ابتزاز «الحمدين» للفقراء يطال مستشــفى حمد في موريتانيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

تنفيذاً لتعليمات الحكومة القطرية أقدمت إدارة مستشفى حمد في موريتانيا على طرد العشرات من العمال والمتعاقدين من دون أن تقدم أي تبريرات لهذا القرار المفاجئ. وأكد مصدر في مدينة أبي تلميت (150 كيلومتراً جنوبي نواكشوط)، حيث يقع المستشفى الممول من قطر، أن العمال المفصولين من عملهم لم يتلقوا إخطاراً قبل مباشرة القرار كما لم يستفيدوا من حقوق نهاية الخدمة.

وأضاف المصدر إن حالة من السخط والغضب عمت الشارع الموريتاني نتيجة هذا القرار الذي وصف بالظالم والتعسفي.

وفي تعليقهم على ما حدث أوضح عدد من المواطنين الموريتانيين أن هذا التصرف يؤكد ابتزاز قطر للشعوب الفقيرة بمشاريع تحمل في ظاهرها طابعاً خيرياً إنسانياً بينما هي في حقيقتها مشاريع ذات أهداف سياسية بحتة. ‎وفي تصريح لـ«البيان» قال الأمين العام للكونفيدرالية العامة لعمال موريتانيا عبدالله محمد النهاه، أنهم يتابعون عن كثب هذه القضية وأن الكونفدرالية ترفض تماماً المساومة بحقوق العمال لاعتبارات ودوافع سياسية. مشيراً إلى أن مثل هذا التصرف يتعارض مع حقوق الإنسان ومع المواثيق والقوانين الدولية التي تصون وتكفل حقوق العامل.

استياء شعبي

وفي لقاء مع «البيان» قال مدير صحيفة البديل الكاتب الصحافي سيد محمد ولد آبه، الذي كشف الفضيحة لوسائل الإعلام، إن ردود فعل قطر على عزلتها العربية والدولية الخانقة اتسمت بارتباك شديد ناجم عن ضبابية في الرؤية، وفقر في التجربة في التعاطي مع الأزمات الدبلوماسية، في محاولة منها لتحسين صورتها أمام الرأي العام العربي والدولي.

ويضيف: الواقع أن الدوحة تعلن عكس ما تضمر، فإذا كانت لم تطرد الرعايا العرب في قطر، لحاجتها الماسة لمن يدير شؤونها الداخلية من أمن وصحة وتعليم فإنها انتهجت طريقتها المعتادة في النيل ممن تعتبرهم خصومها، عبر دعم الإرهاب لزعزعة أمن مصر، وتشجيع الإرهاب في السعودية، والوقوف مع القاعدة في اليمن ضد التحالف العربي والشرعية اليمنية.

وحول ردة الفعل القطرية في موريتانيا يقول سيد محمد إن الوضع في موريتانيا مختلف حيث بؤر التوتر أخف حدة في المنطقة، واستهداف نواكشوط بالعصابات الإرهابية أمر بالغ الصعوبة، لذا قررت الدوحة الانتقام من المرضى الموريتانيين، عبر طرد عدد كبير من العمال في مستشفى حمد بأبي تلميت وسط البلاد، وهو مشفى ترعاه قطر منذ العام 2007 وقد خلفت هذه الخطوة استياء كبيراً في صفوف الموريتانيين الذين يرون فيها أسلوباً جديداً من أساليب إمارة تميم في ابتزاز الخصوم. وأردف: الحمد لله أن جميع استثمارات قطر في طول موريتانيا وعرضها لا تتجاوز حيطان هذا المشفى المتواضع جداً.

Email