دعمها المستمر للإرهاب وتحالفها مع إيران وخيانة الأشقاء

استطلاع « البيان »: 3 عقبات قطرية تحول دون حل الأزمة

ت + ت - الحجم الطبيعي

اتفق المشاركون في استطلاعين للرأي أجرتهما «البيان» الأول على موقعها الإلكتروني والثاني على حسابها في «تويتر» على أن قطر وراء إطالة أمد أزمتها من خلال العديد من العقبات التي تضعها والتي من أهمها استمرار «تنظيم الحمدين» في دعم التنظيمات الإرهابية واستقواءها بالخارج لا سيما تحالفها مع إيران إضافة إلى سجلها المفتوح في الغدر بالأشقاء وهي كلها عقبات متصلة ببعضها البعض وهو ما أشار إليه المشاركون في الاستطلاعين إذ أكد 79 في المئة من المشاركين في الاستطلاع في موقع «البيان» الإلكتروني أن العقبات الثلاث المشار إليها كلها مجتمعة تشكل أهم عقبات التي حالت دون حل الأزمة القطرية بينما أكد 82 من المشاركين في استطلاع «البيان» في «تويتر» عن ذلك أيضاً.


وفي التفاصيل أظهر الاستطلاعان نتائج متقاربة سواء على موقع «البيان» الإلكتروني أو على حساب «البيان» في «تويتر»،إذ عبر 7 في المئة من المستطلعة آراؤهم في استطلاع «البيان» على «تويتر» وعلى الموقع الإلكتروني أن العقبة التي حالت دون إنهاء أزمة قطر تعود إلى دعم الدوحة للإرهاب كما اعتبر 7 في المئة من المستطلعة آراؤهم على الموقع أن التحالف القطري الإيراني شكل أهم العقبات وهو ما عبر عنه 4 في المئة من المستطلعة أراؤهم على حساب «البيان» في «تويتر» فيي حين اعتبر 6 في المئة من المستطلعة آراؤهم على موقع «البيان» أن العقبة الأولى تتمثل في سجل قطر في الغدر بالأشقاء في حين اعتبر 7 في المئة من المستطلعة آراؤهم في «تويتر» أن هذه تعد أهم العقبات.


عقبات متعددة

وبالعودة إلى القراءة التحليلية لنتائج استطلاعي «البيان» يؤكد عضو مجلس النواب الأردني، وصفي الزيود أن من أهم عقبات حل الأزمة القطرية هو التحالف القطري الإيراني، ولكن في الوقت ذاته فإن قطر تعمل على جميع المحاور من استمرارها لدعم الإرهاب وسجلها مع الأشقاء الذي لا يخلو من المواقف السلبية.


ويقول الزيود: «ولكن يبقى الدور الإيراني هو الأبرز في توجيه قطر، في افتعالها للقصص التي تخلو من المصداقية، بالإضافة إلى تنفيذها للرغبات والمخططات الإيرانية. فقطر تعتبر واجهة لإيران تنفذ من خلالها ما تريده».


وفي الاتجاه ذاته، أوضح أستاذ العلاقات الدولية د. طارق أبو هزيم أن التحالف القطري الإيراني ليس هو العقبة الأساسية في حل الأزمة القطرية. ولكن طبيعة الموقف الذي تمثله قطر والتقاطعات الحاصلة هي سيدة الموقف.


أما الكاتب الصحافي، جهاد أبو بيدر فيؤكد أن الأزمة ستبقى وستتوغل مادام التحالف القطري الإيراني لا يزال قائماً. إيران تشكل بالنسبة لقطر البوصلة التي توجهها من أجل إيذاء من حولها من الأشقاء، والخروج عن سياسة مجلس التعاون الخليجي وغيرها من المؤامرات التي تحاك ضد المنطقة.


ويرى أن أصل الإصلاح هو العودة للحضن الخليجي، وعمل توافقات وسياسات تتناسب مع مكافحة الإرهاب. أما باقي الخيارات فهي لن تؤدي إلا إلى تعقيد الأمور ما دامت إيران وغيرها من دول تتدخل في هذه العلاقة المتأصلة التي لا يمكن تجاهلها بهذه البساطة بين الدول.


