الذراع الإعلامية للإخوان روجت لتدمير ممنهج لمدن عربية كبرى

قرقاش: «الجزيرة» ستنتهي إلى منشور حزبي

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواظب قناة الجزيرة القطرية على نهجها في الاعتماد على الكذب والتضليل والانحدار الأخلاقي في تناولها الأزمة التي تسببت بها قطر مع الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب وسط انهيار متسارع للأساطير المؤسسة للدعاية القطرية بعد انكشاف دعمها للإرهاب أمام الرأي العام الدولي وليس فقط الإقليمي.

فالأدوار التخريبية التي قامت بها قناة الجزيرة باعتبارها رأس الحربة في السياسة القطرية التي يقودها تنظيم الحمدين تتواصل بذات الهمة في الكذب والتلفيق والتحريف.

وفي هذا الإطار أكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، أن قناة الجزيرة ستخرج من هذه الأزمة قناة محلية ومنشوراً حزبياً باهتاً، في رد على تقرير تضليلي بثته القناة القطرية بخصوص تصريحات سابقة لمعاليه تناول فيها الخطوات المطلوبة من قطر لحل الأزمة.

وكتب معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية في تغريدة على تويتر: «سررت بتحيّز و ارتباك تقرير الجزيرة الذي تناولني لأنه خير دليل على غياب المهنية، ستخرج الجزيرة من هذه الأزمة قناة محلية ومنشوراً حزبياً باهتاً».

كذب وانهيار

وفي سياق الحرب التضليلية التي تقوم بها الذراع الإعلامية لتنظيم الإخوان الإرهابي، قال المستشار في الديوان الملكي السعودي، سعود القحطاني، إن ظهور قناة «الجزيرة» القطرية بهذا المنظر البائس، منذ إعلان الدول الداعية لمكافحة الإرهاب قطع العلاقات مع النظام القطري، أمر متوقع.

وأضاف في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» أن مفتاح فهم سياسة القناة التي رسمها القائمون عليها هو «الكذب على قدر الألم».

وأشار إلى أن القائمين على أمر القناة القطرية، اغتروا بالصبر عليهم طوال السنوات الماضية، التي قضوها في الترويج لخطاب الكراهية، ومحاولة زعزعة أمن واستقرار المملكة العربية السعودية ودول الجوار، لافتاً إلى أنهم لم يعلموا أن الشعب والإعلام السعودي قادر على دكّ حصونهم وتسويتها بالأرض في طرفة عين.

وأوضح القحطاني أن خلايا عزمي، المتحكمة بقناة الجزيرة، تؤكد من جديد كذبها وانهيار مهنيتها، عبر زعمها أنه من ظهر في مقطع نشروه على الجزيرة.

القطحاني أشار إلى أن «الأخ الكريم»، الذي ظهر في المقطع الذي نشرته الجزيرة، هو الأستاذ مشعل العنزي، وليس هناك عيب أنه أعاد تسجيل المقطع، فكل من له اطلاع على إعداد التقارير التلفزيونية، يعلم أن هذا الأمر طبيعي، وهناك لقطات عدة لكبار الإعلاميين الذين تم بث طلبهم لإعادة التسجيل.

وأردف: «سرقوا مليارات الدولارات من أموال الشعب القطري الشقيق لبناء منظومتهم الإعلامية وإعلام الظل، بهدف التقسيم ونشر الثورات والتكفير والتطرف، وحين قرر الشعب السعودي إرجاعهم لحجمهم الطبيعي، ومن خلال تويتر فقط، تم ذلك قبل أن يرتد لتنظيم الحمدين طرفه».

وشدّد على أن حالة التخبط والارتباك التي ظهر عليهما «تنظيم الحمدين» والمستضعف تميم منذ أن كشّر الليث السعودي عن نابه هو كشف للهِر الذي يحكي انتفاخًا صولة الأسد.

تدمير البنى التحتية

ولقناة الجزيرة باع طويلة في التضليل الإعلامي منذ تأسيسها عام 1996 كذراع إعلامية لتنظيم الإخوان والقوى المتطرفة في المنطقة.

ومكّن الإنفاق الطائل على هذه القناة من قبل القيادة القطرية أن تحجز مكاناً متقدماً لها بين الجمهور العربي، إلا أن سنوات التضليل ليست أبدية، فقد تساقطت في أعين الجمهور العربي بعد أن انكشف دورها في تدمير الأوطان.

فقد رعت هذه القناة التدميرية تجميل تعرض أربع مدن عربية كبرى إلى السحق التام وتشرد كل سكانها، وهي حلب والرقة والموصل وسرت، فيما ترزح عشرات المدن العربية الأخرى تحت وطأة حروب أشعلها المال القطري، وتعرض ملايين السكان في العديد من الدول العربية إلى التهجير من منازلهم.

وحاولت قطر المستحيل لتضمن مدينة القاهرة إلى سلسلة المدن التي تعرضت للدمار الشامل، لكنها أخفقت في ذلك أمام إرادة الشعب المصري ومساندة الدول العربية.

ويقول خبراء إعلاميون إن تعرض هذه القناة التحريضية إلى انتقادات متكررة على أعلى المستويات لا يأتي في سياق تصفية حسابات سياسية، إنما ضرورة للأمن القومي العربي.

وأشار الخبراء في هذا المجال إلى احتفاء هذه القناة بعمليات التفجير الإرهابية التي كانت تقوم بها فصائل مسلحة تدعمها قطر بتفجير أنفاق ومعالم أثرية تعود إلى آلاف السنين في مدينة حلب القديمة، تحت زعم تمركز بضعة جنود للنظام في مبنى ما، فيأتي التفجير ليدمر ملامح حي بأكمله.

وقال الخبراء إن الأشرطة التي بثتها قناة الجزيرة، وعبارات الاحتفاء بهذه التفجيرات، ضمنياً، والإيهام للبسطاء أن هذا هو الأسلوب الأمثل للانتصار، من الممكن أن تدخل في ملفات قضائية لمحاكمة «الجزيرة».

ووفرت شبكة قنوات «الجزيرة» القطرية منصة إعلامية لكل من أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة، وأبو محمد الجولاني زعيم جبهة النصرة، وعبد الحكيم بلحاج زعيم الجماعة الليبية المقاتلة، على سبيل المثال.

دور تخريبي

ونتيجة دورها التخريبي المديد، قال وزير الإعلام البحريني علي بن محمد الرميحي إن هناك قنوات ووسائل إعلام خرجت من المنطقة تبث الفتنة والتطرف، وأكد خلال اجتماع وزراء الإعلام العرب الشهر الماضي أن هذه القنوات قامت خلال السنوات الماضية بممارسات لا تمت للعمل الإعلامي بصلة.

Email