المنظمات الحقوقية تفضح الدوحة

مات سكوت: لا تملك البنية التحتية للبطولة

Ⅶ استادات قطر تحت الإنشاء تغتال العمال| أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

أجمع مسؤولو المنظمات الحقوقية والعمالية على أن ما يحدث في قطر يعد انتهاكاً لحقوق العمال البسطاء الذين جاءوا إليها من أجل العمل والحصول على مقابل، فلم يجدوا سوى المهانة والموت.

في البداية قال جونثان كلايفيرت كاتب صحافي بصنداي تايمز ومؤلف كتاب اللعبة القبيحة:

ما يحدث من قهر للعاملين في منشآت كأس العالم يعد أمراً مشيناً، الموضوع ليس قصة أجر فقط، إذ لا تستطيع إرسال الناس إلى الموت نتيجة شروط عمل قاسية، وليس هناك عذر لذلك، فقطر إحدى أغنى الدول في العالم إن لم تكن أغناها، لديها أكثر من المال الكافي لمعاملة العمال بشكل جيد ومعاملتهم بشكل لائق، لا بد أن يكون دفع رواتبهم بشكل محترم، وأن يكون هناك رعاية صحية بشكل دائم حتى لا يصابون بالإرهاق.

وقال مات سكوت صحافي وإعلامي بريطاني: أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريراً عن معاملة الأجانب، ومن الواضح أن قطر لا تملك البنية الضرورية لاستضافة كأس العالم، وعليها تشييد هذه الملاعب من الصفر حيث إن جميع المواقع تعتبر صحراء قاحلة، ويستوجب عليهم بناء مدن جديدة لاستضافة المباريات، كما قاموا باستقطاب عمال أجانب من جميع أنحاء العالم، وهناك مخاوف حقيقية بشأن دفع مستحقاتهم، وعلى الرغم من أن قطر تتمتع بأعلى مستوى لدخل أفرد قد قيل الكثير عن عدم احترام حقوق الإنسان فيها، بل وتتم مصادرة جوازات سفر العمال الأجانب، هذه الدولة معروفة بهيكلتها التي تفتقر إلى المرونة، ويقول العديدون إنها مؤيدة للحكم المطلق.

انتهاكات

خالد توحيد رئيس تحرير الأهرام الرياضي السابق يقول: إن هذه الانتهاكات التي راح ضحيتها عدد غير قليل من العمالة من مختلف الجنسيات كانت محل تحقيقات من مؤسسات عالمية، لأن نسبة غير قليلة من الذين يعملون في البنية التحتية والاستادات الخاصة بمونديال قطر يعملون في ظروف غير آدمية، وهي تؤدي في النهاية إلى أن حياة هؤلاء الأشخاص في خطر دائماً وهناك من تعرض منهم بالفعل للموت في مكان العمل.

مذكرة

وقال عبد الحي صادق الكاتب الصحافي بجريدة الأهرام: الاتحاد الدولي لنقابة العمال في العالم قدم مذكرة للاتحاد الدولي لكرة القدم الذي أرسل بدوره لجنة معايشة للأوضاع في قطر وكيفية التعامل مع العمال، وتم رصد عدد الموتى إلى 1200 قتيل من العمال منذ بداية عملية بناء الاستادات وإنشاءات كأس العالم، وتم تقديم شكوى بأسماء الضحايا بعد أن أعلنت سفاراتا الهند ونيبال عن أعداد مواطني كل منهما من العمال الذين لقوا مصرعهم أثناء العمل، فقام الاتحاد الدولي لنقابات العمال في العالم تحرك وقدم مذكرة بسحب تنظيم كأس العالم من قطر، ومعاقبتها على قتل هؤلاء العمال.

لا نية للتغيير

مارتن ليبتون رئيس القسم الرياضي بصحيفة الديلي ميرور قال: كل هذه الهيئات يمكنها الحديث عن هذه القضايا، ولكن ليس بإمكانهم فعل شيء للتغيير بشكل حاسم، والشيء الوحيد الذي يرفض التغيير هو الحكومة التي يجب أن تسعى لذلك، لكن يبدو أن الحكومة القطرية ليست لديها نية التغيير.

اتجار

أما النائب محمد الغول وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب المصري يقول: أرى أن ما يحدث في قطر هو اتجاه للاتجار في البشر، أن تجبر عامل على العمل في بناء هذه الملاعب لمدة 18 ساعة يومياً رغم أن القانون القطري لا يسمح بالعمل أكثر من 8 ساعات يومياً، ويجبر الدولة أو صاحب العمل بمنح يوم في الأسبوع على الأقل راحة للعامل.

نقص

جيمي فولر المؤسس المشارك لاتحاد فيفا ناو الجديدة قال: المشكلة داخل قطر حول مباني كأس العالم، هي إحدى مشاكل نظام الكفالة والعمل، ويجب أن أوضح أن البنية التحتية الخاصة بكأس العالم، هي ليست الملاعب فحسب، لذلك بذل «الفيفا» كل الجهود لتقنع العالم بأن البنية التحتية الخاصة بكأس العالم هي فقط الملاعب لا غير التي قد تستخدم فيها حوالي 50 إلى 55 ألف عامل من الرقم الإجمالي وهو 1,95 مليون، ونحن نعلم أن ما حدث في قطر لاحترام برنامج تجهيز البنية التحتية، وأقصد بذلك البنايات والمطارات والسكك الحديد والفنادق وكل شيء، لأن الحقيقة تؤكد أن لدينا مدينة بأكملها يتم تجهيزها لكأس العالم، وهذه المحاولة المثيرة للشفقة من الفيفا لتحديد العدد إلى 50 ألف عامل، هي مجرد ممارسة تتعلق بالعلاقات العامة.

يضيف: لقد رأيت هؤلاء الناس وذهبت إلى هناك ودخلت مخيمات العمال خلسة، وشاهدت وقمت بتسجيل ظروف العمل والمعيشة لهؤلاء العمال البسطاء، المغلوبون على أمرهم بسبب نظام الكفالة، لذلك أعتقد ضرورة التحرك لتوفير ظروف عمل أحسن لهؤلاء الناس، لكننا نعاني من نقص الإرادة، سواء الحكومة القطرية أو من جانب الفيفا التي بإمكانها المساهمة في هذا التغيير.

Email