الإمارات تدعو المجتمع الدولي ومجلس الأمن إلى وقف التوتر ومطالبة إسرائيل بإزالة تدابيرها

دعوات إلى النفير العام غداً نصرة لـ«الأقصى»

■ المحمود خلال تحدثه أمام مجلس الأمن الدولي في نيويورك أمس | وام

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم ينجح التفاف الاحتلال واستبداله البوابات الإلكترونية في المسجد الأقصى بكاميرات وماسحات ضوئية في نزع فتيل التوتّر، إذ استمر الفلسطينيون في أداء الصلاة بشوارع القدس المحتلة دون الدخول إلى المسجد الأقصى، بينما منع الاحتلال المصلين من الوصل إلى باب الأسباط، وفيما دعت الفصائل الفلسطينية إلى النفير العام غداً الجمعة والصلاة في الميادين، دانت المملكة العربية السعودية الإجراءات غير القانونية للاحتلال في القدس، مجدّدة موقفها الثابت في دعم الشعب الفلسطيني، بينما يعقد وزراء الخارجية العرب اليوم اجتماعاً طارئاً لبحث الاعتداءات الإسرائيلية.

وواصل الفلسطينيون أمس الصلاة في شوارع القدس الشرقية المحتلة، دون الدخول إلى المسجد الأقصى رغم إزالة إسرائيل بوابات كشف المعادن عن مداخله، في انتظار قرار من لجنة تابعة للأوقاف الإسلامية لتقييم الوضع فيه. وأدى مئات الفلسطينيين صلاة الظهر أمام إحدى بوابات المسجد عند باب الأسباط، أحد مداخل البلدة القديمة في القدس. وتستمر قوات الاحتلال في منع المواطنين الفلسطينيين من الوصول إلى باب الأسباط في المسجد الأقصى. ودعت الفصائل إلى إقامة صلاة الجمعة القادمة في الميادين العامة، وإلى النفير العام ومظاهرات تصعيدية ضد الاحتلال في كل فلسطين نصرة للمسجد الأقصى المبارك.

بدورها، حضّت دولة الإمارات المجتمع الدولي ومجلس الأمن على العمل لوقف التوتر في المسجد الأقصى ومطالبة إسرائيل بإزالة جميع التدابير التي اتخذتها لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المدينة المقدسة.

وأعرب أحمد عبد الرحمن المحمود عضو الوفد الدائم للدولة لدى الأمم المتحدة في البيان الذي أدلى به أمام المناقشة المفتوحة التي عقدها مجلس الأمن حول البند المتصل بالحالة في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية، عن قلق دولة الإمارات الشديد إزاء استمرار العدوان الإسرائيلي على الأماكن المقدسة والتدابير التي اتخذتها لتغيير الوضع القائم في القدس.

وأدان بشدة إغلاق المسجد الأقصى، داعياً إلى إزالة جميع العراقيل التي وضعها الاحتلال أمام المصلين والاحترام الكامل للوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس، بما في ذلك الوفاء بالتزامات إسرائيل القانونية والدولية وإنهاء إجراءاتها الأحادية.

وجدّد المحمود دعم دولة الإمارات الجهود الحثيثة التي يبذلها الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن الوصي على الأماكن المقدسة في القدس وذلك بهدف وقف التوتر والحفاظ على الوضع القائم.

رصد انتهاكات

وردّاً على الإجراءات، قررت اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان تشكيل لجنة لرصد انتهاكات الاحتلال في القدس الشريف، مؤكدة أن إسرائيل لا تملك أي سيادة على القدس الشريف والأراضي الفلسطينية المحتلة.

وأكدت في ختام أعمال دورتها 42، ضرورة تعميم قائمة بالشركات العاملة في المستوطنات والضغط عليها لسحب استثماراتها منها كون ذلك مخالفا القانون الدولي إضافة لعدم التعاقد معها عربياً.

ودعت اللجنة الأمانة العامة المجمعة العربية في جنيف، إلى إصدار بيان مشترك مع الأمم المتحدة لبيان الموقف العربي تجاه ما يجري في القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة.

إدانة سعودية

في السياق، أكّدت المملكة العربية السعودية مجدداً موقفها الثابت المتمثل في دعم الشعب الفلسطيني، ورفض كل محاولات فرض السيطرة والإجراءات الأحادية التي ترمي إلى الإساءة إلى القدس والحرم الشريف، محذرة من خطورة استمرار تفاقم الأوضاع وانزلاقها إلى حالة من التصعيد تشمل آثارها كل أنحاء المنطقة بل وتتجاوزها إلى ما سواها.

وقال مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة السفير عبد الله بن يحيى المعلمي في كلمة المملكة أمام مجلس الأمن الدولي، إن الأيام القليلة الماضية شهدت فصلاً جديداً من فصول العنف المستمر في القدس الشريف والأرض العربية المحتلة في فلسطين، وإن السعودية تدين بأشد العبارات الإجراءات غير القانونية التي أقدم عليها الاحتلال في القدس والحرم الشريف.

واعتبر أن من المؤلم ألا يبادر مجلس الأمن باتخاذ الإجراءات اللازمة الكفيلة بالتعبير عن مشاعر الغضب تجاه تصرفات سلطات الاحتلال الإسرائيلية، داعياً مجلس الأمن إلى أن يضطلع بمسؤولياته تجاه التصدي للاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة ضد الشعب الفلسطيني.

اجتماع طارئ

في الأثناء، يعقد مجلس وزراء الخارجية العرب اجتماعاً طارئاً مساء اليوم، وذلك بناء على طلب من الأردني للنظر في موضوع الاعتداءات والإجراءات الإسرائيلية في القدس وحرم المسجد الأقصى الشريف.

وصرح السفير سعيد أبو علي الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة العربية، بأن الاجتماع يأتي في سياق الجهد العربي الموصول لمواجهة الإجراءات الإسرائيلية غير المسبوقة في القدس والمسجد الأقصى الشريف.

وأضاف أبو علي أنّ الهدف من الاجتماع هو العمل على إلغاء هذه الإجراءات، والتأكيد على رفض المساس بأي تغيير في الوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس الشرقية المحتلة، والعمل على إزالة وإنهاء هذه الإجراءات غير المسبوقة، وضمان عدم تكرارها والعودة بالأمور في القدس إلى ما كانت عليه قبل 14 يوليو.

تخريب

اعتبر الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أمس، قرار إسرائيل إزالة أجهزة كشف المعادن من مداخل الحرم القدسي قراراً غير كاف، منتقداً العراقيل الإسرائيلية التي تمنع المسلمين من دخول باحة المسجد الأقصى.

وقال اردوغان: «كل يوم تحاول إسرائيل عبر إجراءات جديدة تخريب الطابع الإسلامي للقدس».

Email