الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان تكشف فضائح جديدة

3 أسباب تفرض إعادة النظر في مونديال قطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

سلطت الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان الضوء على الفضائح القطرية التي تشوب ملف استضافتها لنهائيات كأس العالم 2022. وركزت الفيدرالية في تقرير حديث على الانتهاكات الحقوقية التي يتعرض لها العمال المنخرطون في أعمال الإنشاء الخاصة بالمونديال، وشبهات الفساد التي تلف طريقة اختيار قطر لاستضافة البطولة، فضلاً عن تورط الدوحة في دعم التطرف. وأعلن التقرير في مؤتمر صحافي عالمي نظمته الفيدرالية العربية، أمس، في نادي الصحافة السويسري بجنيف.

ويخلص التقرير إلى ثلاث نتائج رئيسية، تعزز القلق المتزايد من هذا المشروع وتجيب عن أسئلة مهمة، هي: هل يمكن أن تكون كأس العالم 2022 خالية من انتهاكات حقوق الإنسان والعمال؟ وهل سيكون الحدث خالياً من التطرف والإرهاب؟ وكيف يمكن أن يكون الحدث نظيفاً من شبهة الفساد والرشوة؟

وتقول النتائج إنه في ظل انتهاكات قطر للقوانين الدولية، وممارساتها المنتهكة لحقوق الإنسان عبر الاعتداء على حقوق العمال، يجب إعادة النظر في استضافة قطر للبطولة. ويشير التقرير إلى أن «مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر، تؤكد أن أنشطة الأخيرة الإرهابية تزعزع الاستقرار في المنطقة وتؤثر سلبا على الأمن الإنساني في المنطقة والعالم».

وتكشف النتائج أنه رغم بعض الإجراءات القانونية والإدارية التي طبقتها قطر أخيراً، فإنه «لم يحدث تحسن في ظروف معيشة وعمل العمال في قطر». ويحذر من أن «دعم قطر وتمويلها للأنشطة الإرهابية سيكون له توابع تؤثر على كأس العالم، حيث إن هناك احتمالاً أن تشن بعض جماعات الإرهاب هجمات خلال الحدث، ما يضر بهؤلاء الذين سوف يشاركون فيه».

وفي نتائج التقرير، تعبر الفيدرالية العربية عن «اعتقادها بأنه يتعين على المجتمع الدولي أن يحاسب الأفراد، إلى جانب قطر والفيفا، عن الفساد والأنشطة الإرهابية وانتهاكات حقوق الإنسان» المرتبطة بقطر.

ووثقت الفيدرالية العربية في تقرير رسمي انتهاكات حكومة الدوحة لحقوق الإنسان في قطر، من بينها انتهاكاتها بحق العمالة الوافدة العاملة في المنشآت الرياضية التي ستحتضن البطولة والتي راح ضحيتها مئات الوفيات بين العمالة، وتواصلت المنظمة مع الاتحاد الدولي لكرة القادم «الفيفا» لتسليم الأخيرة نسخة من التقرير.

وقال المنسق العام للفيدرالية العربية لحقوق الإنسان سرحان الطاهر سعدي، في المؤتمر الصحافي، إن التقرير - الذي يعد الأول من نوعه - يوثق انتهاكات قطر لحقوق الإنسان موثقة بالأدلة، خاصة فيما يتعلق بتمويلها للإرهاب، مطالباً وسائل الإعلام العالمية بضرورة الاهتمام بالانتهاكات القطرية والتي كان آخرها تجريد نظام الدوحة مئات القطريين من جنسياتهم وطردهم من البلاد.

إساءة لسمعة «الفيفا»

بدورها، أفادت عضو الفيدرالية العربية لحقوق الإنسان سورا سلام، خلال المؤتمر، بأن الفيدرالية لديها الصلاحيات والقدرة على العمل لجعل الاتحاد الدولي «الفيفا» يخلص العالم من العار الذي ستخلفه استضافة الدوحة للحدث الرياضي العالمي، محذرة من أن الإصرار على السماح بإقامة بطولة كأس العالم في قطر سوف «يسيء» إلى سمعة «الفيفا» في ظل التقارير العديدة التي تتحدث عن انتهاكات قطر لحقوق الإنسان وشبهات الفساد و«الرشوة» لاستضافة البطولة الرياضية العالمية.

وأشارت سورا إلى أنه بحسب تقارير مؤسسات دولية وإعلامية مرموقة فإنه في حال استمرار أوضاع العمال الحالية في قطر، فإن نحو 7 آلاف عامل قد يموتون حتى 2022 في المشروعات الرياضية التي يجري تنفيذها لإقامة فعاليات كأس العالم.

