مبادرات الإمارات تردع الشر وتحمي الإرث وتنتصر للفكر المنفتح

قطر الإرهاب تغتال آثار المنطقة والهوية العربية بمعاولها الظلامية

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

وراء كل هدم وتدمير وخراب، فكر ظلامي أسود، ملتصق بجسد لا قلب فيه ولا روح، ومِن مِثل هذا الجسد الخالي من كل شيء إلا السواد والحقد والنهم للقتل والتشدد، كما حال دولة قطر الإرهابية، يمكن توقع أي شيء، حتى وإن وصلت الأمور إلى طمس كل بقعة ضوء تنير الطريق إلى المستقبل.

إذ إنها لا تنفك تسعى في الأرض فساداً وخراباً، ولأنها لم تكن قادرة على طمس الإنسان والقيم الإنسانية، فقد اتجهت في ممارساتها الحاقدة إلى هويته وتراثه وآثاره محاولة محوها بكل الطرق، ومُسخرة أدواتها من التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، في شن عمليات تدمير ممنهجة للمواقع الأثرية في منطقتنا الغنية بمعالم آثارية تحكي عن حضارات عريقة كانت قائمة منذ آلاف السنين، وفي مقدمة ذلك ما ارتكبته قطر، عبر أذرعها من التنظيمات الإسلامية المتشددة، التي تدعمها وتسيرها، كداعش والنصرة، من جرائم بحث آثار تدمر في سوريا والموصل في العراق.

ولا شك أن هذا النهج الإجرامي القطري لا يهدف إلى تدمير منطقة محددة أو تخريب آثار ما فيها، بل إن المراد هو نسف موروث البشرية الثر المتنوع ونشر التشدد والظلامية تحت حجج دينية لا أساس لها من الصحة فعلياً.

وهو فعلياً ما وعته جيداً دولة الإمارات. إذ بادرت إلى إطلاق جملة مبادرات نوعية لحماية الآثار في عالمنا وخاصة في مناطق النزاع، معززة التحالفات الدولية في هذا الشأن ومستقطبة عدداً كبيراً من الدول للتصدي بقوة للإرهاب وأفاعيله وجرائمه.

«البيان» رصدت آراء عدد من المختصين في هذا المجال، إذ أكدوا أن ما تفعله قطر في جميع المجالات، جريمة بحق البشر والحجر، مشيدين في المقابل بجهود دولة الإمارات في الحفاظ على الآثار المهددة بالدمار والزوال، وأياديها البيضاء التي تعمل بلا كلل ولا ملل، بهدف استعادة الحق المنهوب والمسلوب وإعادة النور للمواقع الأثرية.

مطالبات بمحاكمة دولية لـ «دوحة التطرف» على ما ارتكبته بحـــــــــق موروث البشرية

قال الدكتور حمد بن صراي، أستاذ التاريخ والآثار في جامعة الإمارات: «تعتبر الآثار من المعالم الحضارية التي تحرص عليها الأمم والشعوب، وتعدّها رمزاً من رموز وجودها وكينونتها، ولهذا تقوم بترميمها وصيانتها وحفظها وحمايتها، والإشراف على عمليّات التنقيب الآثاري، بحيث لا يتمكّن أحدهم من الاستيلاء على مثل هذه الملتقطات المهمّة، وبالتالي كانت مدن بابل والموصل وتدمر وبعلبك من المدن التاريخية والأثرية العظيمة».

وتابع: «من الغريب أن مثل هذه التنظيمات الإرهابيّة، التي توجهها وتمولها وترعاها دول إقليمية تتزعمها في الاتجاه قطر وغيرها من الدول ذات السجلّات الإرهابية التخريبية، تتوجّه مباشرة إلى تدمير الإرث الحضاري للأمّة، وتعمل على إلحاق الأذى به بمختلف الطرق والوسائل، إمّا بالتدمير المباشر وتكسير الآثار وإزالتها، وإمّا بتدمير المتاحف ونهب محتوياتها، وإمّا بتدمير المدن الأثرية والتاريخية واستعمال آثارها مصدّات عسكريّة وأماكن للاختباء، فتكون بالتالي عرضة للضرب المباشر.

ومن الأمور اللافتة للنّظر أنّ هؤلاء الجهلة المنحرفين يستعملون وسائل تدميرية حديثة، بحيث تترك الأثر مفتّتاً لا يتبقّى منه شيء متكامل، وبالتالي يصبح تجميعه وترميميه من الصعوبة بمكان.

