فضحت علاقات الدوحة السرية وكشفت تحالفها مع إيران

استطلاع «البيان»: «المقاطعة» كبحت إرهاب قطر

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد المشاركون في استطلاعين للرأي أجرتهما «البيان»، الأول على موقعها الإلكتروني، والثاني على حسابها في «تويتر»، على أن الإجراءات التي اتخذتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ساهمت بشكل كبير في تراجع خطر الإرهاب وفضح علاقات قطر السرية وكشف تحالف قطر وإيران وهو ما عبر عنه 77 في المئة من المستطلعة أراؤهم على موقع «البيان» الإلكتروني و73 في المئة من المستطلعة آراؤهم على موقع «البيان» في «تويتر».

حيث رأت هاتان الفئتان أن هذه العناصر الثلاثة لا يمكن الفصل بينها، في حين رأى 8 في المئة من المستطلعة آراؤهم على الموقع أن إجراءات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب أدت إلى تراجع خطر الإرهاب، وذهب 7 في المئة من المستطلعة آراؤهم إلى ذلك على حساب «البيان» في «تويتر».

وفي حين عزا 9 في المئة من المستطلعة آراؤهم على الموقع إلى أن هذه الإجراءات فضحت علاقات قطر السرية عبر 13 في المئة عن ذلك في استطلاع «البيان» على «تويتر»، أما كشف تحالف قطر وإيران من خلال الإجراءات التي اتخذتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب فعبر عن ذلك 5 في المئة من المستطلعة آراؤهم على موقع «البيان» مقابل 7 في المئة عبروا عن ذلك عن ذلك أيضاً في استطلاع «البيان» على حسابها في «تويتر».

تراجع الإرهاب

وفي تحليل لنتائج استطلاع «البيان» يجمع المراقبون التونسيون على أن إجراءات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب أدت إلى تراجع خطر الإرهاب بعد شلّ ذراع تنظيم الحمدين، وفضح دوره في تمويل وتسليح وتحريض الجماعات الإرهابية في عدد من الدول العربية كليبيا وسوريا ومصر واليمن.

ويشير المراقبون إلى أنه بعد قرابة مئة يوم على قرار الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مقاطعة قطر، شهدت «دولة الوهم الداعشي» انهياراً في العراق بتحرير مدينتي الموصل وتلعفر وعدد من المناطق الأخرى، وانهيار الجماعات الإرهابية في مناطق سورية عديدة، وتراجع الإرهاب في سيناء المصرية، وداخل التراب الليبي، وتقدم قوات الشرعية في اليمن.

ضربات موجعة

وبحسب محللين سياسيين، فإن تنظيمي «داعش» و«القاعدة» تلقيا ضربات موجعة، واضطرا إلى الانكفاء على نفسيهما، بعد تراجع الدور القطري في دعمها بالمال والسلاح والمعلومات الاستخباراتية.

وقال مصدر عسكري ليبي مطلع لـ«البيان» إن إجراءات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب حققت نتائج مهمة في ساحات وميادين الحرب على الإرهاب في بلاده، وفي بقية الدول العربية، مشيرا إلى أن تنظيم الحمدين كان وراء الداعم الأول للجماعات الإرهابية، بالأموال والعتاد والذخيرة والمعطيات المخابراتية وحتى بصور الإقمار الصناعية التي ترصد تحركات الجيوش النظامية لفائدة الإرهابيين.

وقال مصدر ليبي إن قطر أدركت أن تحجيم دورها، أطاح بمشروعها التخريبي في المنطقة، لذلك حاولت خلال الأسابيع الأخيرة تحريك خلاياها الإرهابية في وسط وجنوب ليبيا، كما سعت إلى تحريض بعض الميليشيات على التحرك من جديد للسيطرة على العاصمة طرابلس، وهو ما كشف عنه استقبال أمير قطر تميم بن حمد لقيادات محسوبة على ميليشيات «البنيان المرصوص» خلال الشهر الماضي، إلا أن تلك المحاولات البائسة فشلت بعد أن انفضح دور نظام الدوحة على جميع المستويات.

وأدرك الليبيون أن تنظيم الحمدين المتورط في سفك دماء الآلاف من أبناء شعبهم منذ العام 2011، وفي إهدار ثرواتهم وتخريب مؤسساتهم وتمزيق نسيجهم المجتمعي، لم يعد أمامه إلا الاعتراف بهزيمته والكف عن حبك المؤامرات وبث الفتن ونشر الفوضى في المنطقة العربية.

