قطر تخرب لعبة كرة القدم.. الاستيـلاء على المونديال عبر الفساد

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

اتهم الكاتب جون ماثيلر في صحيفة «ستار تريبيون» الأميركية، قطر بتخريب لعبة كرة القدم، ليس فقط لأنها أدخلت السياسة في الرياضة في شرائها اللعبة الأكثر شعبية في العالم، أو الفساد في طريقة حصولها على استضافة مونديال 2022، مفترضاً أنه يمكن التعامل مع الفساد واعتبار أن كثيرين يمارسونه، ولكن ما يزيد الأمر مراراً أن الدولة الراعية للإرهاب تعامل العمال الوافدين إليها بطريقة مسيئة، ناهيك عن الاتهامات الموجهة إليها في مجال دعمها للإرهاب، وهو ما يحول برأيه التركيبة القطرية إلى شيء بغيض هو الوجه القبيح للرياضة في العالم.

ويفيد الكاتب بأن القصة الأبرز هذا الصيف في عالم الرياضة كانت توقيع نادي باريس سان جيرمان عقداً مع كل من اللاعبين نيمار وكيليان مبابي، حيث اشترى الأول من برشلونة بما يقرب من 222 مليون يورو، والآخر من موناكو بصفقة فاسدة غير واضحة المعالم وصلت وفقاً للصحف الفرنسية ذاتها إلى 180 مليون يورو دفعها الملاك القطريون لنادي موناكو، وتمت صياغة العقد بشكل إعارة تفادياً لعقوبات الاتحاد الأوروبي الخاصة باللعب المالي النظيف للأندية، وهما الصفقتان الأكبر في تاريخ كرة القدم.

ويرى الكاتب أنه فيما التغطية لأولمبياد سوشي عام 2014 كانت مليئة بالحكايات عن الإفراط الروسي في الإنفاق، فإن كأس العالم الصيف المقبل في روسيا، ستبدو ملجومة وطبيعية بالمقارنة مع نسخة 2022 في قطر، والتي من المقرر في حال لم يستفق الاتحاد الدولي ويحجبها عن الدولة الراعية للإرهاب، أن تقام المباريات للمرة الأولى في الشتاء، في ثمانية ملاعب جديدة سيتم تشييدها في بلاد الدوري لديها من الدرجة الرابعة وفقاً للكاتب، أما عدد سكانها فهو نصف سكان مدينة مينابوليس وسانت بول مجتمعين على حد قول الكاتب.

ويرى جون ماثيلر في ذلك قصة بلد ضعيف النفوذ غني بالنفط يستخدم ثرواته من موارد العالم الأكثر قيمة لشراء اللعبة الأكثر شعبية في العالم، مشيراً إلى تطور الأحداث بعد شراء نادي باريس سان جيرمان من قِبل قطر للاستثمارات الرياضية، وهي ذراع الحكومة القطرية، في عام 2011،، وفجأة تحول النادي، الذي كان يعاني في الدوري الفرنسي، تحول إلى النادي الأكثر ثراء في العالم، ومضى في شراء كل نجم يمكنه أن يجذبه إلى باريس، مسيطراً على الأجواء الفرنسية، وفائزاً في نهاية المطاف بأربعة ألقاب محلية متتالية بين أعوام 2013 و2016.

ثم في صيف 2017 تسارع إنفاق الفريق للمال إلى مستوى جديد، فيما بدا أنه رسالة إلى باقي الفرق في أوروبا، مفادها حسبما يقول: «ليس فقط لن تتمكنوا من الإنفاق أكثر مني، بل إنه لدينا ما يكفي من المال لتضخيم سوق اللاعبين إلى النقطة حيث سينفجر الأمر مالياً في وجه الجميع».

ويضيف الكاتب إن الأمر بات شبيهاً برسالة محاولة قطر المثيرة للجدل لاستضافة كأس العالم، والتي اشترت فيها البلاد تحفة كرة القدم لنفسها، مطيحة بذلك كل ما هو منطقي، حسب قوله.

ويؤكد الكاتب أن كل ما يجري يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالحكومة القطرية، فالسياسة تدخل في الرياضة في كل مكان في العالم، لكن التركيبة القطرية كانت بغيضة بشكل خاص لأن الأمر لم يكن مجرد فساد من النوع النموذجي الذي يمكن أن نعتبر أن كرة القدم منغمسة فيه إلى حد ما، حيث العطاءات في دورات الأولمبياد ومباريات كأس العالم، وغيرها يشوبها أيضاً فساد سواء من قطر أو من غيرها ممن رست عليه الدورات الرياضية، ولكن في قطر الأمر أكثر عمقاً واختلافاً، لأنه لا يوجد دولة حتى الفاسد منها في العالم تسمح للشركات بحجز جوازات سفر العمال الذين عليهم بعد ذلك الحصول على أذون لمغادرة البلاد، وهؤلاء يجبرون في الغالب على العيش في زرائب فيما يعملون بأجور متدنية للغاية، مشيراً إلى توقعات الاتحاد الدولي لنقابات العمال أن يتوفى 7 آلاف عامل وافد في قطر قبل أن تبدأ مباريات كأس العالم، وأيضاً لأن تلك البلاد متهمة بدعم الإرهابيين ومتورطة بسبب ذلك في خلاف دبلوماسي مع كل جيرانها تقريباً، وهو ما يكفي برأي الكاتب أن يجعل أي معجب بكرة القدم يشمئز من الحالة التي وصلت إليه اللعبة.

ويختم الكاتب بالقول إن قطر من خلال صفقة نادي باريس سان جيرمان، ونيمار ومبابي، وكأس العالم، تشتري لعبة كرة القدم، وهي وبطريقها قد تدمرها، ولذا ينبغي أن تقرر لعبة كرة القدم ما إذا كانت تستحق إنفاق كل هذا المال.

Email