عبدالله آل ثاني في مقدمة ضيوف خادم الحرمين بمناسبة عيد الأضحى

تنظيم الحمدين يعترف: الأزمة فرصة تاريخية!

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف أمير قطر تميم بن حمد أمس، أن الأزمة التي تسببت بها قطر مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب «فرصة تاريخية» لتطوير العلاقات مع إيران، وهو ما يفنّد المزاعم التي ترددها قطر بأنها لم تختلق هذه الأزمة من أجل تبرير تقربها العلني من إيران، واتخاذ طهران مركزاً للإساءة إلى دول الخليج وحاملة لراية العداء ضد الأشقاء.

وقال أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني خلال اتصال هاتفي أجراه مع الرئيس الإيراني لتهنئته بالعيد: «نقدر مواقفكم في دعم قطر بوجه العقوبات التي فرضت علينا». وهو تصريح يظهر أن تميم منخرط بنفسه في الحملة الإعلامية الخبيثة الهادفة إلى تجميل صورة إيران في المنطقة في أذهان الشعب القطري تمهيداً لخلق جمهور عربي للسياسة الإيرانية القائمة على دعم الميليشيات الطائفية وزعزعة الاستقرار في عدد من الدول العربية.

لقمة سائغة

وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أن أمير قطر هنأ في اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، الرئيس والحكومة والشعب في إيران بمناسبة عيد الأضحى المبارك، مشيرا إلى رغبة قطر في تعزيز العلاقات مع إيران في جميع المجالات.

ويبدو أن تنظيم الحمدين لن يهدي قطر إلى إيران سياسياً واقتصادياً فقط، بل ثقافياً أيضاً بحسب فحوى مكالمة تميم مع روحاني. فقد أكد أن «رؤية تعزيز التعاون بين طهران والدوحة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية واضحة جداً وباعثة على الأمل».

ومن المعروف أن إيران تدير نشاطاتها الثقافية في المجال الطائفي عبر مؤسسات تحت غطاء ثقافي وتدار من قبل السفارة الإيرانية. وهو مؤشر على احتمال قيام تنظيم الحمدين بتقديم الشعب القطري لقمة سائغة للمخططات الطائفية الإيرانية والعبث بالهوية الأصيلة للشعب القطري.

وأشار تميم في حديثه مع روحاني إلى «استعداد قطر لتعزيز العلاقات في جميع المجالات عبر الاستفادة من هذه الفرصة التاريخية أكثر من السابق». وتعبير «الفرصة التاريخية» يتم استخدامه للمرة الأولى من جانب قطر في توصيف تداعيات الأزمة مع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب.

فتميم يعتبرها فرصة تاريخية لنقل العلاقة من المجال السري إلى العلن. وهذه العلنية اضطرت لها قطر بعدما انكشفت أمام الأدلة والبراهين التي قدمتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، لدرجة أن وزير خارجية قطر اشتكى أول من أمس أن المجتمع الدولي لا يساند قطر!

مكافأة إيرانية

بدوره، كافأ الرئيس الإيراني العرض المجاني الذي قدمته قطر لحليفتها. وأكد روحاني أن طهران مستعدة لتعزيز العلاقات مع قطر أكثر من السابق. ومن أجل إعطاء تميم حقنة مهدئة، تطرق روحاني إلى الإجراءات التي اتخذتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب، زاعماً أن «ما فرض على قطر غير عادل ومثير للتوتر بين الدول الإقليمية.

وستبذل جميع مساعيها من اجل التعاون ودعم الشعب والحكومة القطرية واستقرار المنطقة»، وهو ما يكشف أن «عيدية» روحاني لتميم لم تكن بالحجم الذي تخيله تنظيم الحمدين، وهو تكتيك إيراني متبع من أجل تعميق الشرخ في المنطقة مستخدمة القيادة القطرية الفاقدة للرؤية.

مكانة كبيرة

إلى ذلك، حضر الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني استقبال خادم الحرمين الشريفين للمهنئين بمناسبة عيد الأضحى المبارك. وبثت وكالة الأنباء السعودية عدداً من الصور ظهر فيها الشيخ عبدالله آل ثاني إلى جانب خادم الحرمين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.

ويذكر أن الشيخ عبدالله كان قد ساهم بشكل كبير في تجاوز الحجاج القطريين أزمة منعهم من الحج من قبل السلطات القطرية. وساهمت وساطته لدى خادم الحرمين في تقديم التسهيلات واستضافتهم من قبل خادم الحرمين بمنحهم فرصة الحج بعد أن ألغت السلطات القطرية بعثات الحج لهذا العام، وهو ما أثار غضب الشعب القطري، إلا أن شفاعته ساهمت بتجاوز هذه الأزمة.

ويحظى الأمير عبدالله آل ثاني بمكانة كبيرة لدى خادم الحرمين الشريفين ويتضح ذلك بجلوسه بين مفتي عام المملكة وأمير مكة الأمير خالد الفيصل، مما يبين تقدير خادم الحرمين له.

 

 

Email