ماكرون يستقبل ممثلين عن المسيرة.. وحملة دولية تتقدم بشكوى ضد الدوحة لـ«اليونيسكو»

«مسلمون ضد الإرهاب»: حان الوقت لمعــــــاقبة قطر عالمياً

  • الصورة :
  • الصورة :
  • الصورة :
صورة
ت + ت - الحجم الطبيعي

دعا منظمو مسيرة «مسلمون ضد الإرهاب»، في ختام جولتها الأوروبية أمس، إلى تحرك عالمي لمعاقبة قطر على دعمها وتمويلها الإرهاب والتطرف وتسببها في الإساءة إلى صورة المسلمين في أوروبا وتفشي «الإسلاموفوبيا»، مؤكدين، بعد استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منظمي المسيرة، أنهم بصدد تنظيم مسيرة أخرى تضم عائلات الشباب الذين جندتهم قطر للقتال ضمن الجماعات المتطرفة.

في وقت أعدّت الحملة العالمية لمناهضة التمويل القطري للإرهاب ملفاً عن انتهاكات حقوق التعليم في سوريا، لتسليمه إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»، التي تتخذ من باريس مقراً لها، يتضمن انتهاكات ارتكبها نظام بشار الأسد، وكذلك الحكومة القطرية ضد مؤسسات تعليمية في سوريا وبحق الطلاب السوريين.

واختتمت مسيرة «مسلمون ضد الإرهاب» جولتها الأوروبية بالحافلات، بعد أن زارت سبع عواصم ومدن أوروبية في سبعة أيام، مطالبةً بإجراءات عقابية بحق الدول التي تدعم وتموّل الإرهاب والحركات المتطرفة، حيث استقبل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وعقيلته بريجيت ماكرون وفداً يمثل منظمي المسيرة في قصر الإليزيه، بحضور وزير الداخلية الفرنسي جيرار كولومب، وكبار مساعدي الرئيس الفرنسي، ومدير ديوانه باتريك سترزوت، ومستشاره الدبلوماسي فيليب إتيان، والسكرتير العام للرئاسة الفرنسية.

وأطلع الوفد، الذي يمثل المسيرة، الرئيس الفرنسي على أهدافها المتمثلة في رفض المسلمين الإرهاب والتطرف البعيد كل البعد عن تعاليم الإسلام السمحة والتضامن مع ضحايا الإرهاب في أوروبا.

وتحدث الوفد عن المراحل التي قطعتها المسيرة عبر الحافلات بالمدن والعواصم التي مرت بها، في ظل تفاعل الشعوب الأوروبية معها، من خلال الاستقبال الشعبي والرسمي الحار التي حظيت به أينما حلت. وأشار، في هذا الصدد، إلى الدور القطري في دعم الإرهاب وتمويله.

وقال رئيس تجمع أئمة مسلمي فرنسا، الشيخ حسن الشلغومي، في تصريح للصحافيين، بعد خروج الوفد من مقر الرئاسة الفرنسية، إن الوفد أبلغ الرئيس ماكرون أنهم بصدد تنظيم مسيرة أخرى قريباً تضم هذه المرة عائلات الشباب الذين غررت بهم قطر وأرسلتهم للقتال ضمن الجماعات المتطرفة في سوريا، مؤكداً أنه آن الأوان لأن يتحرك الساسة في كل العالم ضد الدول التي تدعم التطرف بسياساتها، وفي مقدمتها قطر.

وأضاف أن أوروبا دفعت ثمن ذلك دماً، وفقدت أكثر من 400 شخص، وفرنسا خاصة دفعت ثمناً غالياً أيضاً من خلال الاعتداءات الإرهابية التي ضربتها، وعلينا وضع الأصبع على الجرح.

تفشٍّ

وأوضح الشيخ الشلغومي أن الإرهاب الذي نشهده أساء كثيراً إلى صورة الإسلام في أوروبا بسبب سياسات الدول التي تموّل التطرف، وتدعم الجماعات التكفيرية وما يسمى بـ«الإخوان المسلمين»، خاصة السياسة القطرية التي أضرت كثيراً بصورة الإسلام والمسلمين في الغرب وأوروبا، ما تسبب في تفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا في البلدان الأوروبية، وتزايد حوادث الاعتداءات على المسلمات المحجبات في أوروبا. وأكد أهمية اتخاذ قرار أخلاقي وشجاع بمعاقبة الدول التي تدعم بسياساتها الإرهاب والتطرف والتشدد.

