اجتماع رباعي في المنامة اليوم لتقييم التطورات

العتيبة: قطر تسير عكس المستقبل

ت + ت - الحجم الطبيعي

يعقد وزراء خارجية الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب (المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والبحرين ومصر) اجتماعاً اليوم في المنامة لتقييم مستجدات الوضع الخاص بالدعم القطري المستمر للإرهاب، في وقت أكد سفير الدولة في واشنطن، يوسف العتيبة، أن قطر أخلت بالتزاماتها وطفح الكيل من انتهاكها للاتفاقات بشكل متكرر.

وقالت وزارة الخارجية المصرية، أمس، إن وزير الخارجية سامح شكري سيجتمع مع نظرائه من الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب في المنامة اليوم لبحث التطورات الأخيرة في مقاطعة قطر.

وأكّد بيان الخارجية المصرية، أنّ الاجتماع الذي يستمر يومين يعكس اهتمام الدول الداعية لمكافحة الإرهاب بتنسيق مواقفها، والتأكيد على مطالبها من قطر، وتقييم مستجدات الوضع ومدى التزام قطر بالتوقف عن دعم الإرهاب والتدخل السلبي في الشؤون الداخلية للدول الداعية لمكافحة الإرهاب.

في الأثناء، شدّد سفير الدولة في واشنطن، يوسف العتيبة، على أن قطر تدعم الإرهاب منذ سنوات وتتدخّل في الشؤون الداخلية لجيرانها، فضلاً عن التحريض والاستفزاز على مدى السنوات الماضية، الأمر الذي تكشف في الأزمة الراهنة، فيما طفح الكيل من انتهاكاتها للاتفاقات بشكل متكرّر.

وأكّد يوسف العتيبة في برنامج حواري على قناة «بي بي إس» الأميركية، أنّ الخلاف بين الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب من جهة، وقطر من جهة أخرى يتمحور حول مستقبل الشرق الأوسط، مضيفاً: «إذا سألت دول مثل الإمارات والسعودية والأردن ومصر والبحرين كيف تريدون أن يكون الشرق الأوسط خلال 10 سنوات، أعتقد أن الجواب سيكون مختلفاً تماماً عما تريده قطر».

الاتجاه المعاكس

وأوضح العتيبة في حديثه إلى الصحافي الإذاعي الأميركي تشارلي روز، أنّ قطر دعمت وخلال السنوات 15 الماضية الجماعات الإرهابية مثل الميليشيات في سوريا والميليشيات في ليبيا والإخوان وطالبان وحركة حماس، لافتاً إلى وجود مكتب لحركة حماس وآخر لجماعة الإخوان وسفارة لحركة طالبان في قطر.

واستطرد: «ما رأيناه في قطر خلال السنوات العشر إلى الخمس عشرة الماضية أن قطر تسير في الاتجاه المعاكس تماماً للذي نعتقد أن المنطقة بحاجة إلى الاتجاه نحوه. خلافنا هو حول ما ينبغي أن يكون عليه الشرق الأوسط. وهذا أمر لم نتمكن من الاتفاق مع القطريين عليه لفترة طويلة».

وأوضح أنّ «حماس» و«طالبان»، وغيرهما من الجماعات تحاول استغلال وجودها رسمياً في قطر لاستهداف الإمارات والسعودية ومصر، مضيفاً: «لا أعتقد أنه من قبيل المصادفة أن داخل الدوحة لديك قيادة حماس، لديك سفارة طالبان، لديك قيادة الإخوان، لديك مجموعات على قناة الجزيرة كل يوم تروج وتشجع وتبرر التفجيرات الانتحارية، لقد وصلنا إلى النقطة التي قلنا فيها إننا لا نستطيع أن نعيش هكذا بعد الآن، لا يمكنك الجلوس حول الطاولة معنا ودعم المجموعات التي تهدد بقتلنا وقتل أطفالنا، لا يمكنك أن تكون داخل الخيمة، وتدعم المجموعات التي تقوّض أمننا».

انتهاك اتفاقات

وقال العتيبة إنّ قطر أخلت بالتزاماتها وطفح الكيل من انتهاكها للاتفاقات بشكل متكرر، مردفاً: «بعد اتفاق الرياض الذي وعدت فيه قطر بوقف دعمها للجماعات المتطرفة، فشلت في الوفاء بتعهدها ما أدى إلى مستوى جديد من الإحباط الجماعي شعرت بها الدول الأربع المقاطعة لقطر والداعمة لمكافحة الإرهاب، قبل 3 سنوات تم حل الخلاف، لكن قطر أخلت بهذه الالتزامات مرة أخرى، واليوم أصبحت الأمور أسوأ وأكثر تعقيداً».

وأكد سفير الدولة في واشنطن أنّ قطر وحال تخليها عن سياستها الحالية من دعم وتمويل الجماعات الإرهابية فيمكن عندها الجلوس والتفاوض معها على قائمة المطالب، مضيفاً «نريد حلاً، ويجب أن يكون الحل حلاً دبلوماسياً».

كما تطرق العتيبة إلى قائمة المطالب الـ13 التي قدمتها السعودية والإمارات والبحرين ومصر إلى قطر لاستعادة العلاقات، مشيراً إلى أنها في جوهرها لا تختلف عما وقعت عليه الدوحة في اتفاق الرياض واتفاق الرياض التكميلي في 2014، مؤكداً أن قطر وحال تخليها عن سياستها الحالية من دعم وتمويل الجماعات الإرهابية فيمكن عندها الجلوس والتفاوض معها على قائمة المطالب، مضيفاً «نريد حلاً، ويجب أن يكون الحل حلاً دبلوماسياً».

وبشأن التدخّلات الإيرانية في المنطقة، أوضح العتيبة أنّ إيران هي الدولة الوحيدة التي لديها نهج بث الفوضى والاضطرابات والقلاقل، وهو الأمر الذي بدا جلياً في العراق وسوريا ولبنان واليمن وصولاً إلى أفغانستان.

من جهة أخرى، كشف تقرير وثائقي جديد بثته القنوات التلفزيونية في الدولة، أمس، حول ما عرف بـ «التنظيم السري الإرهابي في الإمارات» عن تفاصيل جديدة في «ملفات قطر السرية لإسقاط الدول الخليجية».

وأورد التقرير اعترافات «بالصوت والصورة» للقطري محمود الجيدة - الذي كان قد أدين في قضية التنظيم السري وحكم عليه بالسجن 7 سنوات والإبعاد عن الدولة بعد قضاء فترة العقوبة - أظهرت استغلال الدوحة عملية حل «التنظيم السري الإرهابي في الإمارات» ومن ثم اتصلت بأعضائه وفتحت أمامهم أبوابها وأراضيها ودعمتهم بالمال، بينما مثلت فنادقها نقطة التقاء لهم في مساع لتجنيدهم وتدريبهم لغاية واحدة، هي النيل من الإمارات وهدم منظومة مجلس التعاون الخليجي.

وألقى الوثائقي الضوء على تحول قطر خلال العقدين الماضيين إلى «الوسيط المفضل» بل و«الأوحد» للتنظيمات الإرهابية، مستعرضاً بعض هذه الوساطات التي تخفي خلفها «عمليات تمويل صارخة» لتنظيمات إرهابية.

Email