جهود الملك سلمان تكلّل بالنجاح وتثمر إلغاء قيود إسرائيل على المصلين

إرادة الفلسطينيين تهزم إجراءات الاحتلال في «الأقصى»

■ المصلون الفلسطينيون يؤدّون صلاة العصر في المسجد الأقصى بعد رضوخ الاحتلال وإنهاء إجراءاته التعسّفية | أ.ف.ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجبرت إرادة الفلسطينيين وصمودهم في الاعتصامات السلمية، الاحتلال على التراجع عن إجراءاته التعسفية في المسجد الأقصى، وفيما صلّى الفلسطينيون لأول مرّة منذ نحو أسبوعين بعد فتح بواباته، إذ تكلّلت جهود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز واتصالاته مع زعماء العالم والقيادة الأميركية في إلغاء القيود الإسرائيلية على المصلين، وفيما رحّبت الأردن بتراجع الاحتلال عن إجراءاته في الحرم القدسي باعتباره خطوة نحو التهدئة، أصرّت إسرائيل على التصعيد مجدّداً باعتدائها على المصلين، ما أسفر عن سقوط نحو 100 جريح في باب حطة وباب الأسباط.

ودخل الفلسطينيون المسجد الأقصى أمس لأول مرة منذ أسبوعين لأداء صلاة العصر، بعدما فتحت قوات الأمن الإسرائيلية باب حطة. وفيما كان مقرراً عودة الفلسطينيين للصلاة في المسجد الأقصى عصر الخميس، إلّا أنّ مدير المسجد الأقصى عمر الكسواني، أعلن عدم الصلاة بالمسجد قبل فتح باب حطة الذي يحمل رمزية لدى الفلسطينيين، فهو أحد المداخل بين البلدة القديمة والمسجد الأقصى.

وفكّك الاحتلال الجسر الحديدي والمعابر التي كان ثبتها عند باب الأسباط في القدس ضمن إجراءاته الأمنية، كما أزال المزيد من التجهيزات الأمنية التي كانت استحدثها في محيط الحرم القدسي.

ولم يكد الفلسطينيون ينتهون من أداء صلاة العصر، حتى هاجم جنود الاحتلال المصلين بالرصاص المطاطي وغاز الفلفل وأطلقت قنابل الصوت، ما أدّى إلى إصابة نحو 100 فلسطيني على الأقل تنوّعت بين الكسور والكدمات. وأغلقت القوات الإسرائيلية أبواب المسجد الأقصى وسمحت بالخروج منه فقط.

وأعلن الهلال الأحمر الفلسطيني عن إصابة 100 على الأقل في صفوف المصلين الفلسطينيين، تنوعت بين كسور وكدمات نتيجة استخدام القوات الإسرائيلية للرصاص المطاطي، وإصابات أخرى جراء غاز الفلفل وقنابل الصوت.

ووقعت المواجهات بالتزامن مع دخول المصلين لأداء صلاة العصر بالمسجد، إذ اقتحمت القوات الإسرائيلية ساحات المسجد الأقصى ومسجد قبة الصخرة، وأطلقت قنابل الغاز والصوت، واستخدمت الرصاص المطاطي لمواجهة الفلسطينيين.

وأنزلت قوات إسرائيلية علم فلسطين من فوق المسجد الأقصى.

وأكّد مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني، أنّ الشعب الفلسطيني أجبر الاحتلال على التراجع عن إجراءاته التعسفية، مشيراً إلى أنّ الاعتصامات السلمية نجحت بإيصال رسالتنا إلى العالم.

نجاح جهود

على الصعيد، رحبت المملكة العربية السعودية بخطوة وقف كافة الإجراءات التي فرضتها إسرائيل في الحرم القدسي، ما مهد لإنهاء أزمة استمرت قرابة الأسبوعين في القدس المحتلة. وفي بيان سعودي، ذكر الديوان الملكي أنّ الملك سلمان بن عبد العزيز أجرى اتصالاته بالعديد من زعماء العالم والقيادة الأميركية، لبذل المساعي لعدم إغلاق المسجد الأقصى، وإلغاء القيود المفروضة على المصلين، وقد تكللت الجهود بالنجاح. وأضاف البيان أنّ المملكة تؤكد على حق المسلمين في المسجد الأقصى في أداء عباداتهم فيه بكل يسر واطمئنان، وخادم الحرمين يؤكد وجوب إعادة الهدوء في الحرم القدسي وما حوله واحترام قدسية المكان.

إلى ذلك، رحب الأردن بتراجع السلطات الإسرائيلية عن إجراءاتها في الحرم القدسي حول المسجد الأقصى، معتبراً أنه خطوة أساسية كان لابد منها لتهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لاسيما في الأراضي المقدسة. وقال وزير الإعلام، الناطق الرسمي باسم الحكومة، محمد المومني، إن تفكيك البوابات الإلكترونية وإزالة ممرات التفتيش وإلغاء كاميرات المراقبة وإزالة قواعدها، هي خطوات لا بد منها في سبيل الحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم في القدس. وأشار المومني إلى الجهود الحثيثة والمباركة التي قام بها الملك عبد الله الثاني، الوصي على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.

هاشتاغ #الأقصى_في_قلب_سلمان الأول عالمياً على «تويتر»

وصل هاشتاغ الأقصى في قلب سلمان إلى المرتبة الأولى عالمياً وعربياً في سلم ترندات موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، تقديراً لدور الملك سلمان وجهوده التي كلّلت بالنجاح في إعادة فتح المسجد الأقصى المبارك وإزالة الإجراءات الإسرائيلية منه.

وتفاعل آلاف السعوديين والعرب مع الهاشتاغ الذي دلّ على حكمة الملك سلمان، مؤكدين أن ما تقوم به السعودية أفعال لا أقوال. وغرد ماجد الزهراني في «تويتر»: «للملك سلمان الأفعال وليس اللوحات والظواهر الصوتية تجّار الأزمات».

فيما قال آخر: «لم نتطبع مع الصهاينة كما فعلت قطر وتركيا ولم نتاجر بقضيتهم كما فعل الإخوان».

وغرّد عز الذيابي: «اللهم أعز الإسلام والمسلمين واجزِ خادم الحرمين ولكل من له يد في فك الحصار عن الأقصى».

بدوره، قال محمد السلمي: «تاجروا بالقضية الفلسطينية وحرضوا واتهموا ولكنهم لم يفعلوا شيئاً، السعودية عملت للقضية الفلسطينية طوال التاريخ واليوم «الأقصى_في_قلب_سلمان».

وأكّد بن عويد #2030، أوضح أنه في الوقت الذي كان فيه البعض يهاجمنا ويتهمنا كان سلمان بن عبدالعزيز يتقدم بالفعل وليس بالكلام والخطابات الكاذبة.

وعقب المستشار في الديوان الملكي سعود القحطاني على جهود خادم الحرمين تجاه الأقصى، قائلا: «لسلمان الحزم الأفعال ولغيره الأقوال حفظ الله الملك سلمان ذخراً للأمتين العربية والإسلامية».

وعلق فيصل بن تركي بن فيصل على جهود خادم الحرمين بخصوص المسجد الأقصى، قائلا: «لا ننتظر شكراً من صديق أو جاحد هذا نهج المملكة العربية السعودية وسيبقى بإذن الله تجاه إخواننا الفلسطينيين وكل مسلم».

وأشاد سعوديون وفلسطينيون بدور الملك سلمان البارز في منع إغلاق المسجد الأقصى، واصفين مواقف خادم الحرمين تجاه الأقصى وفلسطين بالبطولية التي تتسم بالشجاعة.

Email