اعتماد إيراني على الدولة المارقة عربياً

خبراء لـ « البيان»: قطر تلعب بأوراق خاســــــــرة وتنكشف دولياً

ت + ت - الحجم الطبيعي

استنفدت الدوحة أدواتها المتاحة كافة في تحدي الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، ولم يتبق أمامها سوى المزيد من الانغماس في إدارة الظهر للصف العربي والخروج منه بصورة كلية عقب أن ارتمت في أحضان إيران وتركيا والمخططات التي تُحاك للمنطقة وتمثل فيها الدوحة رأس الأفعى الداعم للجماعات والعناصر الإرهابية المختلفة.

هذا ما أكده خبراء ومحللون مصريون رأوا أن سياسة قطر في مواجهة الأزمة تؤكد نهجها وسياساتها العدوانية التي لا تتورع عن الاعتماد عليها حتى لو كان ثمن ذلك كله المزيد من التهديدات على الأمن القومي العربي. وسط إشارات بأن تصرفات الدوحة الصبيانية يمكن معها توقع أي تحرك عشوائي جديد.

واستخدمت الدوحة -في خطٍ متوازٍ مع ما يصدر عنها من عناد وإصرار على موقفها ومؤشرات عدم الاستجابة لمطالب الدول الداعية لمكافحة الإرهاب - العديد من الأوراق التي فشلت في أن تزحزح ثبات الموقف الذي تتمتع به هذه الدول أو تفت في عضده وتزحزحه، من بين تلك الأوراق الدعاية التي عمدت إلى الترويج إليها في أوروبا وأميركا حول موقفها، سواء بدفع الرشاوى لشراء المواقف أو من خلال مكاتب العلاقات العامة لتحسين صورتها.

شراء المواقف

سلكت الدوحة كل المسارات التي يمكن أن تسلكها واستخدمت أوراقها كافة من أجل مواجهة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، حسبما يؤكد مساعد وزير خارجية مصر الأسبق السفير المصري في قطر سابقًا محمد المنيسي لـ «البيان».

وهي في إطار ذلك استخدمت فوائضها المالية في عمليات دفع رشاوى لشراء المواقف، فاستخدمت ثرواتها الطائلة في تقديم رشاوى بملايين الدولارات لمسؤولين في دول أوروبية وفي أميركا من أجل عدم اتخاذ مواقف حادة أو قاسية من الدوحة.

واستخدمت الدوحة الموارد نفسها وفق المنيسي- في إعطاء رشاوى ومنح لوسائل إعلام أوروبية وأميركية من أجل أن تبرز وجهة النظر القطرية وتكون متعاطفة معها إلى حد بعيد في الأزمة، وذلك في سبيل تحدي إرادة الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.

كما لجأت الدوحة إلى الاعتماد على المساندة التي تأتيها من كل من إيران وتركيا. كما استخدمت احتياطياتها المالية الضخمة في تعويض فروق الأسعار في السلع وكذا تعويض خسائر شركة الطيران وتعويض بعض الخسائر التي تعرضت لها بفعل المقاطعة.

كما أشهرت قطر كارت علاقاتها مع إيران في محاولة للاستقواء بها من ناحية وتعويض بعض الخسائر التي منيت بها جراء المقاطعة خاصة فيما يتعلق باستيراد المواد الغذائية والسلع ومختلف البضائع من ناحية ثانية، وحتى من باب «المكايدة السياسية» للدول الداعية لمكافحة الإرهاب من ناحية ثالثة.

كما لجأت إلى تركيا لتحمي النظام القطري وتوفر له الدعم العسكري والأمني داخل قطر، جنبًا إلى جنب مع محاولات للشكوى المضادة لدى منظمات دولية للفت الأنظار عن سياساتها العدوانية، وجميعها أوراق محروقة لم تنجح في أن تحقق الغرض منها، حسب ما يؤكده محللون.

الضغط على الأدوات

وكلما تمضي الأيام دونما التوصل لحل يخرجها من أزماتها فإن قطر تواصل نزيف الخسائر، حسبما يؤكد أستاذ العلوم السياسية بالقاهرة خبير العلاقات الدولية الدكتور جهاد عودة لـ «البيان»، والذي يشدد على أنه كلما طال أمد الأزمة تخسر قطر بصورة كبيرة، فهي على المدى البعيد مرشحة للمزيد من الخسائر التصاعدية.

