وزير يمني يلتقي والدته بعد ثلاث سنوات

ت + ت - الحجم الطبيعي

تعز- صلاح صالح
الحرب يمكنها أن تكون قاسية لتمنع شخصاً من معانقة واشتمام رائحة الجنة....حينها تكون قد أعلنت حربها عليك.
لثلاث سنوات منعت الحرب التي تشنها الميليشيات الانقلابية وزيراً في الحكومة اليمنية من لقاء أمه، إلا أن فرصة نادرة أتيحت له للقائها ومعانقتها ليذرف دموعاً غزيرة في حضرتها.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
أول المحاصرين
وأتت زيارة وزير الإدارة المحلية عبدالرقيب فتح مع وزيري التربية والتعليم والتعليم العالي لمدينة التربة جنوبي تعز في أول زيارة لوفد حكومي رفيع المستوى للمحافظة منذ أعوام، بتوجيهات من الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وفاء لمحافظة تعز ولتضحياتها العظيمة في التصدي لميليشيات الانقلاب.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
الميليشيات تفرض إقامة جبرية
يقول فتح «كنت ووالدتي وأسرتي أول وزير يحاصر في منزله وتفرض عليه إقامة جبرية مخالفة لكل القوانين والدساتير والأعراف. ولمدة45 يوماً منعت فيها أنا وأسرتي حتى من الخروج إلى الصلاة في المسجد المجاور لمنزلي. وكنت آخر وزير رفعت عنه تلك الحراسة الجبرية القهرية، وانتقلت ووالدتي بعدها إلى تعز وأنا إلى عدن».
ويضيف وزير الإدارة المحلية «خلال ما يقارب الثلاث السنوات لم أستطع رؤية والدتي، كانت فرصة زيارتي مع عدد من الوزراء إلى التربة محافظة تعز... رتبت لنقل والدتي من قريتي إلى التربة».
ومن منطقة دبع البعيدة نسبياً عن مدينة التربة بـ30 كيلومتراً، قدمت الأم لترى ابنها الذي شاءت الأقدار أن يكون وزيراً للإدارة المحلية في حكومة للشرعية تقف ضد الانقلاب... والذي شاءت الأقدار كذلك حرمانه من معانقة أمه.
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لقاء صعب

وتابع فتح قائلاً «كانت لحظات اللقاء غاية في الصعوبة، لم أحس بمن حولي نسيت أن هناك كاميرات تقوم بالتصوير وحراسات ومرافقين معي، نسيت إنني وزير عليه الالتزام ببروتكول معين..ووجدت نفسي في أحضان أمي كطفل فقد أمه منذ فترة طويل، فوجدها أمامه فجاءة.. بكت فبكيت بحرقة.. أحسست بيدها تمسك بي و لا تريدني أن أغادر المكان.. حتى جاء من ينتزعني ويبعدني ويضعني في سيارته... اكتشفت بعدها أن السيارة لم تكن لها علاقة بي.. بل سيارة لأحد الزملاء أخذني وأنا في حالة من الذهول التام».
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
شاهد إعلامي
يقول الإعلامي أكرم الشرجبي «لم يسبق لي أن شاهدت دموع رجل كبير في السن منعته حرب الميليشيات من معانقة أمه، لقد شاءت الأقدار أن أكون شاهداً على تلك اللحظة الإنسانية، وأن أشاهد دموع الرجل وأمه العجوز».

Email