وثيقة للدول الداعية لمكافحة الإرهاب: الدوحة تسخّر التكنولوجيا لـ«القاعدة»

قرقاش: قطر تدير الأزمة بمراهقة لا نظير لها

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن قطر تلجأ إلى المكابرة والمراهقة والتقنية السياسية، وهو ما يكشف عنه قرار عودة سفيرها إلى طهران ضمن الاستدارة التي تقوم بها الدوحة في موقفها تجاه اليمن وإيران.

وكتب معالي الدكتور أنور قرقاش، في تغريدات على تويتر أن «القرار القطري بإعادة السفير إلى طهران تصاحبه حملة تبرير واسعة ومرتبكة، هذا هو حال الاستدارة الذي تمارسه الدوحة في موقفها تجاه اليمن وإيران».

وأضاف معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية أن «القرار السيادي يجب ألا يكون خجولاً مرتبكاً، لكنها المكابرة والمراهقة اللتان تجعلانه كذلك، حين يكون الإعلام أداتك الوحيدة يصبح التبرير ضجيجاً غير مقنع».

ولفت معاليه إلى أن «العودة للتبادل التجاري الإماراتي مع إيران لتبرير عودة السفير القطري يتجاهل أن المصالح الإيرانية الأساسية في الخليج هي في حقول الغاز مع قطر».

واختتم معالي الدكتور أنور قرقاش تغريداته بالقول: «أزمة قطر تدار بمراهقة لا نظير لها، وعودة السفير إلى طهران يحرج الدوحة ويكشف تقيتها السياسية، ويكشفها أمام التيار الحزبي المتأسلم الذي تبنته».

وثيقة إدانة

في الأثناء، أعدت الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب وثيقة مكونة من 55 صفحة لتقديمها للدول الأوروبية، متضمنة تفاصيل ضلوع دولة قطر في رعاية الإرهاب من ضلوعها في تمكين العقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، تنفيذ العمل الإرهابي المروع، كما تتضمن الوثيقة كشفًا بالبنوك والمنظمات الخيرية والوكالات الحكومية القطرية التي عملت على تمويل التنظيمات الإرهابية، وكذلك تورط مؤسسة تكنولوجية قطرية في توفير التقنية اللازمة لتنظيمات إرهابية بهدف ترويج فكرها المتطرف على الانترنت.

ونشر موقع «إنتلجنس أون لاين» الإخباري الفرنسي وثيقة أعدتها الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب التي تقاطع قطر، لتقدمها للدول الأوروبية، متضمنة ما وعدت به هذه الدول بكشفه من تفاصيل ضلوع دولة قطر في رعاية الإرهاب.

وحسب الموقع الفرنسي، فإن الوثيقة المكونة من 55 صفحة، ستدفع فرنسا لاتخاذ موقف أكثر وضوحاً في الضغط على قطر، بالإضافة إلى احتمال تغيير الموقف البريطاني وذلك بما تكشفه الوثيقة من تفاصيل عن الدعم الذي قدمته قطر لمجاميع «الإرهاب» في سوريا واليمن، إضافة إلى المحاولات التخريبية التي رعتها الدوحة لقلب نظام الحكم في البحرين.

واستشهدت الوثيقة أيضاً، باعتراف ضابط المخابرات القطري، حمد علي محمد الحمادي، أخيراً، والذي قال إن دائرة الاستخبارات الرقمية في الجهاز القطري قامت ببناء وتشغيل مجموعة من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي بأسماء وهمية، بهدف مهاجمة دولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى المعلومات التي تؤكد أن قطر قدّمت المأوى والحماية لخالد الشيخ محمد، المخطط الرئيسي لهجوم 11 سبتمبر، الذي نفذه تنظيم «القاعدة الإرهابي» في الولايات المتحدة، ورفضت التجاوب مع جهود واشنطن لإلقاء القبض عليه قبل سنة من تنفيذ الهجوم.

وأوردت الوثيقة أن نائب الوزير الأميركي لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، آدم زوبين، وصف قطر رسميًا بأنها «تفتقر للإرادة السياسية الحقيقية وللرغبة في تنفيذ التزاماتها القانونية بمحاربة الإرهاب»، مؤكدة تقديم شواهد على أن النظام القطري ومؤسساته وجمعياته الخيرية وفرت الحياة للمجاميع الإرهابية التي انتشرت عالميًا، ومنها «القاعدة» و«داعش» و«طالبان» و«النصرة» و«حماس» و«الإخوان».

وقدمت الوثيقة في نهاية صفحاتها كشفًا بالبنوك والمنظمات الخيرية والوكالات الحكومية، التي عملت على تمويل التنظيمات «الإرهابية»، وأبرزها «مركز قطر للعمل التطوعي»، وهو المركز الحكومي التابع لوزارة الثقافة والرياضة، وذكرت أسماء المسؤولين الذين تأكد ضلوعهم في شبكات تمويل «القاعدة»، ومنهم رئيس المركز يوسف علي الكاظم، وسعد بن سعد الكعبي، وعبد اللطيف بن عبد الله الكواري، مشيرة إلى أن هذا المركز أسسه سعود بن خالد آل ثاني شقيق وزير الداخلية الأسبق عبد الله بن خالد آل ثاني، وأن المركز يتولى تحشيد المتطوعين لدعم استضافة كأس العالم 2022.

أما مركز «أبل الدوحة» للتكنولوجيا الإيجابية، فقد كشفت الوثيقة أنه المؤسسة الخدماتية التي تخصصت بتزويد تنظيمي القاعدة والنصرة الإرهابيين بالتقنيات المتجددة التي تساعد على ترويج فكرها وبياناتها على وسائل التواصل الاجتماعي، وقام على هذا المركز، كل من سعد الكعبي وعبد اللطيف بن عبد الله الكواري المسجليْن في الأمم المتحدة باعتبارهما «إرهابييْن».

كواليس قطر وإيران

إلى ذلك، خلصت تقارير غربية إلى أن قرار قطر بعودة سفيرها إلى إيران يكشف التنسيق الذي كان يجري في الكواليس بين البلدين اللذين كانا يظهران نفسهما إعلامياً كخصمين.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن مسؤول أميركي لم تفصح عن اسمه قوله إن «الدوحة أبلغت واشنطن أن قرارها إعادة العلاقات الدبلوماسية مع إيران لا يمثل زيادة التعاون مع طهران، إنما يهدف إلى إظهار استياء قطر من السعودية».

 

 

 

Email