أزمة الثقة
ومن القاهرة، أكد سفير مصر السابق في الأمم المتحدة جلال الرشيدي أن العقبة الحقيقية في حل الأزمة القطرية تكمن في وجود أزمة ثقة بين قطر وكل دول مجلس التعاون الخليجي نتيجة استخدام الدوحة الخاطئ لمواردها في دعم الإرهاب وإثارة الفتن وزعزعة الأمن والاستقرار بدول المنطقة.


وأوضح الرشيدي لـ «البيان» أن قطر دولة صغيرة وغنية بمواردها، لكنها تستخدم هذه الموارد وهذا موثق بالأدلة والبراهين- في دعم الإرهاب بشكل مباشر وغير مباشر، على غرار دعمها للجماعات الإرهابية في ليبيا والعراق وسوريا ودول أخرى، الأمر الذي دفع مصر لمطالبة مجلس الأمن بالتحقيق في دفع قطر مبلغ مليار دولار لجماعات إرهابية في العراق، بالإضافة إلى مطالبتها بتوثيق انتهاكات الدوحة وتمويلها وتسليحها للمتطرفين في ليبيا، حيث قدمت القاهرة لمجلس الأمن أدلة حول دعم قطر للإرهاب في ليبيا.


وأشار إلى أن الدوحة دأبت على دعم منظمات غير حكومية بخلاف دعمها لجماعات إرهابية كـ«داعش» و«القاعدة» و«فتح الشام» وغيرهم من الجماعات المتشددة لتنفيذ عمليات إرهابية في دول المنطقة، على غرار تمويل العملية الإرهابية التي شهدتها أخيراً الكنيسة البطرسية في العباسية بمصر، والتي راح ضحيتها عدد من الضحايا الأقباط، حيث ظهرت عدة أدلة كشفت تورط قطر في هذه الجريمة البشعة.
وأضاف سفير مصر السابق في الأمم المتحدة أن أحد العقبات في حل الأزمة القطرية، يتمثل في استضافة الدوحة لعناصر جماعة الإخوان الإرهابية، وعلى رأسهم مفتي الإرهاب يوسف القرضاوي، للاستفادة منهم في تطبيق أجندتها، عبر فتاويهم المتشددة من فتاوي القتل بما يتفق والسياسة القطرية الرامية لتخريب دول المنطقة.


ولفت إلى أن الدوحة تمتلك منبراً إعلامياً يتمثل في قناة الجزيرة، وهذا المنبر تستخدمه قطر كذراع إعلامية للإرهاب، وبوقاً للمتآمرين على الأمة من المحيط إلى الخليج، مؤكداً أن «الجزيرة» عبر سياساتها تواصل العمل على مشروعها التخريبي في المنطقة العربية.


وفيما يتعلق بالتحالف القطري الإيراني كأحد العقبات أمام حل الأزمة، أكد الرشيدي أن قطر لم تراع مشاعر وسياسات الدول المجاورة لها وهم أعضاء معها في مجلس التعاون الخليجي، متسائلاً: «هل يعقل لأي زعيم دولة مثل أمير قطر تميم بن حمد أن تكون بلاده عضواً في مجلس التعاون الخليجي ويقف مدافعاً عن إيران وسياساتها ضد أشقائه من دول الخليج؟!»، موضحاً أن قطر وإيران تتفقان في دعوتهما للإرهاب والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الإسلامية لإثارة الفتن والقلاقل لتفريق الأمة.


خطأ كبير
ونوه الرشيدي في هذا السياق إلى خطأ كبير ارتكبته قطر بعد محاولاتها تسييس شعائر الحج، ووقوفها في صف إيران على حساب أشقائها في دول الخليج، مؤكداً أن دول المنطقة وخاصة دول الخليج تضرروا كثيراً من إرهاب إيران وقطر.