وهنا تفقد الأمّة تراثها المادّيّ، وتفقد جزءاً شاخصاً من هويّتها. والخطير أنه، بفعل دعم ورعاية قطر للتنظيمات المتشددة، يتّسع التخريب في منطقتنا، ليشمل مناطق واسعة من آثار العراق وسوريا وفلسطين، ومن هنا على مثقّفي الأمّة التداعي لفضح هذه المخطّطات».

إمارات القيم

وأشار بن صراي في المقابل إلى الدور الحضاري للإمارات، قائلاً: «ممّا لا شكّ فيه أن دولة الإمارات العربية المتحدة تعمل على حماية التراث الإنساني، سواء بترميمه أو بالحفاظ عليه، ليس في الدولة فحسب، بل في دول العالَم. وهذا الدور الرائد للإمارات يجعلها متميّزة عطاءً ومنْحاً ومبادرةً، ويمكن أن نصفها بأنها حامية التراث الإنساني وحافظته، بل يشمل ذلك الجانب الآثاري المادّي والجانب التراثيّ العلمي من المخطوطات والوثائق والمذكّرات، وهذا الموقف المتميّز يختلف عن موقف قطر المؤيّد لمنظّمات الإجرام المخرّب والمدّمر لتراث الأمّة».

وواصل: «مؤكد أن قطر في نهجها هذا، الذي تنغمس معه في العمليّات الإجراميّة بحقّ تراث الأمّة، لا يحقّ لها أن تمثّل الأمّة في أيّ من المحافل الدولية الراعية للتراث والعلوم، أو الترشّح باسم العرب في هذه المحافل، لأنّ مَن يترشّح إلى منظّمات دوليّة مثل اليونيسكو وغيرها عليه أن يكون خالصاً من شوائب دعم منظّمات الضلال والظلام التي تحارب الإرث الإنساني البديع». ودعا بن صراي إلى ضرورة محاكمة قطر دولياً على هذه الجرائم والمخطّطات التخريبيّة المهدّدة لهويّة الأمّة ووجودها.

تهديد ممنهج

«مبادرات الإمارات في حماية الآثار تنطلق من التزامها الحضاري والإنساني، النابع من إحساسها بمسؤولياتها، ليس تجاه مواطنيها والمقيمين على أرضها فقط، بل تجاه حضارة المجتمع العالمي ككل».

هكذا قدمت الدكتورة فاطمة الصايغ، الأستاذ المشارك في قسم التاريخ والآثار بجامعة الإمارات، لحديثها في الموضوع، وأضافت: «أن الإمارات تؤمن بحماية الآثار من التهديد الممنهج لتدميرها من قبل عصابات إرهابية تدعمها قطر ودول الشر، لا تقتصر أجندتها على تحطيمها كما يبدو في العلن، بل تركز على نهبها كثروات وبيعها في المزادات العالمية، وإن كانت طالبان قد هدمت تمثال بوذا الذي عمره أربعة آلاف سنة لادعاءات عقائدية أو لجذب اهتمام الإعلام العالمي، فإن العصابات الإرهابية في منطقة الشرق الأوسط التي تدّعي تبّنيها إيديولوجيات عقائدية، تحمل أجندات سياسية أهدافها واضحة، بين تخريب وتدمير وتهريب وجني الثروات، ومن يقف في وجهها ووجه من يدعمها كقطر، يقدم خدمة للتاريخ والحضارة الإنسانية، ومع الأسف الكثير من المنظمات الدولية عاجزة عن اتخاذ مثل تلك القرارات».

وتقدم فاطمة الصايغ مثالاً لامعاً من تاريخنا على قبول الآخر وعدم المس بموروث الحضارات، لم تهدم جيوش العرب في فتوحاتها الإسلامية الآثار ومعالم الحضارات التي سبقتها، بل أبقت عليها كالكثير من الكنائس والكاتدرائيات التي لا تزال شاهدة على تاريخ حضارات الماضي إلى اليوم، سواء في بلاد الشام أو في الأندلس.