وجاء في دراسة لمركز «سمت» للدراسات أعدها الباحث محمود غريب أن مكاسب مقاطعة قطر ظهرت جلية في الملف الليبي، حيث أرجع المراقبون انتصارات الجيش الوطني الليبي على حسابات الجماعات المتشددة في بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية ومناطق أخرى، إلى فقد هذه الجماعات دعمًا مباشرًا من قطر، حيث أعلن القائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر عن تحرير مدينة بنغازي بالكامل والقضاء على آخر فلول الجماعات المتشددة التي لاذت بمنطقة الصابري.

وقد تزامن هذا الانتصار مع نشر القوات المسلحة الليبية عدة فيديوهات ووثائق أثبتت عمليات إنزال للأسلحة والإمدادات العسكرية والمالية في وقت سابق للجماعات المتشددة في بنغازي ومناطق أخرى؛ حيث أظهر مقطع فيديو مدرعة عليها العلم القطري تحارب إلى جانب الميليشيات المسلحة عام 2014 ضد قوات الجيش الليبي.

كما ظهر في أحد المقاطع تفريغ طائرة شحن تابعة للخطوط الجوية القطرية في مطار طرابلس وتحتوي على ذخائر، فضلاً عن تلقي هذه المجموعات المناهضة للجيش الوطني دعماً مباشراً من قطر عن طريق عمليات تدريب وإعداد، وهو ما يعني أنّ توقف هذه الإمدادات بشكل مُفاجئ بسبب التخبط القطري وخشيّة فضح العلاقة بشكل علني وسط حصار مفروض عليها لوقف إمدادها لتلك الجماعات، ساعد على تحرير عدة مناطق لصالح الجيش الوطني الليبي.

وبإعلان التحرير فإن الجيش الوطني الليبي قضى على أكبر خطر يهدد الدولة المجاورة مصر، حيث دحر وفكك مجموعة بدأت في التشكل وتلقي التدريبات في أغسطس 2013، على يد متشدد يدعى أبو فهد الرزازي وبدعم من قطر، عقب الإطاحة بالرئيس المصري المعزول محمد مرسي.

حيث وصل عدد عناصر المجموعة الأولى إلى 700 مسلح، ونشرت هذه المجموعة بيانها الأول من الأراضي الليبية عبر مواقع التواصل الاجتماعي في 15 أغسطس 2013، بعدما أجرت تدريبات في مناطق بمدينة بنغازي والصحراء الشرقية الليبية المحاذية للحدود مع مصر، وبذلك يكون حلم تكوين نواة لمواجهة الجيش المصري من الحدود الغربية قد تفككت بتحرير بنغازي.

ويرى المحلل السياسي الليبي محمد أحمد الهوني أن إجراءات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب فضحت دور قطر في دعم الجماعات الإرهابية وفي العمل على تنفيذ مخطط تقسيم الدول العربية الرئيسة إلى كيانات عرقية وطائفية ومذهبية وجهوية وقبلية تنفيذاً لمخطط الشرق الأوسط الجديد ولمشروع الفوضى الخلاقة الذي تم إعداده في كواليس الإدارة الأميركية السابقة بمشاركة مراكز النفوذ الصهيونية وقيادات الإسلام السياسي، وتبنت قطر تمويله وتسليحه.

ويشير الهوني إلى أن مقاطعة تنظيم الحمدين كشفت كذلك عن تعاون سري بينه وبين نظام الملالي في طهران لتدمير المنطقة العربية وقواه الرئيسة وخاصة المملكة العربية السعودية ومصر، سواء بدعم الإرهاب أو بالتآمر على الأنظمة الوطنية، وكذلك بمحاصرة تلك الدول بحدود ملتهبة، عبر دعم الحوثيين في اليمن، والجماعات الإرهابية الطائفية في البحرين والعراق والميليشيات الإرهابية في ليبيا.

ومن جانبه، أكد المحلل السياسي التونسي عزالدين الزبيدي أن إجراءات الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ساهمت بدور مهم في فضح مشروع قطر الذي لم يسلم منه أي بلد عربي، والمتمثل في دعم قوى الإسلام السياسي وخاصة جماعة الإخوان والتيارات المتشددة القطبية المنبثقة عنها مثل «القاعدة» و«داعش»، وقد تمدد هذا المشروع نحو دول الساحل والصحراء ووصلت شراراته الحارقة إلى أوروبا، وكان سيتسع أكثر لولا الكشف عن الدور المحوري القطري وطبيعة الأدوار الإقليمية والدولية المساهمة فيه.

