سيطرت على ميناء و3 مطارات لتوريد الأسلحة للإرهابيين

محللون لـ«البيان»: قطر اختبرت الفوضى في تونس

ت + ت - الحجم الطبيعي

يُذكر التونسيون دور تنظيم الحمدين في الأحداث التي شهدتها بلادهم في عام 2011، عندما تبنّت قطر شعار «بن علي ديقاج»، ودعت الرئيس الأسبق زين العادين بن علي إلى الرحيل، ما جعل زعيم حرب حركة النهضة راشد الغنوشي يعلن في مقابلة صحافية في ديسمبر 2011 أن «دولة قطر شريك في الثورة التونسية، من خلال إسهامها الإعلامي عبر قناة الجزيرة وتشجيعها للثورة حتى قبل نجاحها».

واليوم يتابع الشارع التونسي دعوات الرحيل الموجهة إلى رأس النظام القطري تميم بن حمد آل ثاني بعد تورطه في الإضرار بمصالح شعبه، وفي تبديد ثروات بلاده، وإهدارها دعماً للإرهاب، وتمويلاً لمشروع الخراب الذي انطلق قطاره من تونس، في إطار ما سمي بثورات الربيع العربي.

وبحسب المحلل السياسي جمعي القاسمي، فإن قطر التي كانت تدعو إلى رحيل القادة العرب، وتتآمر لإطاحة الأنظمة الوطنية، ها هي اليوم تشرب من الكأس ذاتها، عندما ترتفع أصوات الشعب القطري الداعية إلى رحيل تميم، وفسح المجال أمام قيادة وطنية قادرة على إصلاح بعض ما أفسده تنظيم الحمدين الإرهابي.

وأضاف القاسمي أن النظام القطري مدعو للرحيل دون إبطاء، بعد أن تورط في قتل مئات الآلاف من العرب في سوريا والعراق وليبيا ومصر واليمن نتيجة مؤامرته لتفعيل نظرية الفوضى الخلاقة، حيث تحالف مع أعداء الأمة واندفع يموّل ويسلح الإرهابيين لتطبيق مشروع التخريب من الداخل.

ساحة تدريب

بدوره، قال المحلل السياسي حمزة كردوس إن قطر جعلت من تونس ساحة تدريب الأول للخريف العربي، عندما جيشت وسائل الإعلام ومراكز الدراسات وقوى المعارضة للانقلاب على النظام السابق، بينما كان هدفها الخفي التمكين لقوى الإسلام السياسي، وخاصة جماعة الإخوان، من خلال حزب حركة النهضة، حليفها المعلن.

وأضاف كردوس أن التونسيين أدركوا طبيعة المؤامرة القطرية منذ البداية، ولكن التيار كان قوياً، فقطر كانت تنفذ مخططاً تم الإعداد له في كواليس الأميركية إبان حكم الرئيس السابق باراك أوباما، الذي كان متحالفاً مع الإسلام السياسي، في إطار مشروع بث الفوضى في المنطقة العربية، مردفاً أن دعوة تميم إلى الرحيل تعني أن الوقت حان ليدفع تنظيم الحمدين ثمن مؤامراته وجرائمه ومخططاته الجهنمية التي أدت إلى حرق الأوطان وتخريب البلدان.

دور تآمري

وأبرز الدبلوماسي التونسي السابق المازري الحداد، في كتابه «الوجه الخفي للثورة التونسية»، أن ما جرى في تونس لم يكن إلا انقلاباً قادته الولايات المتحدة مع قطر على نظام زين العابدين بن علي، عبر استغلال التحركات الشعبية التي قررت الإطاحة به، مؤكداً أن الكل يعلم بملابسات وخفايا هروب بن علي ومن الذي دفعه إلى ذلك.

وأضاف أن الوقت حان لمحاسبة نظام قطر على كل ما قام به في المنطقة، حيث كان وراء سفك الدماء وقتل الأبرياء وتمزيق المجتمعات، وإسقاط الأنظمة لفائدة مشروع إرهابي أدرك الجميع حقيقته.