شرطة سياحية

وتحدث الباحث ناصر العبودي، الذي يعد من أوائل الباحثين وخبراء الآثار الإماراتيين، إذ صقل شغفه بتاريخ الحضارات في حصوله على شهادة بكالوريوس في الآثار القديمة من جامعة بغداد عام 1977، عن المسألة: «عُرف تدمير الآثار منذ بداية تاريخ الحضارات، سواء في العراق أو سوريا أو في الهند والصين، وأسبابه عديدة، فهي إما صراعات الحروب أو الأحقاد أو تبدل العقائد الدينية وعدم قبول الآخر، وذلك كما تفعل منظمات الإرهاب إن كانت داعش التي تسيرها وتدعمها قطر أو طالبان وغيرهما.

ولكن ما يطمئن، في مقابل ذاك النهج، أن الدول الحضارية الراقية، كما حال الإمارات، تحرص وتلتزم بحماية الآثار وترميمها ومنع الاتجار بها، سواء على الصعيد المحلي أو الإقليمي والعالمي بشتى السبل والوسائل».

واجب حضاري

وسلط الباحث والكاتب الدكتور نجيب الشامسي الضوء على نهج تدمير الآثار بأبعاده وأخطاره، مشيراً إلى خطورة أهداف الدول الداعمة للإرهاب وتنظيماته التي تنتهك جماليات وقيمة الآثار، حيث يقول: «الآثار ليست ممتلكات شخصية، إنها مرجع وتاريخ وحضارات شعوب تعاقبت على مر الزمن. وجزء من أسباب تدميرها في الوقت الحالي، السعي لضرب مورد الدول من قطاعها السياحي.

ومؤكد أن حمايتها واجب حضاري وإنساني بالدرجة الأولى، وهو فعلياً النهج الذي جسدته وقادته دولة الإمارات عبر مبادرات نوعية عديدة، إذ إنها صاحبة باع طويل ومشروعات عريقة في هذا الصدد».

وأضاف الشامسي: «ونذكر هنا مبادرة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في ترميم وإعادة بناء سد مأرب عام 1986، إذ تعكس هذه المبادرة بعد رؤيته الإنسانية والحضارية، كذلك مبادرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، في تعهده وتكفله بترميم وإعادة بناء المجمع العلمي في مصر على نفقته الخاصة، إدراكاً وتقديراً لقيمة دور المجتمع الحيوي في التعليم والتنوير، ومثل هذه المبادرات تعكس رقي الفكر الإنساني للإمارات، الذي يعتبر المحور الأساسي لازدهارها وتقدمها، إنه لظلم مجحف تدمير آثار حضارات لها قيمتها ومكانتها في تاريخنا، إن من يدمر الآثار ومن تهون عليه لا ينتمي إلى الإنسانية».

عداء حضاري

أشار الكاتب والباحث سعيد البادي، في مستهل حديثه، إلى أن دولة الإمارات تمثل نموذجاً متميزاً من خلال مبادراتها في حماية التراث الثقافي الإنساني بكل أشكاله، موضحاً: «تجسد هذا من خلال (إعلان أبوظبي)، وإنشاء صندوق دولي لحماية التراث الثقافي، من خلال المؤتمر الدولي لحماية التراث الثقافي المهدد بالخطر في مناطق الصراع الذي استضافته أبوظبي في ديسمبر من عام 2016».

ويتابع: «يهدف المؤتمر إلى إنشاء صندوق مخصص لحماية التراث المهدد بالخطر، وتوفير الدعم المالي الضروري لتنفيذ المشاريع الوقائية، ومهام التدخل السريع وبرامج ترميم الممتلكات التراثية المعرضة لخطر التدمير أو التهريب، تحت وطأة الصراعات المسلحة، إلى جانب تمويل عمليات مكافحة الاتجار غير المشروع في القطع الأثرية، وهو ما جعل الإمارات رائدة وسباقة في هذا المجال».

ضرورة حتمية

شدد الباحث والخبير التراثي جمعة بن ثالث على أن الجماعات الإرهابية المتطرفة المدعومة من قطر، تركز على طمس الهوية الوطنية لأي بلد صاحب حضارة، لأن حضارة أية دولة تبدأ من تراثها الذي يعبر عن هويتها الأصلية، وقال: «جرائم كبرى تعرضت لها دول عربية، أبرزها العراق وسوريا، على يد داعش والنصرة، فما حدث فيها من هدم وتدمير للآثار أمر مؤلم ومحزن، والهدف من وراء ذلك هو محو هوية وتاريخ وتراث هذه المنطقة».

