ضمن ممارساتها المستمرة في تشويه الحقيقة

قطر سعت لإقحام البيت الحرام في الخلاف

ت + ت - الحجم الطبيعي

شدد عدد من الأكاديميين والصحافيين على أن قطر حاولت اللعب بفريضة الحج كورقة للضغط على المملكة العربية السعودية ودول مكافحة الإرهاب في خطوة تكشف مدى تخبّط الرؤى السياسية لنظام الدوحة، وجرّه للخلافات السياسية إلى أروقة بيت الله الحرام، مشيرين إلى أن سياسة التظلّم والشكوى التي تنتهجها حكومة الدوحة، وآلية العبث بالمقدسات الإسلامية.

والمضي في توظيف الدين ببلاط السياسة تؤكد الهزيمة النفسية والمعنوية التي حاقت بها.

واستضافت الحلقة السابعة من برنامج «الإرهاب.. حقائق وشواهد» الذي تبثه قناة الشارقة الفضائية التابعة لمؤسسة الشارقة للإعلام، وقدمها الإعلامي إبراهيم المدفع كلاً من الكاتب محمد الحمادي، رئيس تحرير صحيفة «الاتحاد» في الاستوديو.

وعبر الأقمار الصناعية من الكويت الدكتور عايد المناع، الأكاديمي والباحث السياسي، ومن الرياض الدكتور عبد الله العساف، أستاذ الإعلام السياسي في جامعة الإمام محمد بن سعود، للحديث عن المناورات التي تقوم بها الدوحة لتسييس الشعائر المقدّسة، ودوافعها للقيام بهذا العمل وغايته.

والتأكيد على أن المكرمة السعودية من خادم الحرمين الشريفين تدفع باتجاه تسهيل أداء المناسك المقدّسة على الحجّاج القطريين وعدم خلط هذا المشهد الديني بالسياسي الراهن.

الهروب إلى الأمام

وفي مستهل الحلقة أوضح الكاتب محمد الحمادي، أن الخطوة التي اتخذها نظام الدوحة «لم تكن موفقة»، معتبراً إياها الورقة الأخيرة والأخطر لقطر، لافتاً إلى أن النظام القطري بات يلعب على المكشوف آخذاً الأزمة الخليجية إلى ما هو أبعد بحسب توصيفه، وأنه يتجّه نحو «اللاحل».

ويهرب إلى الأمام أكثر، ضمن محاولات عديدة لتصعيد الأزمة، مبدياً استغرابه من قيام دولة عربية ومسلمة بهذا الفعل المحكوم بالفشل. وأشار الحمادي إلى أن الدوحة مصرّة على مسألة تسييس الحج والضغط بشكل أكبر على المملكة العربية السعودية والدول المقاطعة.

مؤكداً أن النظام القطري لو كان يريد التجاوب بالفعل مع المكرمة السعودية لما تصرّف بهذا الشكل، لكن ما حدث هو عكس ذلك تماماً، فهو مضى في بث الخوف لدى الشعب من أداء فريضة الحج هذا العام، فيما عكست تصريحات وزير الخارجية القطري تخبّط القرارات، ولم يكن موفقاً فيما أشار إليه من أن الدوحة تريد «ضمانات» لسلامات الحجاج القطريين، مشيراً إلى أن هذا أمر مستغرب لم نعده في خليجنا.

وتابع الحمادي: «لا أحد يستطيع إدارة مناسك فريضة الحج مثل المملكة العربية السعودية، كون هذا الموضوع يقتصر على أهل مكة والجزيرة العربية، وما هذه إلا مناوشات سياسية تؤدي أغراضاً آنية، وكان يفترض بحكومة قطر أن تقبل الدعوة السعودية وتثمّن جهودها، لا أن تستغلّه أسوأ استغلال»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن قطر أحرقت آخر أوراقها على الملأ وانكشفت، وهذه أكبر خطيئة قطعت فيها الحبال مع محيطها، ليختم بالقول: «بدلاً من أن تهرول قطر إلى إيران، كان يجب أن تذهب باتجاه الرياض».

من جانبه أشار الدكتور عايد المناع إلى أن النظام القطري أضاع فرصة ثمينة ولم يستفد من هذه المبادرة، إذ كان من الواجب عليه أن يرحّب بها.

وأن يجعل منها خطوة أولى نحو المصالحة، لكنه تصرّف بهذا الشكل بناءً على توجيه إيرانيّ يسعى إلى الاستهانة والتشكيك بإدارة المملكة للحج، ما يثبت أن الدوحة يُملى عليها سياسياً من الخارج، مضيفاً أن النظام القطري استغلّ الحجاج لتمرير أغراض سياسية، متمنياً أن يفكر الساسة القطريون في أن أشقاءهم أهم وأقرب إليهم من دول أخرى.

سوء نية

وأوضح المناع أن النظام القطري ليست لديه نيّة حسنة في التعامل مع هذه المسألة، ولو كان عكس ذلك لقبل تطوّع السعودية بإرسال طائرات الخطوط الجوية التابعة لها لنقل الحجاج من الدوحة إلى أراضيها.

لكنه أراد للأزمة أن تبقى مستمرة وأن يُظهِر الآخرين -في إشارة إلى الدول الخليجية- على أنهم يعرقلون ذهاب الحجاج القطريين لأداء مناسك الحج، مضيفاً أن قطر تتعامل مع المسألة على أساس أنها دولة «مقاطِعة» لا «مقاطَعة».

وأوضح الدكتور عبد الله العسّاف أن المملكة العربية السعودية سدّت جميع المنافذ أمام الحجج والذرائع التي يقدّمها النظام القطري لشعبه، ليستطيع إخفاء جرائمه عن الرأي العام، مشيراً إلى أن الدوحة حاولت الصيد في المياه العكرة بفعلتها هذه التي أرادت من خلالها تشويه قرار المملكة باستضافة الحجاج القطريين، عبر ذرائع واهية مثل القول أن القبول بالقرار يمسّ كرامة المواطنين وهيبة القيادة.

وأكد العسّاف أن النظام القطري باصطفافه إلى جانب إيران فقد أصبح ناطقاً رسمياً باسمها، لا سيما في هذه المسألة، وهذا أمر أدى -حسب وصفه- إلى حرق جسور الحل في الأزمة الخليجية الراهنة، قائلاً: «النظام القطري أصبح متهالكاً ويحاول الالتفاف على المسائل السياسية ممسكاً بأي ورقة يمكن الاستفادة منها في عملية الضغط، وهذه الورقة التي يمتلكها سقطت».

وأشار العساف إلى أن نظام الدوحة لجأ إلى ذرائع، وأذرعة إعلامية، وشركات علاقات عامة، لإزالة الانطباع عنه من أنه «يكذب على الناس»، وأن ما قام به هو سقطة سياسية لا تغتفر، مضيفاً أن «جرائم النظام القطري منذ 20 عاماً في كفّة، وهذه المسألة في كفّة أخرى».

Email