كاتب إنجليزي يطالب "فيفا" بسرعة التدخل لإنقاذ كرة القدم

تنظيم قطر لمونديال 2022 من المستحيلات

ت + ت - الحجم الطبيعي

طرح الكاتب الإنجليزي تيم ويمور بعداً جديداً للأزمة القطرية في استضافة كأس العالم 2022 والذي يتبقى عليه 5 سنوات، حيث أكد أن الاقتصاد القطري لن يقدر على استيراد الحديد الصلب المستخدم في إنشاءات المونديال المزمع تشييدها خلال السنوات المقبلة.

وقال الكاتب الإنجليزي في مقالته المنشورة عبر موقع «أي نيوز» البريطاني إن المكابرة والعناد القطري لابد أن يتحول إلى منطق وعقلانية في التفكير في أن تنظيم المونديال من المستحيلات فقطر التي غير معروف عنها بأي حال من الأحوال امتلاكها لموانئ ضخمة تستوعب هذا القدر من المعدات، لا تستطيع إدخال هذه الكميات من المعدات الإنشائية بحراً، في ظل كونها أصبحت جزيرة معزولة بعدما أغلقت السعودية المنفذ البري الوحيد للدولة الراعية للإرهاب، حفاظاً على أمن المملكة.

الجزيرة

وأضاف ويمور قائلاً: «حرارة الطقس التي كانت عائقاً لا جدال فيه، أهدى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم المستبعد من مهام عمله، سيب بلاتر لقطر أعطى هدية وداع بجعل المونديال يقام شتاءً، ولكن لا أحد أجاب عن الأسئلة المنطقية والعقلانية.. كيف تنتهي قطر من بنيتها التحتية في 5 سنوات وهي جزيرة معزولة ليس فيها موانئ ضخمة، والميناء الأكبر في المنطقة بجبل علي لن يستقبل أو يرسل لها شيئاً، والمعبر البري الوحيد للدولة الصغيرة الواقعة على الخليج العربي أغلقته السعودية.. فهل أحد هناك يقول لنا كيف؟!»

واستعان الكاتب بتصريح سابق للسويسري عندما سئل عن مشاعره تجاه اختيار قطر الدولة الصغيرة لاستضافة كأس العالم 2022، فأجاب: «أنظر لصورتي عند إعلاني حصول قطر على حق الاستضافة.. لم يكن على وجهي أي ابتسامة»، معتبراً أن بلاتر المتهم بقضايا فساد ورشى لم يكن سعيداً، وهو السبب وراء الاختيار الذي صنفه الاتحاد الدولي نفسه بأنه «اختيار عالي الخطورة»، نسبة لصغر الدولة وصعوبة ظروف المعيشة فيها.

وقال ويمور: «العمال يعانون هناك في قطر من عمليات الدخول والخروج والكفالة، حتى مع القوانين الجديدة التي طرحتها قطر، فكيف سيدخل الزوار؟، دعنا من هذا اعتراف بلاتر نفسه بما تسبب فيه عندما قال «نعم ربما ارتكبنا خطأً باختيار قطر»، أقول لكم، فلننسى كل ذلك يا «فيفا»، ولن نتحدث عن الرشى والفساد، وكل تلك الأمور، ألم تفكروا ولو للحظة بعد المستجدات في المنطقة.. كيف هو الوضع بعد أن أصبحت قطر جزيرة معزولة ويقاطعها الجيران من كل مكان.. بل ويتهمونها بالأدلة بدعمها للإرهاب؟!»

وواصل الكاتب البريطاني حديثه معتبراً أن ما يحدث من الإعلان عن توافر السلع، والدعاية التي أثيرت حول إنشاء ملعب جديد، كلها أمور بأثر رجعي، مشيراً إلى أن الحديث ليس عن المشاريع التي هي قائمة فعلياً والتي تمتلك قطر مخزونا من المواد المستخدمة في إنشائها سواء مواد عينية أو لوجيستية.

ولكن عن المستقبلي بعد أن تنفد الموجودات..قائلاً: «قد تنجو قطر لبضعة شهور بسبب المخزون، ولكن ماذا لو استمرت المقاطعة، ماذا لو ظلت قطر في عنادها وبدأ المخزون ينتهي، الإجابة أن نصف المواد على أقل تقدير لن يصل للدوحة، وبالتالي لن تكتمل البنى التحية والإنشائية، ولن تستكمل المشاريع، وسيظهر ذلك خلال عام أو عامين وقت أن يكون فعليا الوقت قد ضاق، وأصبح البحث عن بديل أكثر صعوبة».

عواقب وخيمة

واستطرد: «الأمر ليس على لساني، فدافيد روبرت مؤلف كتاب «قطر.. تأمين الطموحات العالمية في دولة مدينة» قال بنفسه إن استمرار مقاطعة الجيران لقطر ستكون عواقبه وخيمة، مواصلاً إن السؤال ليس سياسيا ولكنه حسابياً وجغرافياً.. كميات محددة من البضائع مطلوب لها سعة استيعابية محددة وطرق معينة للوصول إلى حيز التنفيذ.. كيف تصل إلى قطر في ظل المقاطعة وانعزالها كجزيرة على الخليج العربي؟!»

وواصل الكاتب البريطاني موضحاً: «الأمر من جميع الاتجاهات سواء اقتصادياً أو جغرافياً أو سياسياً، فإذا كان فيفا قد استبعد الحكام القطريين من التحكيم في البطولات الخاضعة لتنظيم الاتحاد الدولي، بسبب ظروف السفر وأزمة الانعزال القطرية، فكيف إن استمرت الأزمة وظلت قطر منعزلة.. كيف ستنظم مونديالاً؟ كل هذه الأسئلة أجوبتها واضحة، ولكن لابد من قرار واضح وسريع حتى تستطيع الدولة التي يقع عليها الاختيار بديلة لقطر في استضافة 2022 أن تتخذ تدابيرها.. فالعناد من فيفا لن يضر سوى «فيفا» وقد يهز كرة القدم عالمياً.. فهل من منقذ».

Email