مع تدهور الأوضاع الاقتصادية في قطر

مراقبون: نزيف خسائر بورصة الدوحة يتواصل في الفترة المقبلة

ت + ت - الحجم الطبيعي

توقع مراقبون استمرار نزيف خسائر بورصة قطر في الفترة المقبلة جراء تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد، إضافة إلى عدم وجود أي بوادر على انفراجه قريبة في الأزمة الراهنة، بسبب تعنت حكومة الدوحة.

وتعاني الأسهم القطرية خسائر متفاقمة مع تخارج المستثمرين المحليين وهروب الاستثمارات الأجنبية، منذ أن قررت الإمارات والسعودية والبحرين ومصر قطع العلاقات الدبلوماسية والتجارية مع الدوحة، بسبب سياستها العدائية لأشقائها العرب ودعمها للإرهاب.

وعلى مدار ثلاثة أشهر خسرت البورصة القطرية أكثر من 50 مليار ريال من قيمتها السوقية مع تدني أسعار الأسهم وبلوغها أدنى مستوياتها منذ سنوات عدة، لتسجل بذلك أسوأ أداء بين كل بورصات العالم منذ بداية العام الحالي، وأكبر وتيرة خسائر منذ اندلاع الأزمة المالية العالمية في عام 2008.

وأكد المراقبون لـ«البيان»، أن غالبية الأسهم القطرية باتت قاب قوسين أو أدنى من الانهيار مع تهاوي أسعارها لمستويات هي الأدنى منذ سنوات أو ربما منذ الإدراج في البورصة، وفى مقدمتها «المجموعة الإسلامية القابضة» و«دلالة للوساطة» و«بنك قطر الأول» و«المتحدة للتنمية» و«أوريدو» و«مزايا للتطوير العقاري».

وقال المحلل المالي وخبير الأسهم عمرو حسين، هناك تخارج واضح للاستثمارات الأجنبية من السوق القطرية وهروب كبير للمؤسسات والمستثمرين، بعد أن فقدت البورصة والأسهم بريقها وسط حالة من عدم اليقين، بشأن مستقبل الأوضاع على وقع استمرار المقاطعة.

ووفق بيانات بورصة قطر، بلغت مبيعات الأجانب في البورصة القطرية أمس نحو 33 مليون ريال منها 25.8 مليون ريال للمؤسسات و7.09 ملايين ريال للأفراد. وبلغت مبيعات القطريين نحو 78.5 مليون ريال منها 52.4 مليوناً للأفراد و26 مليوناً للمؤسسات.

تدهور الأعمال

وأضاف حسين لــ«البيان»، الأسهم القطرية باتت في مأزق حقيقي مع تدهور أعمال شركاتها وانخفاض أسعارها في السوق بنحو ملحوظ وسط توقعات باستمرار نزيف الخسارة لحين انفراج الأزمة.

وأوضح حسين أن هناك حالة من الإحباط تطغى على معنويات المستثمرين القطريين في أسواق الأسهم، وأيضاً السندات التي تتراجع بشكل مستمر بعد خفض تصنيفها السيادي وارتفاع مستوى الرهانات ضد عملتها.

ومع نهاية جلسة أمس انخفض المؤشر العام القطري بنسبة 0.2% أو ما يعادل 18.3 نقطة ليغلق عند 8933.52 نقطة مسجلاً أدنى مستوياته في شهر ونصف الشهر، لتصل بذلك خسائره إلى نحو 14.4% منذ بداية العام الجاري.

خسائر المؤشرات

وتراجع مؤشر الريان الإسلامي بنسبة 0.21% خاسراً 7.62 نقاط ليغلق عند 3549.31 نقطة، وانخفض مؤشر جميع الأسهم بنسبة 0.01% أو ما يعادل 0.15 نقطة ليصل إلى 2526.45 نقطة. وطالت الخسائر المؤشرات القطاعية وتصدرها «التأمين» بانخفاض قدره 1.23% والاتصالات بنسبة 0.41% والخدمات والسلع الاستهلاكية بنسبة 0.32% و«الصناعة بنسبة 0.24%.

ومن بين 41 سهماً جري التداول عليهم أمس انخفضت أسعار 21 سهماً وتصدرها «المجموعة الإسلامية القابضة» بانخفاض قدره 3.84% إلى أدنى مستوياته منذ منتصف مارس 2014، كما تراجع سهم «دلالة للوساطة والاستثمار» بنسبة 1.58% لأدنى مستوياته منذ مارس 2016.

تهاوي الأسهم

وهوى سهم «بنك قطر الأول» لأدنى مستوياته منذ الإدراج في أبريل 2016، مع تراجعه أمس بنسبة 1.41% مواصلاً انخفاضه للجلسة الثالثة على التوالي بفعل توالي ضغوط البيع على السهم منذ إعلان البنك نتائج سلبية أظهرت تكبده خسارة بنحو 76.68 مليون ريال في النصف الأول من العام الحالي، مقابل صافي ربح بنحو 16.83 مليون ريال في الفترة المقارنة من 2016.

وهبط سهم شركة «المتحدة للتنمية» بنسبة 1.09% محققاً أدني مستوياته منذ مارس 2012، بعد أن خفض بنك قطر الوطني السعر المستهدف للسهم إلى 20 ريالاً تحت وطأة التحديات التشغيلية المستمرة التي ما زالت تشكل خطراً على الأرباح ومعدلات النمو.

Email