سعود القحطاني: «تنظيم الحمدين» اعترف بصحتها واعتذر أمام قادة دول مجلس التعاون

تسريبات التآمر مع القذافي أجبرت حمد على التنحّي لتميم

ت + ت - الحجم الطبيعي

تحاصر الحقائق الموثقة «تنظيم الحمدين» يوماً بعد الآخر، فيما تكشف كذلك مدى الصبر الذي بذلته دول الخليج العربي على التنظيم ومؤامراته الهادفة لزعزعة استقرارها والنيل من نهضتها، إضافة إلى عملها الدؤوب لإعادة قطر إلى جادة الطريق وإثناء حكامها عن طريق الخطيئة الذي يسيرون فيه.

وأكد المستشار بالديوان الملكي سعود القحطاني، صحة التسريبات التي راجت لأمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، ورئيس وزرائه حمد بن جبر بن جاسم آل ثاني، مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، والتي يتآمرون فيها على المملكة وقادتها وراجت على وسائل التواصل الاجتماعي منذ العام 2014، موضحاً أنها كانت السبب الرئيسي لتنحي الأمير السابق عن الحكم لصالح ابنه تميم.

وأوضح سعود القحطاني أن الأمير الأب ورئيس وزرائه حاولا تسويق الحجج المرتبكة والمشوشة حول التسريبات، غير أن مواجهتهما بالحقائق أجبرتهما على الاعتراف بتآمرهما أمام زعماء دول الخليج، مطالبين بفتح صفحة جديدة ونسيان الماضي باعتباره غلطة، حيث انتهى الأمر بتنحي الأمير السابق عن الحكم وتسليم مقاليد البلاد إلى ابنه الأمير الحالي تميم.

وأشار القحطاني، إلى أن تسريبات التآمر كانت السبب الرئيس في تنحي الأمير الأب عن الحكم، مضيفاً أن المسؤولين السابقين ضخوا المليارات للتخلص من القذافي وأرسلوا فرقة خاصة لتنفيذ هذا الأمر. وأضاف المستشار بالديوان الملكي: «ما لم ينشر حول تنظيم الحمدين يفوق الخيال».

تسجيلات جديدة

وعضدت مصادر ليبية تحدثت لـ «البيان» ما ذهب إليه القحطاني، وأكدت المصادر أن قطر سطت على أرشيف مخابرات النظام السابق لضمان عدم الكشف عن تسجيلات أو وثائق أخرى تفضح مؤامرات تنظيم الحمدين ضد دول الخليج العربي وبالأخص المملكة العربية السعودية.

وأضافت المصادر أن قوات خاصة قطرية دخلت العاصمة الليبية طرابلس يوم 20 أغسطس 2011 مرفوقة بميليشيات إخوانية وأخرى تابعة للجماعة الإسلامية المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة والتي يتزعمها الإرهابي عبد الحكيم بالحاج إلى جانب مئات المرتزقة من جنسيات مختلفة.

واتجهت مباشرة إلى باب العزيزية، حيث المقر السابق لإقامة العقيد الراحل معمر القذافي للاستحواذ على الوثائق السرية التي يمكن أن تكون موجودة داخلها، بينما تركت لعبد الحكيم بالحاج حرية التصرف في الأموال والمجوهرات والمقتنيات الثمينة، ثم اتجهت إلى مقر الأمن الخارجي والمخابرات لوضع اليد على الملفات المهمة.

تحريز وثائق

وأشارت المصادر إلى أن العميد في الجيش القطري حمد فطيس المري أمر بحمل كل الوثائق والملفات والتسجيلات المرئية والمسموعة التي تم العثور عليها إلى المطار العسكري بقاعدة معيتيقة الجوية لنقلها جواً إلى الدوحة.

وأضافت أن «تنظيم الحمدين» كان يخشى من حصول أطراف مناوئه له، على تسجيلات أو وثائق، تدعم التسجيلين السابقين اللذين سربتهما المخابرات الليبية ويتضمنان مواقف معادية للمملكة العربية السعودية أثناء لقاءين جمعا بين القذافي وكل من حمد بن خليفة أمير قطر السابق ووزير خارجيته حمد بن جاسم.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن سلطات الدوحة كانت مصرة على جمع كل الوثائق المرتبطة بعلاقاتها بالنظام الليبي السابق، وخاصة المتعلقة منها بالعلاقات مع دول الخليج العربي ومصر، حتى لا يتم تسريبها كما حدث مع تسجيلي الحمدين.

ورجح مسؤول ليبي سابق لـ «البيان» أن يتم في مراحل لاحقة الكشف عن تلك تسجيلات جديدة تدين تنظيم الحمدين بتهمة التآمر على الدول الخليجية والعربية ودعم الجماعات الإرهابية، مشيراً إلى قادة في النظام الليبي السابق لا يزالون يمتلكون أوراقاً مهمة ضد قطر.

مقايضة

وأردف المسؤول أن قطر تركت للميليشيات المسلحة وأمراء الحرب لدى دخولها طرابلس في 20 أغسطس 2011 حرية نهب المصارف والمؤسسات الحكومية والأملاك العامة والخاصة وغيرها، مقابل أن يتم تسليمها أية وثائق يعثر عليها المسلحون.

وتابع قائلاً أن العميد القطري حمد بن فطيس المري اتفق على ذلك مع عبد الحكيم بالحاج الإرهابي المعروف والذي يعتبر رجل الدوحة الأول في ليبيا، ورجح المسؤول أن يكون تنظيم الحمدين اختار استضافة رئيس المخابرات الليبية الأسبق موسى الكوسا في الدوحة ومنحه امتيازات مالية مهمة، لضمان صمته وعدم التصريح بأية معلومات عن مؤامرات تنظيم الحمدين التي كان نظام القذافي على علم بها أو شريكاً فيها.

ملاحقة واغتيال

لافتاً إلى أن هناك شخصاً آخر يمتلك الكثير من الحقائق وهو سيف الإسلام القذافي الذي حاولت قطر تصفيته عن طريق عملائها في مناسبات عدة، ولا تزال تسعى إلى القبض عليه أو قتله ويرى مراقبون محليون أن النظام الليبي السابق كان يمتلك الكثير من الأسرار حول تنظيم الحمدين وهو ما جعل القذافي يخاطب حكام الدوحة بالقول «من بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجارة، ستندمون يوم لا ينفع الندم»، لافتين إلى أن النظام القطري كان وراء اغتيال القذافي بعد توقيفه حياً من قبل مسلحين مدعومين من الدوحة، وأن التخلص من القذافي كان بهدف ضمان صمته إلى الأبد.

وقال مصدر ليبي، رفض الإفصاح عن هويته، أن قطر استطاعت التخلص من أغلب رموز النظام السابق إما عبر الرمي بهم في السجون، أو باستضافتهم لديها، أو بملاحقتهم في عدد من العواصم والتحريض عليهم، وهي في كل الحالات تعتمد على سياسة الترهيب والترغيب.

 

Email