ووجّه بن ثالث الاتهام إلى كل شخص كانت له يد في محو آثار الحضارات العريقة القائمة من آلاف السنين، وقال: «بين تدمير الآثار ونهبها وبيعها، تطمس الهوية شيئاً فشيئاً، ومن المحزن حقاً أن نرى الآثار العربية معروضة في المتاحف الغربية، ومع الأسف، تتولى عصابات مافيا متخصصة في تهريب الآثار مهمة بيع الآثار العربية إلى الخارج، وهو ما يتطلب قوانين صارمة تجرم هذه الجرائم وتضع عقوبات شديدة لمرتكبيها».

جهود وأفعال نيرة

ونوه جمعة بن ثالث بجهود دولة الإمارات الكبيرة التي تسعى من خلالها للحفاظ على الآثار، وقال: «هذه الجهود ستشجع جهات وأشخاصاً عدة للسير في الطريق ذاته، خصوصاً أن الإمارات تدرك أهمية وقيمة الآثار والمواقع الأثرية، وارتباطها المباشر بالهوية والحضارة والمستقبل، ودائماً ما تنادي دولتنا بالحفاظ على التراث والأصالة، وتشارك وتبادر في هذا الجانب بكل مساعيها الجادة».

تدابير

أدلى عيسى يوسف، مدير إدارة التنقيب والمواقع الأثرية في هيئة الشارقة للآثار، برأيه في خفايا وأخطار دور قطر الإرهابي في تدمير الآثار ومحو الموروث الحضاري الإنساني عبر التنظيمات الإرهابية التي تدعمها، ووُضِعت مجموعة من التدابير الدولية للحد من الاتجار غير المشروع بالممتلكات الثقافية، ومنها: قرار مجلس الأمن الصريح 2199 ( عام 2015)، الذي ينص على أن الاتجار غير المشروع هو أحد مصادر تمويل الإرهاب، وحظر المجلس التجارة عبر الحدود بالممتلكات الثقافية التي نقلت بصورة غير قانونية من العراق منذ 6 أغسطس 1990 ومن الجمهورية العربية السورية منذ 15 مارس 2011».

ودان المجلس تدمير التراث الثقافي في العراق وسوريا، الذي طال الممتلكات الثقافية والدينية، كما أنه قرر أن تتخذ كل الدول الأعضاء التدابير المناسبة لمنع الاتجار بالممتلكات الثقافية.

وانتقل يوسف إلى الدور الحضاري والإنساني البنّاء للإمارات ودعمها لحماية التراث الثقافي، وقال: «أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، والرئيس الفرنسي السابق فرانسوا أولاند، مبادرة لإقامة شراكة دولية جديدة، تهدف إلى حماية التراث الثقافي في فترات النزاع المسلح.

ويعد «إعلان أبوظبي»، الذي نص على إنشاء صندوق دولي لحماية التراث الثقافي المعرض للخطر في أوقات النزاع المسلح، ذخر عالمنا في تمويل العمليات الوقائية والطارئة ومكافحة الاتجار غير المشروع في القطع الأثرية الثقافية والإسهام في ترميم الممتلكات الثقافية التي لحقت بها الأضرار، كما أطلقت في الإمارات حملة «متحدون مع التراث»، من داخل حصن الشارقة، إذ أكد صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن التراث هو المرادف لوحدتنا الإنسانية التي تجمع مختلف الشعوب والثقافات والحضارات، لذلك ظل مهدداً من قبل الظلاميين، أصحاب الأفكار السوداء الذين يحاولون هدم تاريخنا وذاكرتنا، ويسعون إلى تمزيق معالم الهوية الإنسانية التي تجمعنا، وتحويلها إلى هويات متنازعة، تلبي رغبتهم في الصراع والخراب».

دولة الحق والعدل

ونوه المخرج منصور الظاهري إلى أنه مشهود للإمارات تاريخياً أن تحركها عن طريق الأمم المتحدة، وجميع تحالفاتها التي تسير على طريق الخير والحق والعدل، هي عن طريق جمعيات ومنظمات عالمية. ويستطرد: «من المؤكد أنه يأتي في هذا السياق ملف الآثار وحرص الإمارات على حمايتها، سواء في منطقتنا أو في العالم أجمع، ذاك في وجه الممارسات الإرهابية لدولة قطر وتنظيماتها المتشددة». ويردف الظاهري: « ما فعلته قطر طوال السنوات الماضية، من ممارسات إرهابية ومحاولات لزعزعة الأمن والاستقرار، هو ما جعل الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب تعمد لمقاطعتها.

