الاحتياطيات عاجزة عن إنقاذ الريال في الأجل الطويل

الاقتصاد القطري يندفع نحو السقوط

ت + ت - الحجم الطبيعي

يندفع الاقتصاد القطري بقوة نحو السقوط حيث أكدت مؤسسات وتقارير عالمية أن الاحتياطيات القطرية لن تساند الريال في الأجل الطويل وأنه يتجه نحو الهاوية وأن القطاع المصرفي لن يتمكن من الصمود طويلاً أمام المقاطعة العربية لاسيما بعد نزوح نحو 6 مليارات دولار من الدوحة في شهر واحد.

ويتوقع بنك أوف أميركا نزوح نحو 35 مليار دولار من النظام المصرفي القطري حال سحب دول عربية خليجية أخرى ودائع وقروض وفقاً لوكالة رويترز، فيما كشف مصرفيون وصناديق تحوط بأن الاحتياطيات المالية لهذا البلد الخليجي الصغير لن تكون كافية للدفاع عن عملته الريال في الأجل الطويل.

وبحسب «بيزنس انسايدر» تكهنت بعض البنوك وصناديق التحوط أن الاحتياطيات المالية في قطر، قد لا تكون سائلة بما فيه الكفاية للدفاع عن عملتها على المدى الطويل.

وأكد خبراء مصرفيون عدم قدرة القطاع المصرفي القطري الصمود أمام المقاطعة العربية، مؤكدين أنه سينهار فور سحب الحكومة ودائعها المحلية لتمويل العجز التجاري والاقتصادي.

وأظهرت بيانات رسمية أن صافي الاحتياطيات الدولية لدى المصرف المركزي القطري بما في ذلك الذهب، بلغ 126.7 مليار ريال «35 مليار دولار» في نهاية مايو.

نزوح الأموال

وأوضحت البيانات نزوح 6 مليارات دولار من قطر خلال يونيو الماضي وهذا يعني أن الاحتياطي القطري يبلغ الآن نحو 29 مليار دولار فيما تشير النظرية الاقتصادية إلى أن الإبقاء على ربط الريال القطري بالدولار يتطلب احتياطيات لدى المصرف المركزي تعادل قاعدة النقد في البلاد، أي 17 مليار دولار ومن ثم قد يكون لدى البنك المركزي نحو 13 مليار دولار يمكنه المناورة بها وهذا يعني أن جهاز قطر للاستثمار - الصندوق السيادي يملك 300 مليار دولار- ربما يحتاج إلى تسييل جزء من أصوله قريباً لتعزيز احتياطيات المصرف المركزي.

وبينت تقديرات إمكانية تراجع إيداعات الأجانب المقيمين في قطر من مستواها القياسي التي سجلته في إبريل 2017، وفقاً لجاربيس إراديان كبير الاقتصاديين لدى معهد التمويل الدولي.

ولعدم الثقة بمستقبل الاقتصاد القطري، أوقف بنك «هاليفاكس بنك أوف سكوتلاند» البريطاني و3 من أكبر مراكز الصرافة في المملكة المتحدة وهي«ترافيليكس» و«توماس إكسشينج» و«يوروتشاينج»، شراء الريال بسبب انخفاض قيمته.

وحاول البنك القطري المركزي تثبيت الريال بقيمة 3.64 للدولار الواحد، ولكن قيمته سرعان ما انخفضت إلى 3.76 ريالات للدولار، وفقاً لتقارير وكالة «بلومبيرج» الاقتصادية.

خفض النمو

وأظهر استطلاع أجرته «رويترز» أن الأزمة الدبلوماسية بين قطر وجيرانها دفعت خبراء الاقتصاد لخفض توقعات نمو الاقتصاد القطري.

وخفض 12 خبيراً استطلعت رويترز آراءهم متوسط توقعاتهم لنمو الناتج المحلي الإجمالي القطري في العام الحالي إلى 2.3% من 3.5% في استطلاع سابق قبل المقاطعة وتم خفض توقعات النمو للعام المقبل إلى 3.1% من 3.7%.