كما أنه كلما تم الضغط على أدوات قطر في أوروبا وعلاقاتها هناك تزيد خسائر الدوحة أيضًا. ويلفت إلى الخسائر التي منيت بها قطر على مستوى اقتصادها، حتى إن كبريات المؤسسات المالية العالمية قد وضعت الدوحة في إطار «المخاطرة» في خطٍ متواز مع حالة الضبابية أو عدم التأكد من مستقبل اقتصادها في ظل ما تتعرض له من إجراءات مقاطعة من جيرانها.

تصرفات صبيانية

وفي المقابل، يرى السياسي والقانوني المصري المستشار يحيى قدري في تصريح لـ «البيان» أن الدوحة تتصرف تصرفات «صبيانية» منذ بدء الأزمة، وتصرفات الصبيان لا حدود لها ولا نهاية.

ولا يمكن توقعها، إذ يمكن أن تواصل القيام بأفعال قد لا تكون من الناحية السياسية والعملية واردة بين الدول. وبالتالي لا يمكن الحكم عما إذا كانت الدوحة استنفدت كل الأدوات أم أن هنالك المزيد من التصرفات الصبيانية التي سوف تخرج بها علينا انغماسًا في مواقفها غير المستغربة عنها.

وأفاد بأن «النظام القطري هو عبارة عن مجموعة من الصغار، ويحتاج إلى مواصلة الموقف الحازم ضده كي يدرك حجمه وقيمته، ولا بد من أن ترفع الدول الكبرى يدها عن هذا النظام القزمي وألا تستخدمه في مخططاتها وألا تدعمه».

إيران وقطر

من جهته، قال عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب والتطرف في مصر الخبير الأمني البارز اللواء فؤاد علام (الذي شغل منصب وكيل جهاز أمن الدولة سابقًا) إن إيران دخلت على خط الأزمة القطرية بقوة لعددٍ من العوامل الرئيسية، أولها العلاقات التي تربط البلدين وهي العلاقات القائمة على أساس المصلحة.

وكذلك إيمان إيران أن مصالحها ومخططها في المنطقة يمكن أن يتحقق من خلال دعم ومساندة قطر التي تستخدمها من أجل تحقيق المشروع الإيراني في المنطقة.

وأفاد في تصريح لـ «البيان» بأن إيران هي أولى الدول وأبرزها التي لها مصلحة في تصعيد الخلاف بين دول الخليج، يليها تركيا التي تريد إشعال النيران في المنطقة. مشددًا على أن طهران تحاول من خلال دعمها ومساندتها لقطر في أزمتها الراهنة تحقيق مصالح اقتصادية وكذلك مصالح سياسية واستراتيجية.

كما تصبو تركيا إلى تحقيق حلمها الخاص باستعادة الإمبراطورية وإحياء الخلافة العثمانية التي يسعى إليها رجب طيب أردوغان. يرى الطرفان (إيران وتركيا) أن تلك المصالح تتحقق عبر قطر المارقة والخارجة عن الصف العربي.

خبث إيران

واستبعد عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب إمكانية أن تحقق إيران مقاصدها في افتعال تصعيد عسكري في الخليج، خاصة أن وزراء خارجية الدول الداعية لمكافحة الإرهاب أكدوا في أكثر من مرة أنه لا نية للتصعيد العسكري في الأزمة مع قطر، كما أكدوا الحرص على ألا تصل الأزمة مع الدوحة إلى هذا الحد.

وقال علام إن دول المقاطعة مدركة جيدًا لهذه المحاولات الإيرانية الخبيثة، ولن يقعوا في ذلك الفخ الذي تسعى إليه إيران مستغلة قطر التي يتم تحريكها من قبل العديد من الجهات. ورأى أن كل المسؤولين في الدول الداعية لمكافحة الإرهاب يعون تلك المحاولات الإيرانية بصورة واضحة، وهو ما يظهر بوضوح من خلال التصريحات التي يتم خلالها استبعاد ونفي التصعيد العسكري.

وأوضح عضو المجلس القومي لمكافحة الإرهاب أن إيران هي اللاعب والمحرك الرئيسي في تلك الأزمة. وقطر لا تعي خطورة النار التي تلعب بها، واصفًا الوضع في الدوحة بأنه «ليس هناك دولة ولا مسؤولون ولا شيء.. إيران هي التي تحرك كل الأمور، بالإضافة أيضًا إلى تركيا التي لها مصالح معينة معروفة للجميع».

Email