وأوضح الزبيدي أن قرار الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بمقاطعة قطر، أعطى للشعب العربي فرصة الاطلاع عن خفايا مؤامرات تنظيم الحمدين في المنطقة العربية وخاصة في ما سمي بـ«الربيع العربي» الذي قامت فيه الدوحة بالدور الأبرز والأهم ليس دفاعاً عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان كما تقول الشعارات، وإنما من أجل التمكين لقوى الإسلام السياسي عبر مخططات إرهابية سفكت دماء الآمنين وأهدرت إمكانيات الدول ومقدرات الشعوب.

تحركات عملية

وفي السودان، فإنه بحسب مراقبين، فإن ما اتخذ من إجراءات من قبل الدول الداعية لمحاربة الإرهاب على رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة كانت تحركات عملية لمحاصرة الإرهاب.

وبحسب أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية صلاح الدين الدومة فإن الإجراءات التي تمت من قبل الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تجاه قطر كانت بمثابة ضغوط قوية لقطر وتحجيم للدور الإيراني في المنطقة لأقصى درجة لما يجمع بين الدوحة وطهران من تحالف، فضلاً عن أن الإجراءات كشفت العلاقات المتجذرة بين النظام القطري وجماعة الإخوان الإرهابية والتي تمثل دولة قطر مقراً لها.

ويرى القيادي بالحزب الشيوعي السوداني يوسف حسين في حديث لـ«البيان» إن القضية الأهم في الإجراءات التي اتخذتها الدول الداعية لمحاربة الإرهاب تتمثل في كون الإجراءات مثلت خطوة عملية لمحاربة التشدد، إلى جانب أنها تشير إلى وجود تحركات بدأت في المنطقة لمحاصرة الإرهاب، معتبراً ذلك توجهاً مطلوباً ضد الأخطار الإرهابية.

أما السياسي السوداني والقيادي البارز بحزب البعث فتحي نوري يرى أن إجراءات الدول الداعية لمحاربة الإرهاب ضد قطر كشفت عن العلاقات التي تربط الدوحة بالجماعات الإرهابية المتطرفة، والتي باتت تتحكم بشكل كبير في سياسات قطر الخارجية وانعكاس ذلك على الأمن والاستقرار في المنطقة، إلى جانب أن الإجراءات فضحت الأدوار التي ظل تلعبها قيادة جماعة الاخوان وتأثيراتها الكبيرة على القرار القطري.

علاقات قديمة

وفي الأردن، اعتبر عضو مجلس النواب السابق، د. محمد القطاطشة أن الإجراءات التي اتبعتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ستظهر نتائجها على المدى البعيد خاصة فيما يتعلق بتراجع خطر الإرهاب. بالإضافة إلى أن هذه الخطوات انعكست على مصداقية القنوات القطرية وخاصة قناة «الجزيرة» التي فقدت مصداقيتها من خلال استخفافها بالعقل العربي وعدم احترامها للقيم والمبادئ من خلال فتح المجال لأبواق إسرائيل لتظهر على شاشة عربية، وهذا يضر بالأمة الإسلامية جميعها.

وبدوره، يجد الخبير الاستراتيجي، د. أيمن أبو رمان أن الإجراءات التي قامت بها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب كشفت بشكل أساسي تحالف قطر مع إيران، وأدت إلى إظهار قطر على حقيقتها والمساعي التي ترغب إيران في الوصول لها في المنطقة. وأضاف ان علاقات قطر مع إيران علاقات قديمة ولكنها غير ظاهرة ومعروفة للجميع، والأزمة جعلت من العلاقة أن تنكشف من خلال بيان الداعميْن والمموليْن للإرهاب.

حملة جدية

أما المحلل السياسي علي نجم الدين فأكد أن ما قامت به الدول الداعية لمكافحة الإرهاب جعل خطر الإرهاب يتراجع وهذا الأمر تم لمسه في دول عديدة مثل ليبيا والعراق وسوريا وغيرها من الدول التي تعاني منه. الحملة الجدية والشرسة على الإرهاب بدأت بجني ثمارها. ومع الوقت ستنجلي الصورة بشكل اكبر ويرتد من دعم الإرهاب وموله إلى المحاسبة.

يضيف: قطر إحدى رعاة الإرهاب وقد دعمته على مستوى العالم ويجب أن تتحمل المسؤولية في التخلص من هذه العصابات والمرتزقة الذين انتشروا ونفذوا أهدافاً غير مشروعة.

Email