ودفع قرار الإمارات والسعودية ومصر والبحرين قطع العلاقات الدبلوماسية وخطوط النقل مع الدوحة لدعمها الإرهاب الكثير من البنوك الأجنبية لتقليص أعمالها مع قطر.

وخفضت مؤسسة التصنيف الدولية «موديز» نظرتها المستقبلية لقطر إلى سلبي، وأبقت تصنيفها الائتماني المتراجع بلا تغيير عند ‭ Aa3‬.

وذكرت المؤسسة ان مخاطر مالية تحيط باقتصادها بعد مقاطعة عدة دول عربية للدوحة، بسبب دعمها الإرهاب.

قلق المستثمرين

ويتخوف رجال أعمال عرب وأجانب يستثمرون في قطر وفقاً لصحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، من تأثر سمعة مؤسساتهم وشركاتهم المالية نتيجة الارتباط بأي كيانات قطرية متورطة في تمويل الإرهاب.

وقالو إن تكاليف الاستثمار في البلد الخليجي الصغير أصبحت مرتفعة للغاية، بعد مقاطعة الدوحة لدعمها الإرهاب.

وحسب رجال الأعمال الذين يستثمرون في قطاعات مختلفة «تعرضت العديد من مشروعاتنا لخسائر نتيجة ارتفاع مصروفات النقل ما أفقد المشروعات ربحيتها».

وتعرض المستثمرون بالسندات والعملة والأسهم القطرية لخسارة كبيرة وذلك بتراجع قيمة سوق الأسهم بما يقدر بنحو 11 مليار دولار وهي أكبر خسارة يشهدها سوق الأسهم القطرية منذ عام 2010.

شركات أجنبية

ودفع غموض الاقتصاد القطري العديد من الشركات المشاركة في بناء منشآت مونديال 2022 الذي تستضيفه الدوحة خطة طوارئ لمغادرة قطر تحسباً لفرض عقوبات إضافية، بخلاف غموض مستقبل الاستثمار هناك على خلفية المقاطعة التي فرضتها عدة دول عربية لدعم الدوحة للإرهاب، وفقا لصحيفة «تليجراف» البريطانية.

وأدى ارتباك الأوضاع في قطر إلى تعليق شركة كوسكو الصينية للملاحة البحرية خدمات الشحن إلى قطر، مشيرة إلى «غموض» الوضع بعد أن قطعت دول عربية العلاقات مع الدوحة وفرضت قيوداً على الموانئ. وتنضم بذلك رابع أكبر شركة في العالم للملاحة البحرية لشركة «إيفرجرين» التايوانية وشركة «أوكل» في هونج كونج في تعليق الخدمات بعد أن قطعت السعودية والإمارات ومصر والبحرين العلاقات مع قطر لدعمها الإرهاب.

وأعلنت وكالة «ستاندرد آند بورز» العالمية، خفض التصنيف الائتماني لشركة قطر للبترول التي تديرها الحكومة القطرية من AA إلى AA- بعد المقاطعة العربية للدوحة. وقال العضو المنتدب لشركة هيرو للصناعات الغذائية المصرية التابعة لهيرو السويسرية محمود بزان، إن الشركة أوقفت تصدير منتجاتها إلى قطر بعد قطع عدة دول عربية العلاقات معها.

تكلفة التأمين

وزاد على إثر ذلك تكلفة التأمين على ديون قطر بينما هبطت سنداتها السيادية الدولارية استحقاق 2026 إلى أدنى مستوياتها في 5 أشهر ونصف الشهر.

وتراجعت سندات قطر السيادية الدولارية الدولية استحقاق 2026 بمقدار 0.2 سنت للدولار إلى 97.257 سنتاً مسجلةً أدنى مستوياتها منذ أوائل يناير.

Email