قوات المخلوع تغلق ميدان السبعين وتنتشر في عدد من الأحياء

انهيار دامٍ لتحالف الانقلابيين واشتباكات في شوارع صنعاء

ت + ت - الحجم الطبيعي

تفكك تحالف الانقلابيين الذي جمع قوات المخلوع علي عبد الله صالح بميليشيات الحوثي بشكل دامٍ، وقُتل 6 مسلحين في اقتتال اندلع بينهما، وسط العاصمة اليمنية صنعاء، واندلعت المواجهات بين الجانبين وسط تصاعد التوتر والخلافات الداخلية على تقاسم النفوذ ونهب الأموال العامة، في المناطق الخارجة عن سيطرة الشرعية، بالتزامن مع هزائم متلاحقة للانقلابيين على جبهات القتال، وشهدت جبهة محافظة الجوف، حيث قُتل ما لا يقل عن 35 من عناصر الانقلابيين باشتباكات سلسلة جبال حام بمديرية المتون.

وأوضحت مصادر أمنية أن اشتباكات عنيفة اندلعت بين «حلفاء الأمس» في محيط منزل نجل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في شارع حدة، وعلى مقربة من ميدان السبعين بوسط العاصمة صنعاء راح ضحية لها ما لا يقل عن 6 من المسلحين.

وبدأت الاشتباكات على أثر محاولة عناصر من ميليشيات الحوثي إقامة «نقطة تفتيش في محيط منزل صالح»، وتصدي أنصار الرئيس المخلوع لهم. وحسب المصادر، فإن الاقتتال أسفر عن سقوط 5 قتلى حوثيين وقتيل من قوات صالح، إضافة إلى جرحى من الطرفين. وأغلقت ميليشيات الحوثي شارع حدة من جهة دوار الرويشان، وتمركزت في مدرسة الديلمي، حسبما أكدت المصادر الأمنية.

وتحدثت المصادر أيضاً عن «إغلاق عدد من الشوارع المحاذية لميدان السبعين بسبب الاشتباكات»، وسط انتشار قوات موالية للرئيس المخلوع في الميدان. واندلعت، الأسبوع الماضي، حرب كلامية بين صالح وشريكه في الانقلاب على الشرعية، زعيم ميليشيات الحوثي، عبد الملك الحوثي، في أحدث مؤشر إلى تمزق «الجبهة الداخلية».

هزائم

على صعيد آخر، أفادت المصادر ذاتها بمقتل 35 انقلابياً في مواجهات مع قوات الجيش الوطني في سلسلة جبال حام بمديرية المتون في محافظة الجوف، حيث تدور مواجهات عنيفة بين الجانبين منذ عدة أيام، حيث يسعى الانقلابيون لاستعادة السلسلة الجبلية التي تم تحريرها الشهر الماضي. وأشارت المصادر إلى أن بين قتلى الانقلابيين قيادييْن ميدانييْن.

في الأثناء، تخوض قوات الجيش الوطني مواجهات عنيفة مع الانقلابيين في شرق صنعاء، فيما تساند طائرات التحالف العربي قوات الجيش بقصف مواقع الانقلابيين.

إلى ذلك، اندلعت اشتباكات عنيفة بين الجيش الوطني المسنود بالقوات الإماراتية، وميليشيا الحوثي في منطقة الرمة التابعة لمديرية المخا غرب محافظة تعز. وقالت مصادر عسكرية تابعة للجيش الوطني بالساحل الغربي لـ«البيان» إن المواجهات أسفرت عن مقتل خمسة من عناصر الميليشيا، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة.

اعتقال مشايخ

أقدمت ميليشيات الحوثي على اعتقال عدد من المشايخ المنتمين إلى حزب المؤتمر الشعبي العام بزعامة المخلوع صالح في محافظة البيضاء بسبب مشاركتهم في ميدان السبعين. وقال مراسل «البيان» إن عملية الاعتقال تمت أثناء عودتهم من صنعاء في مدينة رداع ثانية مدن محافظة البيضاء. وطال الاعتقال شيوخ قبائل، وهم محمد عبد الله جبر مهدي وشرف ناصر جبر مهدي والقيادي المؤتمري عصام زيد اليريمي، ولم تجر أي تحركات شعبية أو حزبية للتضامن مع المعتقلين، واعتقل مشرف مديرية السوادية في البيضاء أحد الناشطين في المؤتمر حسين علي السوادي.

اختطاف وتعذيب

في السياق، خطف مسلّحون حوثيون نجل أحد قيادات حزب الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح في صنعاء، وأخضعوه لعمليات تعذيب، وفق ما أعلن والده أمس. وذكر عضو اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر عاطف محمد عاطف، وهو أحد المنظمين لاحتفالات الحزب الـ35 للتأسيس، إن نجله البالغ من العمر 12 عاماً تمّ اختطافه عدة ساعات الخميس الماضي ثم أُطلق سراحه، وفقاً لموقع المصدر اليمني.

توضيح التحالف

أكدت قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي أنّ الاستهداف غير المباشر لأحد المنازل بفج عطان في صنعاء هو حادث عرضي غير مقصود ناجم عن خطأ تقني، ويتم استكمال إجراءات إحالته إلى الفريق المشترك لتقييم الحوادث، إلحاقاً لما أصدرته قيادة القوات المشتركة لتحالف إعادة الشرعية لليمن بشأن ادعاء استهداف أحد المنازل بفج عطان في صنعاء فجر الجمعة.

وأوضح الناطق الرسمي لقوات التحالف العقيد طيار ركن تركي المالكي أن القيادة المشتركة للتحالف استكملت كل إجراءات ما بعد العمل للمهام العملياتية المنفذة، والمراجعة الشاملة للأهداف العسكرية المنتخبة المختارة، بما فيها إجراءات التخطيط والتدقيق وتوافقها مع القانون الدولي الإنساني وقواعده العرفية الخاصة باستهداف الضرورة العسكرية، والتمييز، والتناسب، والإنسانية، وكذلك قواعد الاشتباك لقوات التحالف.

خطأ تقني

وقد تبين أن الهدف العسكري المخطط له هو هدف عسكري مشروع يتمثل بمركز للقيادة والسيطرة اتصالات يتبع الميليشيات الحوثية تم استحداثه بغرض اتخاذ المناطق السكنية القريبة منه والمدنيين دروعاً بشرية لحمايته، مضيفاً أنه تمت مراجعة كل الوثائق والإجراءات المتعلقة بالتخطيط والتنفيذ العملياتي، التي اتضح من خلالها صحة إجراءات التخطيط والتنفيذ، ووجود خطأ تقني كان سبباً في وقوع الحادث العرضي غير المقصود، وثبوت عدم الاستهداف المباشر للمنزل محل الادعاء.

وأعرب باسم التحالف عن بالغ الأسى لوقوع هذا الحادث العرضي غير المقصود، ووجود أضرار جانبية بالمدنيين، وعبر عن صادق المواساة لأقاربهم وذويهم. وأكد المالكي أن قيادة التحالف بدأت بإجراءات إحالة الحادث العرضي غير المقصود للفريق المشترك لتقييم الحوادث بشكل فوري لاستكمال الإجراءات بشأنه، مشدداً على التزام التحالف التام بتطبيق مواد القانون الدولي الإنساني، وخاصة المتعلقة بحماية المدنيين، وتطبيق أعلى معايير الاستهداف، والتزامها القانوني والأخلاقي بمبدأ الشفافية في حالات الحوادث العرضية.

Email