الرياض: الأزمة قد تتجه إلى الأمم المتحدة

الإمارات: تعنّت قطر يعقد بقاءها في مجلس التعاون

ت + ت - الحجم الطبيعي

دعت الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب قطر إلى الالتزام بالمبادئ الستة في محاربة التطرف والإرهاب والتفاوض بشأن خطة ذات معايير محددة لتطبيقها. واكدت أن عدم التزام قطر بذلك سيؤدي إلى تصعيد الأزمة قد يؤدي إلى "افتراق طرق"، وأنه في حال استدعى الأمر نقل القضية إلى الأمم المتحدة فسيتم اللجوء إلى ذلك.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية نقلاً عن مصادر الأمم المتحدة حضّ الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب قطر الالتزام بالمبادئ الستة في محاربة التطرف والإرهاب.

وقالت مندوبة الإمارات العربية المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة، لانا نسيبة، في اجتماع مجموعة المراسلين الصحافيين في الأمم المتحدة: «إذا لم تبدِ قطر استعداداً لقبول المبادئ الأساسية المعنية بتحديد الإرهاب والتطرف في منطقتنا، فإن الأمور ستزداد تعقيداً» بالنسبة لبقائها ضمن مجلس التعاون الخليجي. وأضافت:«لذا فإن المشهد قد يتكشف عن افتراق طرق لمرحلة وجيزة في سبيل إصلاح الأوضاع».

بدوره، قال المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي إن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب تلتزم بالمبادئ المتفق عليها من قبل وزراء خارجيتها في اجتماع القاهرة في الخامس من يوليو الحالي، وتأمل بأن تنضم قطر إليها كذلك. وتتضمن المبادئ الالتزام بمكافحة التطرف والإرهاب والحؤول دون تأمين التمويل والملاذ الآمن للمجموعات الإرهابية، ووقف كافة أعمال التحريض والخطابات المحرضة على الكراهية أو العنف.

وأعرب المعلمي عن اعتقاد الدول الداعية لمكافحة الإرهاب «بأنه يجب أن يكون سهلاً على القطريين القبول بالمبادئ الستة»، وشدد على ضرورة التطبيق والمراقبة باعتبارهما «مكوّنين ضروريين» وعلى أنه «لن تكون هناك أية مساومات فيما يتعلق بالمبادئ».

إلا أنه من جهة أخرى أعلن عن إمكانية خوض الطرفين محادثات حيال تفاصيل «تكتيكات» و«أدوات» تطبيق تلك المبادئ، مشيراً إلى وجود «مساحة لإجراء النقاشات والتوصل إلى تسوية».

وشرح المندوب السعودي بأن النقاط الثلاث عشرة الأساسية تضمنت بعض المبادئ والأدوات للتوصل إلى تجاوب قطري.

وشدد المعلمي من جهته على أن مستقبل قطر هو مع جيرانها وليس مع «أماكن بعيدة»، في إشارة واضحة إلى تركيا وإيران اللتين تدعمان الدوحة. وقال: «يحتاج إخواننا الأتراك لأن يدركوا بأن عصر التخفي، وإلى حدّ ما التدخل غير المرغوب به في العالم العربي قد انقضى منذ زمن طويل.

وإذا أرادت تركيا أن تؤدي دوراً بناءً، فهي مرحب بها، إلا أن محاولة البحث عن مثل هذا الدور عن طريق القواعد والتدخل العسكريين لن يكون مثمراً، ولن يخدم سمعة تركيا في العالم العربي».

وأكد مندوب السعودية أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب قد أبلغت الدول العشر غير دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي في الأمم المتحدة بالتطورات، أخيراً، على أمل اللقاء بالدول دائمة العضوية.

وفي حين أشار المعلمي إلى ألا نية بنقل النزاع إلى الهيئة الأقوى في الأمم المتحدة، وقال:«لكن إذا تبين لنا ضرورة التحرك قدماً، فسوف نفعل».

دور أميركي

من جهته، أعلن مسؤول في الدول الداعية لمكافحة الإرهاب أن كافة هذه الدول تتمتع بعلاقات قوية مع الولايات المتحدة، وأضاف المسؤول: «إننا نعتقد بأن الأميركيين قد يلعبون دوراً بناءً جداً وبغاية الأهمية في التوصل كما نأمل إلى حل سلمي للأزمة الراهنة».

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد اتخذ موقفاً مؤيداً بقوة إلى المملكة العربية السعودية في النزاع الذي نشب، وأعلن جهاراً عن امتعاض أميركا من كون قطر تدعم الإرهاب والمنظمات المتطرفة، وتشكل قوة مزعزعة للسلام في الشرق الأوسط.

وترسي مذكرة التفاهم الموقعة بين كل من قطر وأميركا الخطوات التي يمكن لقطر اتباعها لتدعيم حربها على الإرهاب وتحديد مكامن القصور في مراقبة تمويل الإرهاب.

Email