«كابيتال انتلجينس» تخفض تصنيف 5 منها

تراجع قياسي للودائع الأجنبية في البنوك القطرية

■ قطاعات الاقتصاد القطري تغرق في طوفان الأزمات | ا ب

ت + ت - الحجم الطبيعي

تتفاقم معاناة القطاع المصرفي القطري في ظل قلق المتعاملين من انخفاضات الريال، حيث شهدت الودائع الأجنبية في البنوك القطرية تراجعات قياسية، فيما خفضت وكالة تصنيف ائتماني عالمي تصنيف 5 من البنوك القطرية الكبرى وتقترب الدوحة من أزمة سيولة مالية في المستقبل القريب تسببت بوادرها في رفع الفائدة بين البنوك لأعلى سعر منذ سبتمبر 2010 بينما تلاحق الأزمات قطاعات الإنشاءات والسياحة وملف كأس العالم.

وذكرت وكالة «بلومبرغ» أن الودائع الأجنبية تراجعت إلى رقم قياسي لم تصل إليه منذ عامين في البنوك القطرية في الشهر الماضي، حيث يقوم العملاء بسحب ودائعهم منها بعدما قطعت الدول الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر) علاقاتها مع الدوحة بسبب دعمها للإرهاب، والمخاوف من تهاوي أسعار صرف الريال.

وانخفضت الودائع المصرفية في 18 بنكاً قطرياً بنسبة 7.6% لتصل إلى 170.6 مليار ريال (47 مليار دولار) في شهر يونيو، مقارنة بالشهر السابق له، وفق بيانات البنك المركزي القطري على موقعه الإلكتروني أمس. ويعد هذا التراجع الأكبر في نسبته وحجمه منذ نوفمبر 2015، حسب البيانات.

ضخ المليارات

وقامت هيئة الاستثمار القطرية -صندوق الاستثمار السيادي للدوحة- بضخ مليارات الدولارات في البنوك القطرية منذ بداية المقاطعة الدبلوماسية لرفع مستوى السيولة النقدية وتخفيف أثر الصدمة المالية التي تعاني منها البنوك، وفق ما قالته مصادر نقلت عنها «بلومبرغ» في وقت سابق.

ونقلت «بلومبرغ» عن كارلا سليم الخبيرة الاقتصادية في «ستاندارد تشارترد الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» في رسالة إلكترونية إلى الوكالة الإخبارية إنه كان من المتوقع أن تتراجع السيولة النقدية لدى قطر وتقع تحت ضغوط بسبب قطع الدول الداعية لمكافحة الإرهاب علاقاتها مع الدوحة، في ظل الاعتماد الكبير للبنوك القطرية على مصادر التمويل الخارجي وانخفاض أسعار الطاقة (النفط والغاز).

ارتفاع الفوائد

وبحسب البيانات جاء التراجع في الودائع الأجنبية (لغير المقيمين)، التي تمثل 22% من إجمالي ودائع البنوك القطرية، حتى بعد أن رفعت البنوك المحلية سعر الفائدة لمحاولة جذب المودعين الأجانب.

وارتفع سعر الفائدة بين البنوك القطرية لمدة 3 أشهر، المستخدم لتسعير بعض القروض، إلى 2.52% في 17 يوليو، وهو أعلى سعر فائدة بين البنوك لهذه الفترة منذ سبتمبر 2010، عندما بدأت «بلومبرغ» في جمع تلك البيانات وذلك نتيجة ضعف السيولة المصرفية. وتراجع حجم الائتمان الكلي في البنوك القطرية بنسبة 0.6% في شهر يونيو ليصل إلى 780 مليار ريال، وفق بيانات «بلومبرغ».

وتتزايد حاجة المصارف القطرية إلى مزيد من الأموال التي تضخها الدولة ومصادر جديدة للتمويل من خارج منطقة الخليج، نظراً لمخاطر قيام مصارف ومستثمرين بسحب مزيد من الأموال في ظل عزلتها.

تهاوي الريال

ورغم ربط الريال القطري عند 3.64 للدولار الأميركي فقد انخفضت العملة القطرية في معاملات بين البنوك الخارجية خلال الأسابيع التالية على اندلاع الأزمة الدبلوماسية، فيما تسابقت البنوك وشركات الصرافة العالمية إضافة إلى وكالات السياحة وشركات السفر إلى وقف التعامل بالريال نظراً للتقلبات الكبيرة في أسعاره .

كما ارتفعت التضخم معدلات في قطر إلى 0.8 % على أساس سنوي في يونيو من 0.1 % في مايو مع ارتفاع تكاليف الواردات لاسيما مع ارتفاع تكلفة الشحن إلى نحو 10 أمثال قيمتها قبل اندلاع الازمة.