الدوحة متحف للآثار المسروقة

«قطر من أكثر الدول التي تموّل عمليات سرقة الآثار من مصر والعراق وسوريا وشرائها لمصلحتها».

هكذا يقدم الكاتب والمفكر صلاح عيسى، الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة سابقاً، لحديثه في الشأن، ويتابع: «إنها تسعى للاستحواذ على أكبر كمّ من الآثار المسروقة، في خطوة تستهدف إنشاء متحف كبير يضمّها، ومن ناحية أخرى، تقوم بالقضاء على ثروات الدول الأخرى من الآثار عبر دعمها الجماعات الإرهابية، التي تعاملت في البداية مع الآثار كأصنام يجب تدميرها على حد اعتقادها، وذاك قبل أن تتحول بعد ذلك لبيعها لمصلحة قطر، بعدما وجدتها تجارة مربحة تفوق تجارة بيع البترول».

ويستطرد عيسى: «في العالم العربي الإنسان يكاد يبكي عندما يرى الآثار التي تم تدميرها في العراق وسوريا، ولا يمكن تعويضها مرة أخرى، وبالتالي يجب أن يكون هناك تحرك جماعي من المثقفين والمفكرين والجهات الثقافية العربية لكشف هذه الجريمة القطرية في حق تراثنا وحضارتنا». ويثمن عيسى جهود دولة الإمارات في الحفاظ على حضارتنا وتراثنا من الضياع، معتبراً أن مبادراتها دوماً حضارية متجددة، وهمها الإنسان والفكر والحق والخير.

مخطط قطري لمحو حضارتنا

يبين أستاذ التاريخ في جامعة القاهرة، المؤرخ د. محمد عفيفي، أن قطر تلعب دوراً مباشراً في تدمير آثار المنطقة وبشكل خاص في سوريا والعراق، وذلك عبر دعم وتمويل الجماعات الإرهابية وعلى رأسها داعش.. موضحاً أن هذه الجماعات المتشددة، ضد فكرة القومية أصلاً وضد البشرية جميعها، وباعتبار الآثار من أهم عوامل تدعيم القومية بشكل عام، لجأت إلى نهبها وتدميرها في محاولة منها لمحو حضارتنا وتراثنا الإنساني.

وقال عفيفي لـ «البيان»، إنه بات معروفاً أن قطر تدمر وتسرق الآثار، لكن المجتمع الدولي لن يفهم ذلك، وعليه فإن الرسالة التي يجب على المجتمع العربي إيصالها له «أن قطر -وهذا مثبت بالأدلة والبراهين- تدعم وتمول الجماعات الإرهابية، وهذه الجماعات الإرهابية تقوم بتدمير آثار تعود لآلاف السنين ولا تقدر بثمن، فضلاً عن نهبها وبيعها إلى دول أخرى». وطالب المجتمع الدولي أن يحاسب قطر على دعمها للجماعات الإرهابية، وأن يحاسب هذه الجماعات على الجريمة التي ترتكبها في حق آثارنا وتراثنا.

جماعات ضغط

كما يشدد عفيفي على ضرورة أن تكون هناك جماعات ضغط من المثقفين والإعلاميين بشكل عام، والأثريين بشكل خاص، على المجتمع الدولي للتحرك لوقف نهب وتدمير هذه الآثار، بالإضافة إلى التحرك بشكل رسمي من جانب حكومات دول المنطقة، للضغط على منظمة اليونسكو للتحرك، باعتبارها معنية بالحفاظ على التراث الفكري والثقافي بكل دول العالم.

ويؤكد عفيفي أنه في الوقت الذي تسعى فيه قطر لتدمير ونهب آثار المنطقة، نجد في المقابل دولة مثل الإمارات تبذل جهوداً كبيرة لحماية الآثار المهددة وترميمها.. مشيداً بالمبادرة التي أطلقتها الإمارات بالتعاون مع فرنسا، لحماية الآثار المهددة في العالم، ومبيناً أنها مبادرة مهمة تتطلب تفعيلاً واسعاً على أرض الواقع عبر دعم زيارة تاريخيين وخبراء آثار للمناطق الأثرية المهددة وإعداد تقارير عنها، إضافة إلى دعم مبادرات إعلامية للتنبيه إلى أهمية هذه الآثار وضرورة تكاتف المجتمع الدولي للمحافظة عليها من الضياع.

Email