محاولات مكشوفة لـ «الهروب إلى الأمــــــــــــام»

صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

ما فتئ الإعلام القطري يواصل بث سمومه ونشر «فبركاته» ضد دول المقاطعة، ولاسيما ضد دولة الإمارات العربية المتحدة، متبعًا سياسة «الهروب للأمام» عبر حيلة الهجوم خير وسيلة للدفاع، ضمن محاولات جر الرأي العام لقضايا مختلقة هربًا من القضية الرئيسية المرتبطة بالسياسات العدوانية القطرية ضد دول المنطقة، من أجل لفت الأنظار عن تلك السياسات ومحاولة وضع دول المقاطعة في موقف المدافع عن نفسه المُحاول لإسقاط تلك الاتهامات التي تتناولها «الفبركات» الإعلامية القطرية، ومن ثمّ تتحول الدوحة من موقف الدفاع للهجوم.

استراتيجية الدوحة في محاولة عكس الصورة وسياسة الهروب إلى الأمام هي استراتيجية مكشوفة لدول المقاطعة التي تبدي إصرارًا قويًا على موقفها ضد قطر وعلى قائمة المطالب، بما يفوت الفرصة على الجانب القطري وإعلامه الذي بدا وكأنه يخاطب ذاته وأولئك المنتفعين من العناصر والكيانات المتطرفة والمناهضة لاستقرار المنطقة، الذين تدعمهم الدوحة. وغير ذلك لا تجد «فبركات» إعلام دوحة الإرهاب أي صدى في المجتمعات العربية التي هي أكثر وعيًا بتلك الممارسات الإعلامية المفضوحة التي تستخدمها قطر منذ إنشاء قناة الجزيرة في العام 1996 وحتى الآن.

ولصلابة موقفها وقوة خطابها الإعلامي الذي يكشف يوميًا فضائح النظام القطري ويرصد كواليس دعم الدوحة للإرهاب، حظيت دولة الإمارات بقدر كبير من تلك «الفبركات» المكشوفة، في وقائع إن دلت فإنما تعكس مدى الذعر القطري من السياسات الإماراتية الواضحة والمستقرة في المنطقة، ومدى قوة وصلابة تلك السياسات الداعمة لأمن واستقرار المنطقة، بما يرعب الجانب القطري ويفشل مخططاته.

كما تعكس كذلك ذلك الحقد الدفين والغيرة القاتلة التي تنتاب الدوحة من النموذج الإماراتي الذي حقق ما حققه دونما أن يضطر لاتباع سياسات عدوانية ضد أحد. وبدوره، قال الكاتب والمحامي المصري ثروت الخرباوي لـ «البيان»:

نظام الحمدين كله قائم على الحرب المعنوية، وهو يمتلك أدوات نشر الشائعات، ويستند إلى دعم من أجهزة استخباراتية عالمية تعطيه إمكانيات وتصورات لكيفية بث الشائعات وشن الحروب المعنوية ضد الشعوب التي تستهدفها قطر، وفي القلب منها دولة الإمارات، لأن قطر ترى في نفسها أنه يجب أن تكون لها السيادة في المنطقة ورأت أن الإمارات تعيق ذلك، في ظل التقدم السياسي والاجتماعي والتكنولوجي فيها، وهو ما جعل الإمارات تتفوق بكثير عن قطر.

وشدد على أن قطر لا تعمل لمصلحة العالم العربي، بينما توجهات الإمارات هي توجهات عربية، وتعرف الدولة وضعها وقيمتها في العالم العربي وتدعم المشروعات الوطنية خاصة في مصر، وهذا كله ضد رغبات قطر، الأمر الذي كان دافعًا لقطر لنشر تلك الفبركات الإعلامية.

بث شائعات

وكل ما تملكه الدوحة في هذا الإطار هي قناة فضائية «الجزيرة» ولجان إلكترونية عبر شبكات التواصل الاجتماعي تمولها قطر وتقوم من خلال تلك الوسائل بشن حروبها المعنوية والنفسية وتبث الشائعات ضد دول المقاطعة وخاصة الإمارات.

غير أن ذلك كله -وفق الخرباوي- قد أصبح مكشوفًا بصورة واضحة، حتى إن نهاية نظام الحمدين في ضوء العديد من المؤشرات الراهنة صارت قريبة وحتمية، من بين تلك المؤشرات والكروت المهمة ظهور الشيخ عبدالله بن علي آل ثاني.

وأوضح الكاتب الكويتي فؤاد الهاشم لـ «البيان»- أن اعتماد قطر على تلك «الفبركات» الإعلامية هو نهج قديم وليس وليد المرحلة الراهنة عقب عملية المقاطعة الراهنة. وأشار إلى أنه «من الطبيعي أن تستمر الأكاذيب الإعلامية التي استمرأتها قطر ليست هذه المرة فقط ضد دول المقاطعة الأربع بل هو أمر مارسته طيلة الأعوام العشرين الماضية، ومنذ وصول الحمدين إلى السلطة في انقلاب العام 1995».

١ومنذ إطلاق قناة الجزيرة القطرية في العام 1996 وهي تلعب دورًا مشبوهًا عبر نشر الشائعات و«الفبركات الإعلامية» وكانت مثار جدل دائم في الأوساط العربية المختلفة، وقد وضعها النظام القطري كـ «رأس حربة» لمخططاته العدائية في المنطقة، وظهرت أدوار القناة التحريضية بصورة مباشرة في أعقاب ثورات ما سمي بالربيع العربي.

وأفاد الخبير الإعلامي ياسر عبد العزيز -في تصريحات لـ «البيان»- بأن قطر لديها مشروع سياسي واضح يقوم على التدليس والاختلاق وإثارة الكراهية والتحريض على العنف وتشويه الحقائق.

Email