القوة والسلطة رافقتا صفقة المليار دولار

الصحافة الإسبانية تكشف دوافع تميم من خطف نيمار

  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ظهور نيمار أمام مشجعيه كلاعب جديد في نادي باريس سان جرمان وتوقيعه عقداً مع النادي الفرنسي، شكل واحداً من أهم الأخبار العالمية الكبرى قبل بدء الموسم الرياضي ليس فقط لكونها الصفقة الأغلى في تاريخ كرة القدم حول العالم، ولكن لطريقة الانتقال الغريبة التي لم تعتدها اللعبة الشعبية الأولى حول العالم.

حيث أغلب الصفقات تتم بالتراضي والاتفاق بين الأطراف الثلاثة، البائع والمشتري واللاعب، ولكن باريس سان جيرمان الفرنسي اتخذ طريقاً مختلفاً، بإتمامه صفقة الانتقال من طرف واحد بكسر عقد اللاعب البرازيلي الشاب مع ناديه الإسباني برشلونة.

وقد غطت المصلحة الرياضية في هذا الخبر على الأخبار الرياضية الأخرى لأيام عدة، ولكن نطاق هذه العملية تجاوز حدود مجال الألعاب الرياضية، حيث حاز هذا التركيز على اهتمام الصحافة الإسبانية خاصة الدوافع السياسية الكامنة وراءه والتي دفعت قطر لمهر هذا التوقيع باسمها.

وفي مقالة نشرت في صحيفة «الكونفيدنسيال» الإسبانية، أشار الكاتب الصحفي ألفونسو كاستيا بصورة حاسمة إلى «أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني هو الرجل الكامن وراء هذا السيناريو الغريب المتمثل بنقل نيمار من ناديه الأصلي برشلونة إلى نادي باريس سان جرمان، دون احترام المواثيق والطرق الشرعية للتعاقدات، وأيضاً هو وراء التكلفة الهائلة التي رافقت فسخ عقد اللاعب البرازيلي مع ناديه برشلونة».

وقال كاستيا إن تميم هو الرجل الكامن وراء الصفقة القياسية لنجم منتخب البرازيل وعضو ثلاثي برشلونة الناري «إم إس إن» السابق، موضحاً أن أمير قطر الحالي دفع ملايين الدولارات اللازمة لإتمام هذه العملية»، وعلق كاستيا على ذلك قائلاً: «في خضم الأزمة الدبلوماسية المفتوحة والمثيرة للقلق مع دول الخليج بسبب اتهام قطر بتمويل الإرهاب الدولي، استعرض الأمير القطري «عضلاته المالية».

مضيفاً أن «نيمار هو مجرد عملية من عملياته في مجال كرة قدم، ضمن السلطة العالمية التي يحاول الأمير إظهارها، وفي هذه العملية، وفقاً للصحيفة الإسبانية.

فإن أكثر ما أراده تميم بن حمد آل ثاني هو أن يثبت للعالم أجمع أن سلطته من الإغواء المالي ليست لها حدود، فهو قادر على تحقيق أي شيء يفكر به، وكرة القدم، بطبيعة الحال، لها تداعيات عالمية على القوى العظمى، وتحدث هذه التداعيات في أي ركن من أركان العالم، ولكن بشكل خاص من قطر».

وقد أبدت وسائل الإعلام الإسبانية اهتماماً أكبر من غيرها في إبراز نوايا الدوحة، في عالم الرياضة بصورة حصرية، حيث نشر خوسيه ريكاردو ميركادو برافو مقالا ينتقد المنحى السياسي الذي اتخذه عالم كرة القدم اليوم. وقال «إن توغل لاعبين جدد، في دول جديدة على رياضة كرة القدم، عطل كل ما له علاقة بهذه الرياضة».

ومن بين هذه الأسماء الجديدة المسؤولة عن هذه «الفوضى» في كرة القدم، تبرز قطر كالدولة «الأكثر إثارة للجدل لدى الجميع». وترى الصحيفة أن قطر هي «دولة ليس لها تقليد ولا خلفية في مجال كرة القدم»، وهي «تمتلك أموالاً استغلتها للتأثير على الغرب».

ونظراً لأن الدوحة تمتلك نادي باريس سان جرمان والمستضيف المستقبلي لكأس العالم في عام 2022، «فقد أنفقت في مشروعها مليار يورو في السنوات الست التي قادت فيها فريق باريس سان جيرمان، مما شوه المسار الطبيعي لرياضة كرة القدم بعيون الغرب.

وأضاف الكاتب الإسباني المخضرم: «استغلت قطر المال، حتى في بطولة العالم للدراجات العام الماضي». واستطرد: «بالرغم من كل ذلك فهذه الدولة المتهمة بتمويل الإرهاب والتي اشتهرت بشراء الأصوات لاستضافة كأس العالم، لا ينبغي أن تمثل الرياضة ككل»، وانتقد الصحفي الإسباني الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، الكيان المنظم للعبة الشعبية الأولى حول العالم لـ «صمته» المطبق على هذا الوضع.

 

Email