شاران بورو: تواطؤ وصمت عالمي

أودري غوران: انتهاكات حقوق الإنسان واستغلال العمالة

Ⅶ العمل تحت درجة حرارة قاتلة | أرشيفية

ت + ت - الحجم الطبيعي

قالت أودري غوران مدير منظمة العفو الدولية للبحوث العلمية: معظم العمال في منشآت مونديال 2022 من أسر فقيرة ويأتون سعياً وراء عمل يتيح لهم إرسال المال إلى ذويهم، وهذه هي الحكاية القديمة الجديدة للعمال في قطر.. يقصدون وكالات التوظيف في دولهم، فيقال لهم إنهم سيحصلون على راتب معين، عادة يكون مبالغاً فيه أو أكاذيب، ثم يرسلونهم إلى قطر وعندما يصلون إلى هناك يكتشفون طبيعة العمل وراتب أقل مما وعدوا به، فيقعوا ضحية للخديعة والتضليل، وعندما يحاولون الرحيل يمنعهم رب العمل لأنه قد أخذ جوازات سفرهم، وكل من التقينا بهم كانوا ممن صودرت جوازات سفرهم، أو يخشون العودة إلى بلادهم لأنهم تركوا وراءهم ديوناً كبيرة وعليهم تسديدها.

ذكرت أن "فيفا" يمكنها فعل الكثير، وإذا كان من حقها اختيار من ينظم كأس العالم، فليس من حقها منح ذلك لدولة تنتهك حقوق العمال الأجانب لديها، لهذا يجب على الفيفا أن تفرض على قطر احترام حقوق هؤلاء العمال من خلال عقود تنص على ذلك، ليس هذا فحسب، بل الأمر ينطبق على عمال الفنادق والمحال التجارية وأماكن الفعاليات الرياضية، لأن معظم العاملين فيها أجانب، وكل مشجع سيحضر المونديال سيلتقي مع بعض هؤلاء العمال.

يكفي أن المنظمات الكبرى دانت ما يحدث في قطر.. منظمة العمل الدولية، وهيومن رايتس ووتش، ومنظمة العفو الدولية تحدثت جميعها عن انتهاكات حقوق الإنسان واستغلال العمالة في قطر.

نموذج

قال شاران بورو الأمين العام للاتحاد الدولي لنقابات العمال: إن أسوأ نموذج لهذا النوع من الوفيات هو ما يحدث في صفوف عمال البناء الذين تستعبدهم قطر، فهناك نحو مليون و400 ألف عامل أجنبي يعملون كالعبيد في درجة حرارة تبلغ 50 درجة مئوية، ولا يمر يوم واحد دون أن يسلم أحد عمال البناء الروح إلى بارئها، والحكومة ترفض منحهم أبسط حقوقهم الأساسية.

أضافت بقولها: هناك جو من التواطؤ والتآمر على الصمت على الصعيد العالمي، ونحن نقول للفيفا «إذا لم يكن هناك حقوق للعمال في قطر، وإذا لم تفرضوا عليها الشروط التي عليها احترامها، فإننا سنتصرف وسنراسل حكومات دول العالم لتتدخل، فحقوق العمال وأرواحهم ينبغي أن تكون أهم من الأموال التي تستثمرها قطر في دولكم».

وفي ذات السياق قال فواز الشريف الكاتب الصحفي السعودي: المشاريع المجدولة جعلت من القائمين على مونديال 2022 الدفع بأعداد كبيرة من العمالة الآسيوية وغيرها لمسابقة الزمن، دون أن يكون هناك أرضية جيدة للحفاظ عليهم وعلى سلامتهم تحول الموضوع من عمل رياضي جميل إلى عمل إنساني مؤلم جداً بتعرض البعض للموت أو الإصابات. العمل في مناخ حار على مدار الساعة مستحيل.

سخرة

نجيب جبرائيل رئيس منظمة الاتحاد المصري لحقوق الإنسان قال: ما يحدث هو نظام سخرة، وهو إجبار على عمل قد لا يناسب العامل أو مهارته وصحته.

بجانب عدم توفير الرعاية الصحية والاجتماعية وتقليص مرتباتهم وقد رصدنا ذلك كله كمنظمة لحقوق الإنسان.

أعمال شاقة

كومارا راج فاريل نائب رئيس البعثة الدبلوماسية بسفارة نيبال في بروكسيل قال: العمال يقضون النهار في أعمال شاقة وحارة تحت أشعة الشمس الحارقة، وعندما يعودون إلى سكنهم يشغلون مكيفات الهواء، وبسبب هذا يلفظ بعض هؤلاء العمال أنفاسهم الأخيرة خلال نومهم بسبب التغيير المفاجئ من الحرارة الشديدة إلى الهواء البارد.

أرقام

الملف مثقل بالأرقام والإحصائيات المخيفة وبالمواقف الحزينة في الملف، والد ودع ابنه على شاطئ ولا يزال ينتظر عودته والابن هناك لا يستطيع في الملف

أم لم يعد لديها من ولديها سوى صورة قديمة فقد مات في الملف ابن لم يعد يذكر ملامح أباه بعد أن ودعه إلى صحراء الموت في الملف عنوان عريض لبلد استباح كل شــيء حتــى الحيــاة.

Email