واعتمد تقرير الفيدرالية الذي جاء في 67 صفحة، وحمل عنوان «قطر 2022: كأس العالم أو عار العالم»، على 131 مصدراً وثق الانتهاكات القطرية، وتأثيرها على سمعة الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في حال المضي بمشروع إقامة المونديال في قطر.

أحداث إرهابية متوقعة

ويشير التقرير إلى أن مقاطعة السعودية والإمارات والبحرين ومصر لقطر تؤكد زعزعة أنشطة الدوحة الإرهابية للاستقرار في المنطقة وتأثيرها على الأمن الإنساني في المنطقة والعالم، وتكشف النتائج أنه رغم بعض الإجراءات القانونية والإدارية التي طبقتها قطر أخيراً، إلا أنه لم يحدث أي تحسن في ظروف معيشة وعمل العمال في قطر.

ونوه التقرير إلى أن هناك كماً هائلاً من الأدلة تشير لدعم قطر الصارخ لجماعة الإخوان والأعمال الجنائية المتمثلة في مساندة وتمويل الإرهاب، ما يشكل انتهاكاً وخرقاً للقوانين الدولية التي صدقت عليها قطر، وعبرت الفيدرالية العربية، التي هي مظلة لقرابة 40 منظمة وجمعية ومؤسسة حقوقية عربية، عن إيمانها بأن القانون الدولي يمكن أن يضطلع بدور حاسم في الرد على الإرهاب التي ترعاه الدوحة.

وحذر التقرير من أن دعم قطر وتمويلها المعلن للأنشطة الإرهابية سيكون له توابع تؤثر على حدث كأس العالم الذي تنظمه «فيفا»، حيث إن هناك احتمالاً أن تشن جماعات إرهابية هجمات خلال الحدث، ما يضر بهؤلاء الذين سوف يشاركون فيه، وشدد التقرير على أنه حال واصل «فيفا» السماح لقطر باستضافة كأس العالم ورفض الدخول في عملية إعادة التنافس على الاستضافة، فإن بطولات الفيفا سوف تكون ملطخة بثلاث سمات هي: الفساد والإرهاب وانتهاكات حقوق الإنسان والعمال.

استضافة «غير نزيهة»

وشكك التقرير في نزاهة عملية فوز قطر باستضافة الحدث العالمي برمتها، لافتاً إلى أنه بعد ثمانية أعوام من إعلان فوز قطر باستضافة كأس العالم 2022، إلا أنه لا يزال من غير الواضح ما هي الخطوات التي اتخذها «فيفا» بحق انتهاكات حقوق العمال، وتمويل الإرهاب ومزاعم الرشوة والفساد واحتقار قطر الكامل لقيم حقوق الإنسان.

وقالت الفيدرالية في تقريرها، إن الفساد يقوض المؤسسات الديمقراطية، ويبطئ التنمية الاقتصادية، ويسهم في زعزعة استقرار الحكومات والاستقرار الاقتصادي، ما يضر بدوره بالأمن الإنساني والأفراد الذين يعيشون في قطر.

وأوصى التقرير حكومة قطر بضرورة وقف دعم وتمويل الإرهاب والأنشطة التي تقوض استقرار المنطقة، ووقف سياسة توفير ملاذات آمنة لزعماء الإرهاب وعدم توفير منابر لترويج أيديولوجياتهم المتطرفة، وتلبية مطالب دول المقاطعة الـ 13 من أجل تصحيح أوضاع العلاقات الدبلوماسية المقطوعة.

ودعا التقرير في توصياته، حكومة قطر بأهمية الالتزام بالاتفاقيات والمعاهدات المبرمة المتصلة بمكافحة الفساد وتطبيق قوانين مواجهة الرشوة، وتطبيق إصلاحات في قوانينها المحلية بحيث تتضمن بشكل واضح ومحدد (تجرم) ارتكاب أفعال الرشوة أو الفساد ومحاسبة الأفراد الذين يقترفون هذه الأفعال.

كما أوصى التقرير الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» أن يبذل أقصى ما بوسعه للابتعاد عن أي شيء يرتبط بالإرهاب الذي ترعاه الدول، إضافة إلى أن استضافة قطر لكأس العالم سيوفر للدوحة زيادة في الأرباح والاستثمارات وتدفق الأموال، الأمر الذي يزيد من دعم النشاط الإرهابي.

وطالب التقرير المجتمع الدولي، بضرورة ممارسة الضغوط على الفيفا لتجريد قطر من استضافة كأس العالم 2022 بسبب الأدلة الملموسة على ضلوعها في الرشوة والفساد خلال عملية المنافسة للفوز بالاستضافة، واستغلالها للعمال المشاركين في بناء مشروعات كأس العالم وبسبب الدلائل الواضحة على تأييدها وتمويلها لأنشطة إرهابية.

Email