيام فقط بسبب تداعيات تواصل القتال والضربات الجوية، علي المدنيين والبنية التحتية في المحافظة المكلومة.

تقارير

ويقول الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة، استيفان دوغريك، بمقر المنظمة الأممية في نيويورك: «تلقينا تقارير تفيد بنزوح أكثر من 95 ألف شخص من النساء والأطفال والرجال إلى 60 موقعاً داخل دير الزور، فضلًا عن محافظات الحسكة والرقة وحلب المجاورة، وذلك خلال الفترة من الأول وحتى الثامن من أكتوبر الجاري.

النزوح الكبير

بدوره، يصف محمد الحسين الناشط الميداني في دير الزور، ما يجري في تلك المحافظة الشرقية بالنزوح الكبير، لافتاً إلى أن الصحراء تحولت إلى مدينة مأهولة، حيث وجدوا فيها الأمن، باعتبار أن التنظيم لا يتمركز في تلك المناطق وبالتالي تكون بعيدة عن القصف الجوي.

ويضيف الحسين أنّ تنظيم داعش حاول منع الأهالي من الخروج، على الرغم من الموت اليومي للأطفال والنساء وكبار السن، لذا سلك العديد من الأهالي طرق التهريب التي يسيطر عليها «داعش» أيضاً لتشكل مورداً آخر، بعد أن فقد التنظيم السيطرة على العديد من مواقع النفط والغاز.

خطر

من جهته، يشير خالد العوض من الناشطين في دير الزور لـ«البيان»، إلى أنه ومنذ أن أعلن تنظيم داعش الإرهابي، فرض التجنيد الإجباري على شباب دير الزور، آخر المحافظات السورية التي لا تزال تحت سيطرته، أصبح الشباب تحت الخطر الداهم، الأمر الذي دعاهم إلى المغادرة الفورية لمناطقهم حتى ولو كان البديل هو الجحيم.

ويلفت العوض إلى أنّ المشهد في صحراء دير الزور الكبيرة لا يكاد يوصف، ففي ظل البرد وغياب المنظمات الإنسانية الأممية، الأمر الذي جعل آلاف البشر عرضة لكل أنواع التشتت في عمق الصحراء.

Email