الدعاية الإعلامية واللعب في محركات البحث يخفيان الجانب الموحش من الكرة الجميلة

حلم قطر في مونديال 2022 يهدد حياة آلاف العمال

ت + ت - الحجم الطبيعي

«كم نفساً ستقتل في سبيل التباهي بالقدرة على استضافة كأس العالم؟»، يبدو أن هذا السؤال صار هو الأكثر منطقية في الوقت الحالي، فقطر تسابق الزمن وتتحدى المنطق لإثبات قدرة لن تحدث على استضافة مونديال 2022، وفي طريقها لهذا التحدي الأجوف عشرات الفقراء من العمال يعملون تحت أقسى الظروف ومن دون أدنى حد من الإنسانية، فيموتون ضحية حلم قطر في المونديال.

ففي الوقت الذي أعلنت فيه قطر عن وضع حجر الأساس لـ«البالون الإعلامي» استاد الثمامة الدولي، أحد الملاعب التي من المفترض أن تستضيف كأس العالم 2022، وعملت ماكينات الدوحة الإعلامية على نشر الخبر في جميع مواقع العالم بكل اللغات وبضخ مالي غريب لإجبار محركات بحث «غوغل» على إظهار الخبر وتراكماته يومياً وبتتابعات مدروسة، من خلال اللعب على الـ«SEO».

وهي اللغة المسؤولة عن ترتيب ظهور الأخبار على محركات البحث وتنظيمها، لم تستطع الدوحة رحمة الأبرياء الذين يعملون تحت ظروف غير آدمية من جنسيات آسيوية فقيرة، من أجل تحقيق حلم الدولة الراعية للإرهاب بتنظيم المونديال آخر آمالها لإنقاذها من العزلة.

تلاعب

وإذا كان المشهد المضيء يتصدر الإعلام الرقمي بسبب التلاعب في محركات البحث، فالظلام يغلف الجانب الآخر من مأساة كأس العالم 2022، الذي جعل المنظمات الحقوقية تسعى وتتحقق لإنقاذ هؤلاء المساكين المعرضين للموت يوماً بعد يوم.

وفي تحقيق لموقع «أهل مصر»، المعني بالشأن المصري سياسياً ورياضياً، أكد تحت عنوان: «قطر.. الجانب الموحش من الكرة الجميلة»، وجاء فيه أن الظروف القاسية وساعات العمل الطويلة، تغيب وراء أذرع الدعاية القطرية وتختفي تماماً في الملأ، في الوقت الذي يسود فيه «سوء المعاملة» على المشهد العمالي بالدولة الصغيرة المعزولة عربياً بسبب دعمها للإرهاب.

ومن جانبها، أشارت صحيفة «كاربونيتيد تي في» إلى المعاناة التي يعيشها العمال المحاصرون في قطر، المسحوبة جوازات مرور أغلبهم لبناء ملاعب مونديال كأس العالم 2022 والظهور أمام العالم دعائياً بأن الإنشاءات تتم برغم أن المونديال نفسه أقرب للسحب من الإمارة الصغيرة،.

وأكدت الصحيفة أن العمال يعيشون مأساة واضحة للملأ وأمام الجميع، من دون تدخل فوري من قبل أحد المسؤولين وخصوصاً حقوق الإنسان، قائلة: «الجميع يشاهد تلك المأساة الإنسانية ولا أحد يتحرك».

وكشفت الصحيفة أن نحو 4 آلاف عامل تحت خطر الموت لتحقيق حلم قطر الزائف والخداع باستضافة مونديال كرة القدم 2022، مشيرة إلى أن العمال يعملون تحت سطوة الكفالة، في ظروف غير آدمية وفي درجات حرارة لا يقدر الإنسان مهما كانت قوته على تحمل الوقوف فيها، أضف إلى ذلك ظروف المعيشة بعد انتهاء العمل بوجود نحو 15 شخصاً داخل غرفة المبيت الصغيرة في معسكرات العمل سيئة التهوية.

وقالت صحيفة «كونستراكشن ويك» المسؤولة عن تتبع أحوال عمال الإنشاءات في العالم: «حال العمال في قطر غير إنساني، الحكومة القطرية ليست لديها الرحمة، في زمن انتهت فيه العبودية ما يزال العمال في قطر يعاملون معاملة العبيد».

وواصل «أهل مصر» تحقيقه، مذكراً باللجنة الرقابية التي أقرها الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، لبحث التجاوزات ضد العمال، وهي اللجنة التي لم تباشر عملها ولم تخرج نتيجة أبحاثها وتقصيها إلى النور.

وكان جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، قد أوضح، خلال مؤتمر صحافي سابق، أن «فيفا» سيدير اللجنة الجديدة التي ستتكون من أعضاء مستقلين. وأضاف: «لجنة المراقبة ستتحقق من الظروف المعيشية للعمال، لقد زرت المدينة التي يعيش فيها العمال وتابعت من كثب النقاشات الدائرة عن فيفا وحقوق الإنسان، ولا سيما في كأس العالم قطر 2022».

الجانب القبيح

وكان تقرير منظمة العفو الدولية، الذي حمل اسم «الجانب القبيح للرياضة الجميلة»، قد أكد استغلال قطر العمالة الأجنبية، بعيش العمال المهاجرين في ظروف غير إنسانية من دون الحصول على الحقوق الأساسية. ليس هذا فقط، ولكن السلطات القطرية تجاوزت الخطوط الحمراء، ونقلاً عن موقع «باز فيد» الأميركي.

فقد اعتقلت قطر من قبل صحافيين من إنجلترا أثناء تغطيتهم مغادرة «العمال الأجانب» لبناء ملاعب كأس العالم 2022، وذلك عندما تحدث مارك لوبل عن أن فريقاً من الصحافيين المستقلين تمت مراقبتهم واعتقالهم، واحتجازهم أثناء تغطيتهم أحوال العمال المستخدمين في تحضيرات كأس العالم، وحينها علق الإعلامي لوبل على اعتقاله «الدراماتيكي»، قائلاً:

«حرمت خلال استجوابي من فرصة إجراء مكالمة هاتفية لإطلاع عائلتي وأقاربي على مكان وجودي، واحتجازي حينها كان من دون أن أرتكب أي ذنب، بل لأنني كنت أريد تطبيق العدالة لا أكثر».

وبعد احتجازه في مركز الشرطة الرئيس في الدوحة، نُقل لوبل إلى سجن محلي في الساعة الواحدة صباحاً، قبل أن يتم استجوابه في مكتب المدعي العام صباح اليوم التالي ساعات عدة.

يُذكر أن هيئة الإذاعة البريطانية، التي كان يعمل فيها الفريق المعتقل، قد صرحت وقتها: «وجودهم في قطر لم يكن سرياً، إنهم كانوا يعملون بحيادية، ويمارسون مهامهم من دون أخطاء أو خروج عن التصريح الحاصلين عليه».

Email