وبحسب المحلل السياسي عبد الحميد بن مصباح، فإن الدور القطري كان ظاهراً للعيان، خصوصاً من خلال دعم الإسلاميين والتحريض على بث الفوضى تحت شعارات تصب في اتجاه زعزعة الدولة الوطنية.

وأضاف أن الإعلام القطري كان يقود الحراك الشعبي، ومن ورائه مراكز للبحوث والدراسات التي تمولها قطر، ودعاة ورجال دين تابعون للدوحة، وتمويلات سخية لجمعيات ومنظمات وأحزاب انخرطت في مشروع تدمير المنطقة برعاية قطرية مباشرة.

وبعد إطاحة نظام بن علي في 14 يناير 2011، قادت قطر حالة الفوضى في ليبيا، وجعلت تونس مركزاً لعملياتها الداعمة للميليشيات المسلحة، كما سيطرت على ثلاثة مطارات في جنوبي البلاد.

وهي مطارات رمادة وجربة وقابس، وميناء جرجيس البحري، وحولتها إلى منافذ لتوريد الأسلحة والذخيرة، ثم تهريبها إلى ليبيا في صناديق تحمل شعارات الإغاثة والعمل الإنساني، حيث عرفت أن عليها تلك الفترة تحويل كميات من الأسلحة عن مسارها، وإخفاءها في الأراضي التونسية لتتحول فيما بعد إلى عتاد تستعمله الجماعات الإرهابية ضد الدولة.

كما عملت قطر على تجنيد العناصر الإرهابية للمشاركة في الحرب ضد نظام القذافي، قبل أن تعود إلى تونس لتنطلق في تنفيذ مشروع قطر الآخر، وهو تحويل البلاد إلى إمارة إرهابية يتقاسم حكمها الإخوان والسلفيون من أتباع تنظيم القاعدة الذين اختاروا لجناحهم اسم «أنصار الشريعة».

سقوط الأقنعة

ويشير المتخصصون في الشأن التونسي إلى أن فترة حكم الترويكا كانت فترة سيطرة قطر على المشهد التونسي.

وقال القيادي بحزب «آفاق تونس» والنائب بمجلس نواب الشعب، علي بنور، إن أزمة قطر الأخيرة أسقطت جميع الأقنعة، بعدما بات معروفاً من يمول التنظيمات الإرهابية مثل النصرة وداعش، ومن يقف خلف تفكيك سوريا والتآمر على تونس ومصر، مجدداً اتهامه النظام القطري بتمويل الإرهاب في تونس.

وأردف: «منذ نحو سنتين، كنت أود أن ألفت أنظار التوانسة حين صرخت في البرلمان، إلى دور قطر، وقلت بصوت عالٍ إننا مخطئون،كانت هناك مبالغ مالية كبيرة أكبر من ميزانية تونس مرتين دخلت إلى البلاد في بنوك تونسية».

وعن التآمر القطري على تونس، قال بنور: «الأخوة في ليبيا أعطوا لنا التفاصيل الكاملة، الأموال التي دخلت تونس كانت مغلفة تحت جمعيات خيرية، ونحن نعرفها، وفي تونس تجد جميعة خيرية لديها نحو 500 مليون دولار، وهذه الأرقام خيالية، ولا أحد الآن عنده شجاعة ليتكلم عنها، لأننا نعرف نفوذ هذه الجمعيات، ولأن وراءها أحزاباً.

وهذه الأحزاب تعيش بضخ الأموال القطرية أو الممولة من قبَل قطر، ونحن نتمنى في القريب العاجل أن يتحلى رئيس الحكومة بإرادة سياسية، ويعطي الأوامر للتحقيق في هذه الجمعيات، هناك 20 مليار دولار من قطر أنفقت في تونس لبث الخراب والتخريب».

Email