بغداد تحذّر من تداعيات استفتاء كردستان على الإقليم وانعكاساته على المنطقة

تعزيزات عسكرية إلى تلعفر عبر كركوك

ت + ت - الحجم الطبيعي

بعد سلسلة من الغارات على تنظيم داعش في تلعفر، بدأ الحشد البرّي للمعركة بوصول تعزيزات عسكرية إلى كركوك في طريقها على القضاء، وفيما حذّرت بغداد من تداعيات استفتاء كردستان على الإقليم وانعكاساته على المنطقة، كشفت واشنطن عن تسليمها قوات البيشمركة مئات ملايين الدولارات على مدار ثلاث سنوات بموافقة الحكومة المركزية.

وأفاد مصدر أمني في كركوك أنّ تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى المحافظة مروراً بها لغرض المشاركة في عمليات استعادة قضاء تلعفر غرب الموصل. وذكرت المعلومات أن التعزيزات العسكرية، المكونة من قوات الجيش العراقي والحشد الشعبي معززة بأسلحة متوسطة وثقيلة، مرت بكركوك تمهيداً لوصولها إلى قضاء تلعفر للمشاركة في العمليات المزمع انطلاقها لطرد تنظيم داعش.

وقال قائد الشرطة الاتحادية رائد جودت في بيان، إن طلائع قوات الشرطة الاتحادية من الفرقة الخامسة والثالثة وأفواج القناصين والطائرات المسيرة وعشرات الآليات المدرعة وصلت إلى مشارف تلعفر. وأكّد جودت استكمال التحضيرات اللوجستية كافة لبدء معركة استعادة تلعفر من قبضة التنظيم.

تداعيات استفتاء

على صعيد آخر، حذّر وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري، من أن استفتاء استقلال كردستان، قد تكون له تداعيات تضر بمصلحة كردستان، وانعكاسات على دول المنطقة والوضع الإقليمي.

وقال مكتب الجعفري في بيان، إن الأخير استقبل وفد إقليم كردستان العراق برئاسة روز نوري شاويس، وجرى بحث الأوضاع الأمنية، والسياسية في العراق، كما ناقش الجانبان مسألة الاستفتاء الذي يزمع إقليم كردستان إجراءه منتصف سبتمبر المقبل.

وأشار الجعفري في تصريحات أدلى بها الجانبان لوسائل الإعلام، إلى أنّ الاستفتاء قد تكون له تداعيات تضر بمصلحة الإقليم، الاستفتاء ليس عراقي الانعكاس فقط، فله انعكاسات على دول المنطقة، وانعكاسات على الوضع الإقليمي، والدولي.

مضيفاً: «يجب أن نطمئن دول العالم بألا نثير مشكلات في داخلها، وواحدة من هذه المشكلات هو تحريك مكونات شعبهم ضدهم»، مبيناً أن المجتمعية الكردية أوسع من الدائرة العراقية، فهم متواجدون في تركيا، وسوريا، وإيران، وروسيا، إضافة إلى العراق.

من جهته، أكد رئيس الوفد الكردي أن حق تقرير المصير بالنسبة لشعب كردستان حق شرعي، ومضمون دولياً لشعوب العالم كافة، وله الشرعية في الاتجاه إلى الأساليب الديمقراطية كافة ضمن القوانين الدولية، وضمن الظروف الموضوعية، والمصالح العامة.

تمويل أميركي

على صعيد متصل، كشف الناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إيريك باهون أمس، عن تسليم بلاده قوات البيشمركة في كردستان العراق مئات ملايين الدولارات منذ العام 2014 بموافقة الحكومة العراقية، مشيراً إلى توفير الدعم العسكري والذخائر والمعدات لها.

وقال باهون إن واشنطن سلمت قوات البيشمركة الكردية منذ بدء العمليات ضد تنظيم داعش مئات ملايين الدولارات، فضلاً عن توفيرها الدعم العسكري والذخائر والمعدات لها، وذلك بموافقة الحكومة العراقية، مشيراً إلى أنّ البنتاغون وقع في يوليو 2016 مذكرة تفاهم مع البيشمركة، من أجل تسهيل الدفعات المالية للقوات المنخرطة في معركة تحرير الموصل، وأنّ تلك الدفعات انتهت حالياً.

وأضاف الجنرال الأميركي إن البنتاغون يرى أنّ التعاون بين بغداد وحكومة كردستان حيوي من أجل إلحاق الهزيمة بداعش، لافتاً إلى أنّ وزارة الدفاع الأميركية ستواصل عملها مع الشركاء العراقيين لتسهيل التعاون بينهما ولهزيمة التنظيم.

خسائر جهاز

في الأثناء، يبحث المسؤولون الأميركيون عن مخرج سريع لسد خسائر جهاز مكافحة الإرهاب الأقوى عراقياً، استعداداً لمعارك جديدة يخوضها لتحرير ما تبقى من الأراضي. وقال الجنرال جيمس غلين نائب القائد العام لوحدة العمليات المشتركة الخاصة في التحالف الدولي، إن جهاز مكافحة الإرهاب العراقي كان بمثابة عصب المعركة ضد داعش في العراق ونال نصيبه من الخسائر جراء ذلك.

وشكّك الجنرال غلين في أرقام وثيقة صادرة عن برنامج صندوق وزارة الدفاع الأميركية ذكرت أنّ جهاز مكافحة الإرهاب خسر ما يقارب 40 من قوته في معارك الموصل والرمادي وصلاح الدين، قائلاً: «لا أفهم كيف جاؤوا بهذا الرقم». وأشار غلين إلى أنّ الطريق أمام الجهاز لاستعادة أنفاسه وسيواجه تحديات إلى أن يكتمل تسليحه ويكون جاهزاً لتولي المهام.

ولفت غلين إلى أنّ هناك الكثير من التحديات الأخرى ستواجه قوات جهاز مكافحة الإرهاب وهم يزحفون نحو طرد بقايا مسلحي داعش من مناطق مأهولة بالسكان مثل تلعفر والقائم والحويجة.

Email