واختتم الرشيدي حديثه بالإشارة إلى أن هناك الكثير من الكتابات التي تؤكد أن قطر لديها رؤية قائمة قبل تولي تميم بن حمد السلطة، تقوم على دعم أي جماعة معارضة في أي من دول المنطقة، لإثارة الفوضي وزعزعة الاستقرار.. موضحاً أن هذه الرؤية لا تزال مستمرة لوقتنا الراهن بدعم من الغرب الذي يستخدم قطر كأداة لتنفيذ مخططاته عبر مساعدتها على تمويل جماعات إرهابية كـ«القاعدة» و«داعش» وغيرهما.


أمر مؤكد
أما الخبراء البحرينيون فاعتبروا أن تعنت حكومة الدوحة، واستمرارها بالمراهنة على الحلول الخارجية، وتمويل المؤسسات الإعلامية العالمية لتشويه السمعة الدولية لدول المقاطعة، بطليعة الأسباب التي تحول دون حل الأزمة التي افتعلتها بسلوكياتها الخارجة عن العرف الخليجي والدولي.


وأوضحوا لـ«البيان» بأن«الحل يكمن باللجوء لهيئة فض المنازعات بدول المجلس التعاون الخليجي لتسوية كل الخلافات القائمة ما بين الدول الخليجية وحكومة قطر، وفي انصياعها للمطالب الشرعية للدول الداعية لمكافحة الإرهاب».


وقال المحامي والمشرع فريد غازي رفيع بأن «استمرار حكومة الدوحة في الاستعانة بالحلول الخارجية والتي تخرج عن مبادئ القانون الدولي وما التزمت به دول المجلس، أحد أكبر المعاضل التي تحول دون حلحلة الأزمة».


وأوضح غازي لـ«البيان» بأن في طليعة ذلك استضافة القاعدة التركية، والتسهيلات للحرس الثوري الإيراني وهو أمر مؤكد، ولجوء حكومة الدوحة لتزييف الحقائق بالأجهزة الإعلامية الدولية، ودفع مبالغ طائلة لمكاتب الترويج الإعلامي الدولي لتحقيق هذه المساعي، وبهدف تحسين صورة قطر الدولية، والإساءة للدول الخليجية والعربية المقاطعة لها، لأسباب دعمها واحتضانها للإرهاب الدولي.


وأضاف «الحل بتوقف حكومة الدوحة عن تعنتها، ومناطحتها لجيرانها، ومحاولتها بأخذ مساحة جغرافية وسياسية أكبر منها، وأيضاً باللجوء لهيئة فض المنازعات بدول المجلس التعاون الخليجي لتسوية كل الخلافات القائمة ما بين الدول الخليجية وحكومة قطر، وفي انصياعها للمطالب الشرعية للدول الداعية لمكافحة الإرهاب».


خيبة أمل
بدورها، أكدت عضوه الهيئة المركزية بتجمع الوحدة الوطنية البحرينية جيهان محمد بأن قطر مدعوة لإعلان صريح وواضح بالالتزام باتفاقية الرياض الموقعة في 2014 بالتزامها بمكافحة الإرهاب، وعدم إيواء المنظمات الإرهابية المدرجة على قوائم الإرهاب العالمي، بمقدمتها التنظيم الدولي لجماعة الإخوان، ومكتب حركة طالبان، والكف عن دعم المنظمات الإرهابية وبكافة الطرق والأساليب.


وبينت جيهان لـ«البيان» بأن استمرار مكابرة الحكومة القطرية على الواقع، ومحاولة تزييف الحقائق وطمسها، وإخفائها عن العالم، لن يجدي نفعاً، فهي اليوم تتجه إلى عزلة دولية غير مسبوقة، نظراً لسياساتها العدوانية التي تقوم على تصدير الفوضى والإرهاب للعالم، كما أن خسارتها للدول وللحلفاء والأصدقاء بتصاعد مستمر، آخرها قطع تشاد للعلاقات الدبلوماسية معها، وهو أمر طبيعي يعكس تنامي السمعة الدولية السيئة لها.


وأضافت «تسعى حكومة الدوحة منذ سنوات للإمساك بالقرار السياسي العربي عوضاً عن المملكة العربية السعودية ومصر وبقية الدول الكبرى، وهو أمر ملحوظ، ويدعو للأسف للشفقة وخيبة الأمل».

Email