مصدر أمني معارض يكشف لـ « البيان » استمرار تمويل قطر الإرهاب في سوريا

10 ملايين دولار من الدوحة لـ «النصرة» في أغسطس

ت + ت - الحجم الطبيعي

كشفت مصادر أمنية في المعارضة السورية لـ «البيان» عن مواصلة قطر دعمها التنظيمات الإرهابية في سوريا رغم أن وتيرة التمويل تراجعت مقارنة عما كان عليه في السابق نتيجة التدابير والإجراءات التي اتخذتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب. وتشير المعلومات إلى تقديم الدوحة 10 ملايين دولار كدعمٍ إضافي لجبهة فتح الشام (جبهة النصرة سابقًا) منتصف الشهر الماضي عن طريق جمعيات خيرية.

وخص المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه في تصريح لـ «البيان» جمعيتين خيريتين على وجه التحديد، وقال إنهما تتوليان عملية تسهيل تقديم التمويل من قبل الدوحة إلى جبهة النصرة وعناصر مرتبطة بتنظيم الإخوان في سوريا، وكان آخر ما تلقته النصرة من دعم قبل 15 يومًا بقيمة عشرة ملايين دولار وفق المعلومات المتاحة.

وشدد على أن الجمعيتين تعملان في إطار «العمل الخيري» ومكافحة الفقر، والشق الإغاثي، لكن ذلك في الأساس غطاء لتمرير التمويل المقدم للنصرة وفصائل أخرى.

ونوه المصدر الاستخباراتي المنخرط ضمن فصيل عسكري عامل على الأرض في الداخل السوري، بأن الدعم القطري للنصرة وجبهة أحرار الشام لا يزال مستمرًا حتى اللحظة –لكنها أقل من فترات سابقة- مشيرًا إلى التأثر المعنوي الشديد لتلك الفصائل بقرارات المقاطعة التي اتخذتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب ضد الدوحة، غير أنه أشار في الوقت ذاته إلى أن كل ما يهم تلك الفصائل هو الحصول على التمويل واستمراريته، وتبدي الدوحة حرصًا على ذلك.

وأردف: «بلا شك الفصائل الممولة من قطر والعاملة في الداخل السوري وعلى رأسها «النصرة» و«الإخوان» و«أحرار الشام» تأثرت سلبًا بصورة واضحة بالمقاطعة المفروضة على الدوحة».

وشدد على أن الدعم القطري لتلك الفصائل يتم عن طريق جمعيات خيرية وبإشراف المخابرات القطرية. كاشفًا عن أن الدوحة قدمت دعمًا لجهات معارضة «سياسية» محسوبة على تنظيم الإخوان، قيمته نحو 70 مليون دولار، وذلك لتمويل أنشطة تلك الجهات لمدة ستة أشهر مقبلة، وتم وضع التمويل في حساب بنكي في تركيا، ويتم من خلال ذلك التمويل دفع رواتب العاملين في تلك الجهات وتمويل فعالياتها وتحركاتها المختلفة.

غطاء للإرهاب

إلى ذلك، كشف الكاتب التركي في موقع «توركيش مينت» عبدالله بوزكورت، أنّ مؤسسة «قطر الخيرية» التي أنشأتها الحكومة القطرية لدعم مشاريعها السياسية كان تعمل بنشاط في تركيا وموّلت مجموعات مثل «هيئة الإغاثة الإنسانية وحقوق الإنسان والحريات» والتي كانت تؤمّن السلاح والمعدّات اللوجستية إلى مجموعات إرهابية في سوريا وليبيا.

وحين انتشرت التحقيقات السرية في خلايا القاعدة شرق محافظة وان بالقرب من إيران، مع مداهمات سريعة لمكاتب الهيئة وقطر الخيرية في منطقة كيليس المجاورة للحدود السورية، تمّت مصادرة أجهزة الكمبيوتر التابعة لهما.

وأتت المداهمة بعدما وجد محققون أنّ شخصاً يعمل لصالح هيئة الإغاثة كان ينشط في خلية للقاعدة ويستخدم قطر الخيرية كغطاء لنقل معدّات إلى مقاتلين في سوريا. وبفضل مراقبة مخابرات الشرطة منذ 2012، فإن الموقع الإخباري التركي «توركيش مينت» على اطلاع واسع بخصوص ملف خلية القاعدة التي كان يديرها ابرهيم سن (37 عاماً) والذي كان يجنّد إرهابيين بين تركيا وسوريا مستخدماً الهيئة ومجموعات أخرى لإخفاء شبكته الإرهابية.

خلية القاعدة

يتابع بوزكورت ناقلاً عن ملف التحقيق أنّ الأدلة ضدّ الهيئة وقطر الخيرية بدأ تجميعها حين راقبت الشرطة عملاء ينشطون داخل خلية القاعدة التابعة لسن. واستخدم المقاتلون فروعاً أخرى للخلية كي يرسلوا التمويلات والمواد الطبية للإرهابيين في سوريا.

واستخدم سن هذه المنظمات غير الحكومية حين أراد إخفاء إرسال مختلف المواد إلى الإرهابيين بطريقة سرية وكانت الهيئة وقطر الخيرية على علم بما يجري وعلى دراية بأنّهما كانتا منخرطتين في المشهد عن إرادة.

وتعرّفت الشرطة إلى ثلاثة شركاء لسن في تهريب البضائع إلى سوريا ويعملون جميعاً في فروع مختلفة للهيئة. وأظهرت أجهزة التنصت التي زرعتها الشرطة أنّ هؤلاء العملاء خططوا لاستعمال سيارات الإسعاف للتهريب حين منع المسؤولون المحليون ذهاب الشاحنات إلى سوريا.

وموّلت قطر الخيرية عمليّات الهيئة الإغاثية التركية في دول أخرى مثل العراق وأفغانستان والسودان وإندونيسيا وتايلاند والفلبين وميانمار ودول البلقان. ويشير بوزكورت إلى أنّ قطر الخيرية ليست الوحيدة التي تتعامل مع هيئة الإغاثة. فمؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله للخدمات الإنسانية عملت مع الهيئة في مدن الأنبار والفلّوجة والرمادي في مشاريع تساوي حوالي 5.5 ملايين دولار سنة 2014.

وأرسلت هيئة الإغاثة مئات الشاحنات من المساعدات لإدلب وحلب وحماه سنة 2014 بدعم عدد من الجهات من بينها مؤسسة الشيخ ثاني بن عبدالله. لكي تفتح فرعاً لها في أميركا اللاتينية، وقعت هيئة الإغاثة عقد شراكة مع مؤسسة عيد الخيريّة القطرية ونظمت مشاريع في يونيو 2017 في بوغوتا. وهنالك المزيد من الخطط في الإكوادور والبيرو.

Email