«سفراء الظلام» يكشف ارتباطات «الحمدين» بـ«ميسّر الإرهاب»

السبيعي موّل القاعدة وسهّل تنقّل الإرهابيين

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

كشف برنامج «سفراء الظلام» الذي بثته قناة دبي، أمس، عن خفايا دور «ميسر الإرهاب» الإرهابي القطري خليفة محمد تركي السبيعي في دعم الإرهاب، وكذلك في هجمات الحادي عشر من سبتمبر في الولايات المتحدة.

وجاء في مقدمة البرنامج نبذة تعريفية عن الإرهابي خليفة السبيعي الذي قام بتسهيل سفر إرهابيين لتلقي التدريبات على الأعمال الإرهابية. بعد الاتهامات البحرينية للسبيعي اعتقلته الدوحة في مارس 2008، وأفرجت عنه في سبتمبر من العام نفسه، أدرجته الأمم المتحدة على قوائم الإرهاب وكذلك الولايات المتحدة. لكنه حر الحركة في الدوحة، يصول ويجول رغم نداءات توقيفه واعتقاله.

وجاء خليفة السبيعي في المركز الأول ضمن قائمة 59 إرهابياً أعلنتها الدول الداعية لمكافحة الإرهاب. السبيعي الذي كان يعمل موظفاً في المصرف المركزي القطري، لم يتوقف عن دعم وتمويل الجماعات المصنفة إرهابية في كل من سوريا والعراق على مدى سنوات.

وأظهرت وثائق كشفت عنها وزارة الخزانة الأميركية أخيراً، وجود صلات بين السبيعي وممول إرهابي متهم بتوفير التمويل لإحدى الجماعات المنبثقة عن تنظيم "القاعدة"، وكانت تخطط لتفجير طائرات، وتنفيذ عمليات إرهابية في الدول العربية وأميركا.

فريق الإرهاب

واستضاف البرنامج محمد جلال الريسي، المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات (وام) الذي اعتبر أن الوضع المريح الذي تمنحه قطر للسبيعي دليل على دعم الحكومة القطرية لمثل هذه العناصر. ووجود السبيعي مع زملائه الإرهابيين في الدوحة دليل واضح على رعايتها ودعمها الإرهاب. ولا نتحدث عن شخص غير معروف، بل هو مصنف دولياً.

وأكد أن هذا هو جزء من فريق عملت الدوحة عليه في دول الخليج المجاورة وتعدى إلى الدول العربية ودول العالم. وأحداث 11 سبتمبر دليل واضح. ما وصل الإرهاب إلى أميركا إلا من خلال أيديولوجية واضحة من بينهم يوسف القرضاوي، وكذلك رعاية العقل المدبر خالد الشيخ وأيضاً التمويل القطري الذي سهل لهم عملياتهم.

وأضاف: للأسف قطر أصبحت عمياء عن الأخوة والنخوة. وأوضح أن ملف الدعم القطري للإرهاب قد يؤدي إلى تصنيف قطر ضمن الدول الراعية للإرهاب.

وأكد المدير التنفيذي لوكالة أنباء الإمارات، أنّ الإرهاب متمكّن في «تنظيم الحمدين» وأصبح جزءاً أساسياً من استراتيجية العمل لديه على المدى البعيد، بدليل أنّ شخصاً متخصّصاً في متابعة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب مثل خليفة السبيعي، تعطى له وظيفة أخرى ألا وهي المساهمة في تمويل الإرهاب.

وأشار الريسي خلال برنامج سفراء الظلام على شاشة تلفزيون دبي، إلى أنّ آثار الإرهاب الذي كان الدعم واضحاً فيه من قطر منذ سنوات، إلّا أنّنا كنا دائماً نقول قد يرجع الأشقاء إلى الحضن الخليجي ويكفون عن هذا العبث الذي أفسد مناطق كثيرة، والذي أسهم أيضاً وبشكل مباشر في زعزعة أمن دول كانت مستقرة مثل البحرين والمملكة العربية السعودية.

وأوضح الريسي أنّ القطريين كانوا يجلسون دائماً مع أشقائهم في الخليج ويقولون إنهم ضد الإرهاب ويحاربونه، إلّا أنّ الحقيقة أصبحت واضحة اليوم وضوح الشمس بدعم قطر وتمويلها الإرهاب، لافتاً إلى أنّ قطر تمضي في دعم الإرهاب منذ زمن طويل الأمر الذي يبدو واضحاً من التاريخ الأسود لمثل شخصية خليفة السبيعي التي تموّل الإرهاب منذ أيام ما قبل تنظيم القاعدة وبعدها، مروراً بتنظيم داعش وعمليات إرهابية في إفريقيا وأوروبا، مضيفاً: «كثير من العلاقات أصبحت واضحة الآن والتي تربطهم مع الإرهابيين».

وقال الريسي: «لا شك أن الجهد التخريبي الذي تسعى من خلاله قطر باعتبارها جزءاً من مثلث الشر، إضافة إلى إيران وجماعة الإخوان يريدون السيطرة على الدول ومكتسباتها، على غرار وجودهم في ليبيا الذي كان له غرض واضح من خلال التمكن من ثروات هذا البلد، إضافة إلى سعيها إلى محاولة تمكنها في العديد من الدول».

