زجت بمئات المتطرفين في جبهات القتال

قطر تدير شبكات تجنيد الإرهابيين في أوروبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم تترك الأيادي القطرية مكاناً إلا وزرعت فيه الخراب والفوضى عبر شبكات إرهابية ممتدة حول العالم.

وبلغ التورط القطري في هذا المجال أنها ترعى دورة العمل الإرهابية من بدايتها إلى نهايتها، من الإغواء والتجنيد حتى التنفيذ.

وكان آخر الحلقات التي تم الكشف عنها الدور القطري في تجنيد الشبان من فرنسا وإرسالهم إلى مناطق القتال في شمال أفريقيا.

وأعلن مدير عام المخابرات الفرنسية الأسبق إيف بونى، أن عناصر جهاز الاستخبارات الفرنسية رصدوا منذ سنوات وجود أيادٍ قطرية خلف سفر الشباب الفرنسى للتدريب في معسكرات تمولها الدوحة في تونس ومدينة «درنة» الليبية ثم تسفيرهم إلى تركيا ومنها إلى جبهات القتال في سوريا والعراق.

وقال بونى خلال مشاركته بمؤتمر «الاستثمارات القطرية في أوروبا بين السياسة والإرهاب - فرنسا نموذجاً»: «إن ضباط الاستخبارات رفعوا تقارير بهذا الشأن إلى متخذي القرار، لكن لم يتم التحرك وذلك لسيطرة النظام القطري على استثمارات ضخمة في القارة الأوروبية» مردفاً أن ضباط الاستخبارات قد رفعوا تقارير بهذا الشأن إلى متخذي القرار، لكن لم يتم التحرك وذلك لتوغل النظام القطري وسيطرته على الاستثمارات بحجم ضخم في القارة الأوروبية بالكامل وخاصة في عهد الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولاي ساركوزي.

خريطة التجنيد

وكانت تقارير استخباراتية فرنسية أشارت إلى أن قطر متورطة بشكل رئيسي في دعم الإرهابيين من جماعة «التوحيد والجهاد»، بشمال مالي، كما تحدثت عن تدريب العشرات من الفرنسيين في مناطق ليبية بين العامين 2011 و2014، وأن قطر شاركت بدور مهم في استقطاب وتجنيد وتدريب مقاتلين من دول شمال أفريقيا وآخرين يحملون جنسيات أوروبية وينحدرون من أصول مغاربية ثم تسفيرهم من ليبيا إلى سوريا عبر الأراضي التركية، وأن الجماعة الليبية المقاتلة المرتبطة بتنظيم القاعدة، والتي يتزعمها الإرهابي عبد الحكيم بلحاج، وجماعة الإخوان في ليبيا، كانتا تشرفان على مخيمات التدريب في مناطق ليبية مثل الزنتان ومصراتة وصبراتة وزليتن وسرت وبنغازي ودرنة.

وفي يونيو الماضي، نشر الجيش الوطني الليبي وثائق مسربة، تكشف عن تدريب أعداد كبيرة من شباب دول شمال أفريقيا ومن أوروبيين ينحدرون من أصول مغاربية قبل تسفيرهم للقتال في سوريا والعراق. وقال الناطق باسم القوات المسلحة الليبية أحمد المسماري إن سفارة قطر في طرابلس كانت تشرف مباشرة على عمليات الاستقطاب والتجنيد والتدريب والتسفير، مضيفاً أن ميليشيات مسلحة ليبية ذات صلة مباشرة بنظام الدوحة كانت تتولى تدريب المقاتلين.

وفي أكتوبر 2014 طلبت أجهزة الأمن الفرنسية من نظيراتها الجزائرية والتونسية والمملكة المغربية معلومات حول وجود مواطنين فرنسيين من أصول مغاربية في دولهم الأصلية، بعد اختفائهم في ظروف غامضة، والاشتباه في تنقلهم للقتال في سوريا، وقبل ذلك، أقر وزير الداخلية الفرنسي السابق ايمانويل فالس بوجود فرنسيين يقاتلون في سوريا إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة، مصنفاً هؤلاء بالأعداء لفرنسا لدى عودتهم إليها.