وأعلنت وكالة «كابيتال انتلجينس» العالمية أمس تخفيض توقعاتها لـ5 بنوك قطرية.

وقالت الوكالة إنها خفضت توقعاتها المستقبلية من حيث الودائع بالعملة الأجنبية طويلة الأجل لبنك قطر الإسلامي إلى «سلبية»، كما خفضت تصنيف البنك من حيث القوة المالية إلى الفئة ايه، بدلاً من ايه +.

كما أضافت الوكالة أنها خفضت نظرتها المستقبلية من حيث الودائع بالعملة الأجنبية طوية الأجل لبنك قطر الإسلامي الدولي إلى سلبية، وثبتت تصنيفه من حيث القوة المالية على الفئة ايه-.

نزوح الأموال

في الوقت نفسه رجح بنك الكويت الوطني خروج أموال من الجهاز المصرفي القطري حال تصاعد أزمة المقاطعة العربية للدوحة لدعمها الإرهاب.

وقال بنك الكويت: «تعرض الريال القطري للضغوط في الأسواق الآجلة مع تزايد التكهنات المتعلقة بأن المقاطعة المالية الكلية من دول الجوار لقطر قد تؤدي إلى رحيل التدفقات المالية وتشديد ظروف الائتمان وإجبار القطريين على التخلي عن ربط الريال القطري بالدولار الأميركي».

وتابع: «محاولة فك ارتباط الريال القطري بالدولار الأميركي قد تؤدي إلى تقزيم أي منفعة مستقبلية تصب في صالح قطر».

وخفضت «كابيتال انتليجينس» العالمية للتصنيف نظرتها المستقبلية من حيث ودائع العملة الأجنبية طويلة الأجل لبنك الدوحة إلى سلبية، علماً بأن تصنيف قوته المالية يقع في الفئة ايه. وخفضت الوكالة العالمية أيضاً توقعاتها المستقبلية للبنك التجاري (بنك قطر التجاري سابقاً) من حيث الودائع بالعملة الأجنبية طويلة الأجل إلى سلبية، فيما يظل تصنيفه من حيث القوة المالية على الفئة بي بي بي+.

تحول للسلبية

وطال التخفيض أيضاً بنك الأهلي ضمن توقعات الوكالة المستقبلية من حيث الودائع بالعملة الأجنبية طويلة الأجل إلى «سلبية» مع بقاء تصنيف القوة المالية للبنك عند الفئة «ايه-».

يذكر أن وكالة «كابيتال انتليجينس» للتصنيفات تقوم بالتحليلات المالية والتصنيفات منذ عام 1982 وتقوم بتصنيف أكثر من 300 بنك ومؤسسة مالية وإصدار مالي (صكوك وسندات) في 39 دولة وهي مسجلة في الاتحاد الأوروبي.

مأساة اقتصادية

من جهة أخرى، بدد تقرير أميركي التصور الذي تحاول قطر الترويج له بأنها لم تتأثر بمقاطعة الدول الأربع لها، حيث أكد التقرير الذي نشره موقع «فوكس نيوز» الأميركي أن وراء هذا القناع الزائف من اللامبالاة مأساة اقتصادية متوقعة حال استمرار المقاطعة لفترة أطول. وحذر التقرير من أن قطر على وشك التعرض لأزمة سيولة مالية كبرى في المستقبل القريب، من المتوقع أن تلقي بظلالها على الجميع ما سيجبر أصحاب العمل عن الامتناع عن دفع رواتب العمالة، فضلاً عن الاستغناء عن العمال أو هروبهم نتيجة لتأخر رواتبهم خلال المرحلة المقبلة.

كما توقع تقرير «فوكس نيوز» كذلك أزمات قد تنشأ في قطاعات الإنشاءات والخدمة اليومية ورعاية الأطفال، وملف تنظيم كأس العالم 2022.

الإمارات تستبدل المكثفات القطرية

قال مصدران مطلعان إن دولة الإمارات ستستورد أول شحنة نفط من الولايات المتحدة ضمن خطة لإيجاد بدائل لواردات المكثفات القطرية في ضوء المقاطعة العربية للدوحة. وأوقفت الإمارات واردات المكثفات من قطر بعدما قطعت هي والسعودية ومصر والبحرين العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة بسبب تورطها في دعم الإرهاب.

وقال المصدران أمس إن «أدنوك» اشترت شحنة مكثفات أميركية عبر مناقصة على أن تصل في سبتمبر. وقال أحد المصدرين إن حجم الشحنة غير معروف لكنها ستصل في ناقلة عملاقة يمكن أن تحمل ما يصل إلى مليوني برميل. وقالت مصادر تجارية إن «أدنوك» لديها عدة خيارات في استيراد بدائل المكثفات في عدد من المناطق. سنغافورة - رويترز

Email