شبكة القنوات الرياضية تستأجر مشجعـين تونسيين وجزائريين للدعاية السياسية

«بي إن سبورت» تخرق المعاهـدات لدعم «تنظيم الحمدين»

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتجهت شبكة بي إن سبورت القطرية إلى رفع الشعارات السياسية الداعمة لتنظيم الحمدين أثناء المقابلات الرياضة وخاصة تلك المتعلقة بفرق دول المغرب العربي، وهو ما رأى فيه المراقبون تلاعباً بعقول المشاهدين وخروجاً عن تعهدات الشبكة بعدم الخوض في الشأن السياسي والاكتفاء بالمجال الرياضي.

وفي هذا السياق، ركزت شبكة بي إن سبورت مساء أول من أمس الثلاثاء، الكاميرا على أحد مناصري الفريق التونسي لكرة القدم وقد رسم على صدره علم دولة قطر، أثناء مقابلة فريق بلاده مع فريق الكونغو في ملعب الشهداء بكينشاسا في إطار التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا، والتي انتهت بالتعادل 2 - 2.

وعلمت «البيان» أن هذا المشجع قد رسم العلم القطري على صدره وخده الأيمن بطلب من فريق الشبكة التي تولت تصويره وبث اللقطات مباشرة عبر أجهزتها الخاصة قبل أن تنقل كامل المقابلة عن التليفزيون الكونغولي، وهو ما جعل صورة ذلك المشجع تغيب عن الكاميرا لتظهر لاحقا وقد قام بمسح صورة العلم القطري من على جسده بعد أن انتهت مهمته التي تقاضى أجراً عليها.

حدث مماثل

وكانت تونس قد شهدت حدثا مماثلا في يونيو الماضي عندما تم رفع لافتة مؤيدة لتنظيم الحمدين من قبل مناصرين لفريق النادي الأفريقي المرتبط باتفاقية توأمة مع فريق باريس سان جرمان الذي يرأسه القطري ناصر الخليفي.

وقال متحدث باسم وزارة الداخلية التونسية آنذاك إن السلطات فتحت تحقيقا بعد رفع جماهير النادي الأفريقي لافتة مؤيدة لقطر خلال نهائي كأس تونس لكرة القدم، واتهم ناشطون ومشجعون للأندية التونسية على شبكة التواصل الاجتماعي «فيسبوك» جمهور النادي الأفريقي بتلقي «تمويلات» من قطر مقابل رفع اللافتة.

وقامت السلطات التونسية باعتقال ثلاثة مشجعين تبين أنهم كانوا وراء رفع اللافتة قبل إطلاق سراحهم فيما بعد.

إضافة إلى ذلك، نظمت شبكة بي إن سبورت مشهداً يدور في ذات السياق خلال مقابلة الفريق الجزائري لكرة القدم مع نظيره الزامبي في لوزاكا الجمعة الماضي، حيث رفع بعض المشجعين لافتة مؤيدة لسياسات تنظيم الحمدين، سرعان ما أشاد بها المعلق حفيظ الدراجي الذي كان ينقل المباراة، وكما في حالة المشجع التونسي بملعب كينشاسا تم تصوير اللافتة من قبل كاميرا الشبكة القطرية فيما تجاهلتها كاميرات التليفزيون الزامبي الذي نقلت عنه البي إن سبورت المقابلة.

رفض جزائري

وعبر ناشطون جزائريون عن استيائهم من محاولة الزج بالجمهور الرياضي في مواقف مشبوهة لدعم النظام القطري المتورط في التآمر على الدول العربية بما فيها الجزائر.

وعلى صعيد متصل، تقدمت جمعية المعلقين الرياضيين الموريتانيين، الممثل الوحيد للصحافة الرياضية الموريتانية، في الاتحاد الدولي والأفريقي والعربي، بشكوى للاتحاد الدولي للصحافة الرياضية ضد شبكة قنوات «بي إن سبورت» القطرية.

وأشارت الشكوى إلى أن القناة القطرية ترفض بث مباريات موريتانيا منذ قرار السلطات قطع العلاقات مع إمارة قطر، وأن القرار القطري جاء بشكل تعسفي يتنافى والقوانين والأخلاق الرياضية من خلال منع بث مبارياته على «بي إن سبورت»، وبث بقية مباريات المنتخبات العربية للانتقام من الموقف الرسمي الموريتاني، الذي قطع العلاقات الدبلوماسية مع قطر، مما يشكل إقحام الشبكة للسياسة في المجال الرياضي، وهو الشيء الذي ظلت «بي إن سبورت» تشكو منه وتطالب بعدم إقحام السياسة في الرياضة.

شكوى

ومن المقرر أن يحول الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية شكوى جمعية المعلقين الرياضيين الموريتانيين لإدارة الشبكة، لمعرفة ردها وموقفها من الاتهامات الموجهة لها، بالتمييز عمدا ضد مباريات المنتخب الموريتاني للمحليين.

وبحسب المراقبين، فإن شبكة البي إن سبورت تحولت إلى جزء من الآلة الدعائية لنظام الدوحة، من خلال خوضها السجال السياسي، وتحريكها عبر أدواتها المتعددة لبعض المشجعين في مدرجات الجماهير من خلال تكليفهم برفع بعض الشعارات مقابل مكافآت مالية ووعود بالحصول على امتيازات كمنحهم تذاكر سفر وبطاقات دخول في مقابلات دولية مهمة.

Email