وقال فالس إن عددهم 50 وربما أكثر من ذلك ومازالوا هناك إضافة إلى وجود أربعين آخرين يتنقلون، لافتاً إلى أن أجهزة الأمن الفرنسية تراقب 30 مقاتلاً عادوا إلى فرنسا من سوريا في وقت سابق إلا أن العدد تضاعف مرات عدة فيما بعد.

أذرع قطر

وبحسب تقارير أمنية، فإن أطراف مرتبطة بقطر في فرنسا مثل الجمعيات الخيرية وبعض أئمة المساجد، قاموا منذ العام 2011 باستقطاب وتجنيد شبان من أصول مغاربية، جرى تسفيرهم في مرحلة أولى إلى ليبيا مروراً بتونس في ما بين العامين 2011 و2013، حيث تم تدريبهم على حمل السلاح، قبل نقلهم إلى الأراضي السورية مروراً بتركيا.

وفي نوفمبر 2015 أعلن مسؤول في مكتب مدعي باريس اعتقال مواطنين فرنسيين اثنين بعد الاشتباه بأنهما أرادا الانضمام لمعسكر تدريب تابع لتنظيم داعش في ليبيا قبل التوجه لسوريا، بينما أبرزت تقارير إعلامية تونسية أن تونس تحولت أثناء مرحلة حكم الترويكا بقيادة حركة النهضة، إلى نقطة عبور للإرهابيين نحو ليبيا، وكذلك إلى أهم مصدر للمسلحين الذين كانوا يتلقون تدريبات داخل الأراضي الليبية على يد الميليشيات المسلحة المرتبطة بقطر، والتي تقوم في ما بعد بنقلهم إلى سوريا، وأن عشرات من الجنسيات الأوروبية بما فيها، الجنسية الفرنسية، كانوا اختاروا الانضمام إلى جماعات إرهابية تنشط داخل ليبيا وفي شمال مالي، إضافة إلى مئات ممن انضموا إلى جبهة النصرة في سوريا وإلى تنظيم داعش في سوريا والعراق.

وكانت أجهزة الأمن الفرنسية طلبت من نظيراتها الجزائرية والتونسية والمغربية معلومات حول وجود مواطنين فرنسيين من أصول مغاربية في دولهم الأصلية، بعد اختفائهم في ظروف غامضة، وأشارت إلى أن المختفين تنقلوا إلى ليبيا ومنها إلى تركيا من أجل التسلل إلى سوريا.

وأن فرع تنظيم القاعدة في ليبيا فتح معسكرين ـ على الأقل ـ لتدريب المتطوعين من المنطقة المغاربية ومصر والأوروبيين من أصول عربية، أحد هذين المعسكرين يوجد بمنطقة صحراوية قرب مدينة هون بوسط ليبيا، بينما يوجد الثاني في موقع يعتقد بأنه قريب من سهل عجلة جنوبي الجبل الأخضر شرقي ليبيا.

وكشفت التحقيقات ذاتها عن أن عدداً من المغاربة والجزائريين تسللوا عبر تونس إلى ليبيا لتلقي التدريب، بعد أن تم تجنيدهم عبر مواقع جهادية إلكترونية.

وأشارت التقارير الاستخباراتية إلى أن المسلحين الفرنسيين والمغاربيين ساهموا مع مئات الليبيين في تشكيل ما سمي بلواء الأمة الذي أسسه الإرهابي الليبي القريب من قطر مهدي الحاراتي في شمالي سوريا العام 2012، وأن أغلب المجندين الجزائريين والمغاربة والفرنسيين في تنظيم القاعدة تنقلوا إلى ليبيا بالتسلل عبر الحدود التونسية، ثم زوروا جوازات سفر ليبية تنقلوا بها إلى تركيا.

وفي 2013 أجرت صحيفة «ديبيش دو ميدي» الفرنسية حواراً مع رئيس الاستخبارات السابق (ايف بوني) تطرق فيه إلى تفاصيل قيام أطراف قطرية بتحشيد شبان من عدة دول عربية وأجنبية للقتال في سوريا بالعديد من الوسائل غير الأخلاقية، ومن ذلك تشكيل خلايا وشبكات نسائية.

Email