وبهذا يثبت أن قطر متورطة في دعم الإرهاب والإرهابيين وإيوائهم، وليس بالجديد، بل استمرار هذا الدعم هو امتداد لسنوات نظام الحمدين.

سياسة مضادة

وأضاف أن قطر كان تمارس سياسة مضادة لروح مجلس التعاون عندما كانت تتصل بالجهات المعادية للبحرين ودعمها مادياً وإعلامياً، في حين أن المجلس كان يرسل قواته لدعم البحرين وانتشالها من الفوضى التي بثتها الجهات المعادية بدعم قطري. وأضاف الريسي أن النظام القطري كان يجتمع مع أعضاء مجلس التعاون على طاولة واحدة ثم يرسل المعلومات إلى الدول المعادية للخليج، وقد أوجدت هذه الممارسات القطرية مضاعفات خطيرة في المنطقة.

علاقات ممتدة

بدوره، أكّد الأكاديمي والباحث السياسي الكويتي عايد المناع، أنّ مسألة أنّ دولة لا تستطيع أن تمسك بشخص مثل خليفة السبيعي، أمر غير منطقي، لافتاً إلى أنّ قطر لم تخف علاقاتها بجبهة النصرة ودعمها لها، وكان لها دور في إطلاق سراح راهبات كن مختطفات لدى النصرة نتيجة علاقتها بهذا التنظيم.

وذهب المناع إلى ذكر ما قاله مساعد وزير الخزانة الأميركية السابق لصحيفة «ديلي تلغراف» البريطانية عن خليفة السبيعي في العام 2014، يقول إنّ السبيعي يعيش في العاصمة القطرية ويتحرك بحرية، وأنّه عمل سابقاً في البنك المركزي القطري في إدارة مكافحة غسيل الأموال.

مشيراً إلى أنّ فرضية ألّا أحد يعرف خليفة السبيعي، تدحضها الأدلة، إذ إنّ للبحرين تهمة عليه وبالتأكيد أنّها خاطبت السلطات القطرية، فضلاً عن أنّ الولايات المتحدة الأميركية خاطبت الدوحة بشأن السبيعي أيضاً ولكن تمّ تجاهل مخاطبتهم.

وتساءل المناع عن السبب الذي يجعل واشنطن غير جادة في طلب السبيعي، وهو الذي قام بتمويل هجمات الحادي عشر من سبتمبر، وهو الحدث الذي أضرّ بأميركا وقتل مواطنيها، وأدى إلى اهتزاز صورة الولايات المتحدة.

وقال الأكاديمي والباحث الكويتي، أن السبيعي تم تداول اسمه في أكتوبر 2008 عندما أدرجته الأمم المتحدة ضمن قائمة الداعمين للإرهاب والمرتبطين بتنظيم القاعدة، وعرج المناع على أن قرار عودة السفير القطري إلى طهران لم يكن موفقاً على الإطلاق من حيث التوقيت، وهو يشبه وجود القوات التركية في قطر، ومحاولة العناد التي تنتهجها قطر لا تنفعها، لا سيما أنها جاءت بعد تضرر السفارة السعودية في مشهد، وعدم اعتذار إيران عن ذلك، وأضاف أنه لا إيران ولا تركيا تنفع قطر بقدر ما تنفعها الأسرة الخليجية.

وأضاف المناع أن هذه الخطوة التي قامت بها قطر تعتبر استفزازاً، وغير مستبعد من الدوحة أن تخرج من مجلس التعاون، فهي تنتظر أن تُخرج من المجلس ولا تَخرج، متمنياً في الوقت نفسه ألا يحدث ذلك، بحيث نتمكن خليجياً من حل مشكلتها داخل البيت الخليجي، وقطر تدرك أنه لا يوجد من يحرص عليها كالإخوة الخليجيين.

وعن تستر قطر على خليفة السبيعي الذي كان موظفاً في المصرف المركزي القطري، قال الأكاديمي والباحث الكويتي: «السبيعي ملاحق من جهات متعددة». وأوضح أن المحكمة الجنائية الدولية تحتاج إلى أطراف دولية للأدلة. وتساءل هل يحق للأفراد أيضاً اللجوء إلى القضاء الدولي؟

وأردف: إذا تم اللجوء إلى ذلك ستكون هناك أحكام قاسية، لأن هناك أروحاً أزهقت في مختلف أنحاء العالم. وهؤلاء الإرهابيون قدم لهم الدعم من شمال إفريقيا إلى باكستان. وعن محاولات قطر مسح بصمتها الإرهابية، قال العايد إن هذا صعب للغاية، لأن وجودها يقوم على تجميع الفلول الهاربة من بلادها.

أما بخصوص استنجاد قطر بالقوات التركية فقال المناع، هي موجهة إلى الداخل القطري وليس للدفاع خارجياً، لأنه لا يستطيع جيش قوامه 5 آلاف جندي مواجهة التعاون، بل هذه القوة التي جلبتها قطر تستطيع التصدي لأي عمل داخلي سواء التصدي لقوات مسلحة أو شعب أو أمن، وهي قوة أجنبية تنفذ كل ما يطلب منها دون عاطفة شعبية

Email