دعوات في تونس إلى مواجهة «اتحاد الجهلاء» التابع للقرضاوي

ت + ت - الحجم الطبيعي

واصلت النخب الإعلامية والثقافية التونسية تنديدها واستنكارها لمحاولات اختراق بلادهم من قبل ما يسمى بـ «الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين» برئاسة المصنف إرهابياً يوسف القرضاوي وذلك عبر تكريس نظام تعليمي مواز تجسّد في الإعلان عن فتح معهد خاص يقوم بتدريس مناهج يضعها الاتحاد.

وفي رسالة مفتوحة إلى رئيس الحكومة يوسف الشاهد، نشرت جريدة «الصحافة اليوم» الحكومية، مقالاً بقلم الناشط السياسي والحقوقي صالح الزغيدي، حمل عدداً من الأسئلة: «هل حكم على بلادنا أن تتراكم فيها الفضائح منذ 14 يناير 2011 واستيلاء الإسلام السياسي على السلطة بعد 9 أشهر من سقوط بن علي؟ ألا يكفي البلاد ما نزل بها من كوارث تحت حكم ترويكا النهضة؟ ألا تكفي اغتيالات (القياديين المعارضين شكري بلعيد ومحمد البراهمي؟ ألا تكفي تسفيرات الآلاف من التونسيين المجندين من طرف مكونات الإسلام السياسي للالتحاق بإرهابيي داعش والإخوان وجبهة النصرة وغيرهم في سوريا والعراق وليبيا؟».

وأضاف صاحب الرسالة: «اليوم نكتشف تواجداً على أرض تونس ومنذ سنتين على الأقل، لأعوان وتوابع القرضاوي وجماعة «اتحاد الجهلاء» وقد تسربوا إلينا وفتحوا معاهد للتدريس و«التوعية» وإصدار شهادات «في الوعي الإسلامي» وفي «فهم الشريعة».

وأضاف الكاتب: «معهد خاص بل خاص «جداً جداً» يسدي دروساً في التخلف والإرهاب، كل ذلك على أرض تونس، وتعطى هذه الدروس مجاناً أو تكاد، ويتكفّل عدد من معاوني القرضاوي ويسمون أنفسهم «علماء دين» بإلقاء الدروس وعدد منهم قياديون في تنظيم «اتحاد العلماء» الإرهابي.

الفتن والأحقاد

من جانبها، نشرت صحيفة «المغرب» اليومية المستقلة مقالاً للداعية بدري بن منور جاء فيه أن «القرضاوي باتحاده لا يحتاج إلى كثير من التأريخ لأننا نرى كل شيء رأي العين بما حام حول دواعي نشأته منذ سنوات ومكان نشأته ومراميه وتمويلاته وبما عرف عن مسيرة يوسف القرضاوي بكثرة الاضطراب و الفوضى وتحديداً في صناعة الفتنة في العالم العربي منذ اندلاع ثورات الربيع العربي وحتى قبلها، إذ لعب عدة أدوار بارزة في صبّ الزيت على النار وإشعال الفتنة الكبرى لأن فتاوى القرضاوي لا تستند إلى القرآن ولا لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدر ما تتحرك بإيعاز من أوامر بعض الدواوين والحكام، ورغم أن بعض الدول منها دولة الإمارات العربية المتحدة، اعتبرت هذا الاتحاد من جملة التنظيمات الإرهابية، فإنه لا يزال ينشط في قطر، وفي الحقيقة لم يستغرب المتابعون للشأن العام هذا القرار لأن لديهم شبه اليقين أن القرضاوي ومن وراءه وعبر هذا الاتحاد المزعوم لن ينفك عن السعي لزعزعة الأنظمة الديمقراطية والدول المدنية.

أما المضحك، وفق صاحب المقال، فهو في ادعاء أعضائه أنهم ينادون بالوسطية وأنهم لا يجنحون إلى الغلو والإفراط، ولا يميلون إلى التقصير والتفريط، وإنما يتبنون المنهج الوسط للأمة الوسط، وهو منهج التوسط والاعتدال. في حين أن جميع تصريحاتهم وخطبهم وكتبهم ومواقفهم وممارساتهم تدعو لعكس هذا، بل كلها دعوات عنف وتكفير وتقتيل وإجرام ودعوات للتسفير وسردها يتطلب صفحات وصفحات.

Email