استهداف الإمارات ليس وليد الأزمة الأخيرة

فبركات «الحمدين».. سياسة قـــــديمة جديدة

Ⅶ أفخاي أدرعي الضيف الدائم لدى «الجزيرة» | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

لو لم تلجأ قطر وإعلامها للفبركة والأكاذيب تجاه دولة الإمارات العربية المتحدة، لكان في الأمر شيء غير طبيعي، إذ إن دولة مثل قطر تحتضن الإرهاب وتنشر الدمار والخراب وسفك الدماء في غير مكان، من الطبيعي بل والمنطقي أن لا يروق لها رؤية الأيادي الإماراتية البيضاء تمتد حيث يجب أن تمتد لعمل الخير ومساعدة المحتاجين. ثمة سياستان متناقضتان تعبّران عن تضاد الخير والشر، للأولى يد ولسان وللثانية يد ولسان كذلك..

وشتان بين الخير والشر، الحقيقة والزيف. سياسة الفبركة ونسج الأكاذيب، منهج قطري قديم ــ جديد، وفي الأزمة الأخيرة، إذ شعرت قطر أن حبل العزلة يشتد أكثر حول عنقها، باتت الفبركات أكثر كثافة والأكاذيب أكثر سفوراً.

في العام 2014 لم تكن هناك مقاطعة خليجية على قطر، ولم يكن هناك حصار كما تسمي الدوحة قرارات سيادية حالياً. كانت هناك خلافات، في الغالب، سببها سياسة الإعلام القطري أو إساءات أبواق مأجورة تستظل بظل قطر وامتيازاتها. كلنا نتذكر في ذلك العام، حين استغلت قناة الجزيرة القطرية العدوان الإسرائيلي على غزة، وتبنّت سموماً مشبوهة في الإعلام الإسرائيلي هدفت للإساءة للإمارات ودورها الإغاثي في غزة.

حرب غزة

ولغاية في نفس الحمدين، تحوّل الدعم الإغاثي الإماراتي ـ على لسان أبواق الدوحة المأجورة ـ إلى دعم للعدوان. حينها تصدى معالي د. أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية - وزير الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي لأكاذيب قناة الجزيرة واتهاماتها الباطلة. قرقاش قال في حسابه الرسمي على «تويتر» في يوليو 2014:

«ان تكرر الجزيرة أكاذيب «شبيحة تويتر» حول اجتماعات مزعومة مع ليبرمان ومؤامرات خيالية ضد غزة انحطاط للمصداقية والخطاب الإعلامي لمن يقف وراءها». حينها ردد عناصر الإخوان والمؤيدون لهم ومرتزقة الإعلام القطري أخباراً تزعم أن وفد الهلال الأحمر الإماراتي الذي توجه إلى قطاع غزة، لإنشاء مستشفى ميداني ينفذ «مهمة استخباراتية تجسّسية».

وذلك ضمن حملة منظمة شنّتها آنذاك مواقع قطرية إخوانية ضدّ الإمارات، تكلّلت بنشر صورة لأحد أعضاء وفد الهلال الإماراتي في القطاع، والادعاء بأنها لـ «ضابط مرموق» كان ينفذ «مهمة سرية»، وتأكيداً على ذلك نشرت صورة له بالزي العسكري.

جاسوس مزعوم

لكن بعد بحث لم يستغرق أكثر من بضع دقائق، تم العثور على «الجاسوس» المزعوم، وتبين أنه مواطن إماراتي يعمل بالهلال الأحمر الإماراتي ويشارك في عمليات الإغاثة الخارجية، أما الضابط المذكور، فهو وكيل سابق في وزارة الدفاع الإماراتية، وهو متقاعد لكن الإعلام القطري ركّب الزي العسكري على الموظّف المدني.

لم يقل الإعلام القطري حينها إن كان أعضاء البعثة الإغاثية الإماراتية دخلوا غزة بتنسيق كامل مع السلطات الحاكمة هناك (حركة حماس)، واستقبلهم أهل غزة بحفاوة لافتة، أم دخلوا متسلّلين. ولم تقل قناة الجزيرة كلمة واحدة عن الرسائل التي بعثتها قيادة حماس إلى الإمارات ويشيدون فيها بدورها في دعم الشعب الفلسطيني.

وبخاصة في غزة، وكانت بمثابة نفي رسمي لكل الفبركات والأكاذيب القطرية والإخوانية. ما شهدناه في الإعلام القطري هو انحطاط أخلاقي لا يسمح لأصحابه أن يتراجعوا عن غيّهم أو ينشروا ما يفضح فبركاتهم، إذ إن أفراداً يدخلون في إطار مهمة إغاثية، ليس بوسعهم دخول أية أماكن خارجة عن نطاق المستشفيات والمراكز الطبية، ولا يمكن لها أن تصل إلى موقع عسكري أو حتى خندق قتالي.

غرف سوداء

الغرف السوداء للنظام القطري لا تكف عن أداء دورها التخريبي الذي بات مفضوحاً، من دون أن تفهم أن زمن الاختباء وراء الألاعيب البائسة انتهى وأن الخداع مثل الكذب حبله أقصر من المسافة بين أي مسؤول قطري ووريده. في كل مكان ملتهب تجد غازاً قطرياً وإعلاماً ينفخ النار بالأكاذيب والفبركات.

في 29 مايو، أي قبل الأزمة الأخيرة ببضعة أيام، رد الكاتب الصحافي خالد صلاح رئيس مجلس إدارة وتحرير «اليوم السابع» المصرية، على فبركات قطر بتغريدات على تويتر، حيث كتب: «فاشلون حتى في فبركة إيميل ضد اليوم السابع.. حقدكم على الإمارات لا يمكن إخفاؤه».

ويؤكد: «خوفكم من قوة معلوماتنا يكشف فشل ملياراتكم أمام صحف مصر»، وذلك بعد فبركة المخابرات القطرية صورة إيميل من بريد منسوب لليوم السابع. وتابع في تغريدة أخرى: «عارف إن اليوم السابع واجع المخابرات القطرية بس بجد ما تصورتش إنهم ضعاف كده في الفبركة وما تصورتش حجم الكره للإمارات».

تحريف

حتى الأمم المتحدة لم تسلم من فبركات قطر، حيث قالت إن الإعلام القطري نسب تصريحات مفبركة إلى المفوض السامي لحقوق الإنسان بشأن الأزمة الحالية. وأوضح مكتب المفوضية على موقعه الإلكتروني أن لقاء عقد مع ممثل دولة قطر لدى الأمم المتحدة في جنيف، لكن «التصريحات التي أوردها الإعلام القطري على لسان المفوض السامي كانت محرّفة إلى حد كبير».

 

Email