وقال: «لقد أردنا من خلال تنظيمنا مسيرة مناهضة الإرهاب أن نرسل رسائل عدة في اتجاهات عدة، بينها دعوة دولة قطر حتى تتراجع عن سياساتها»، مؤكداً دعم جميع المنظمين والمشاركين في المسيرة للقرارات والإجراءات التي اتخذتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية لمواجهة الاستفزازات القطرية وسياستها الطائشة.

من جانبه، قال رئيس منظمة سوريا للجميع، محمد عزت خطاب: «نحن نشد على أيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وأخيه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، ونتمنى من حكام قطر أن يغيروا سلوكهم، فسياسة قطر لم تكتف بدعم متطرفين والجماعات المتشددة فقط، بل دمرت أيضاً الشعب السوري وكل سوريا، من خلال تمويل الحركات التكفيرية في سوريا وكثير من الدول».

وأضاف أن على قطر تغيير سياساتها، خاصة بعد الأدلة التي قدمتها دول الخليج ومصر على رعاية الإرهاب وتمويله في المنطقة، مطالباً إياها بمراجعة حساباتها التي لن تقودها إلا نحو انتحار سياسي.

وكانت مسيرة «مسلمون ضد الإرهاب» قد انطلقت من باريس للتنديد بالإرهاب والدور القطري المشبوه في تمويله نحو مدن وعواصم أوروبية عدة، بمشاركة نحو 160 من الشخصيات، بينهم 80 من أئمة فرنسا وإسبانيا والبرتغال وبلجيكا وألمانيا.

واختار منظمو القافلة الانطلاق من موقع مقتل شرطي فرنسي على يد داعشي متطرف في شارع الشانزليزيه وسط باريس، قبل يومين من الدورة الأولى للانتخابات الرئاسية، قبل أن يتوجهوا من هناك إلى برلين، وتحديداً موقع دهس شاحنة حشداً من المارة في سوق لأعياد الميلاد، مما أسفر عن مقتل 12 شخصاً وإصابة نحو 50 على الأقل.

وتحولت وجهة القافلة بعد برلين نحو بروكسل التي هزتها ثلاثة تفجيرات، استهدفت مطار بروكسل ومحطة مترو مالبيك، ما أسفر عن مقتل 30 شخصاً وإصابة أكثر من مئة آخرين.

وزارت القافلة أيضاً مدن روان ونيس وتول، وتوقفت بعد عودتها أمام مسرح الباتكلان في باريس، حيث مواقع هجمات واعتداءات إرهابية نفذها متطرفون وتبناها تنظيم «داعش».

شكوى لـ«اليونيسكو»

من جهة أخرى، أعدّت الحملة العالمية لمناهضة التمويل القطري للإرهاب ملفاً عن انتهاكات حقوق التعليم في سوريا، لتسليمه إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونيسكو»، التي تتخذ من باريس مقراً لها، يتضمن انتهاكات ارتكبها نظام بشار الأسد وكذلك الحكومة القطرية ضد مؤسسات تعليمية في سوريا وبحق الطلاب السوريين.

وقالت الحملة العالمية لمناهضة التمويل القطري للإرهاب إن تمويل حكومة قطر لجماعات إرهابية في مناطق الصراع بعدد من المدن والقرى السورية، أدى إلى إغلاق عدد كبير من المدارس والمؤسسات التعليمية وهدمها، وحرمان الملايين من الطلبة السوريين من الدراسة والتحصيل العلمي.

وجاء الإعلان عن تقديم الشكوى من قبل الناطق الرسمي للحملة الدكتور يوسف عمر، خلال افتتاحه معرض رسوم الأطفال والطلبة من اللاجئين السوريين في المهجر في المركز الثقافي الاجتماعي في النمسا الذي نظم من قبل الحملة العالمية.

وعكست الرسوم لديهم الآثار السلبية الناجمة عن حرمان الأطفال من التعليم، في ظل ممارسات النظام السوري الممنهجة، وتمويل قطر جماعات إرهابية تحارب في سوريا، أسهمت جميعها في هدم المدارس والجامعات وتوقفها عن العمل، وهجرة معظم الشعب السوري إلى دول الشتات.

ويتضمن المعرض أكثر من 40 لوحة من رسوم أطفال سوريا في المهجر، إضافة إلى عقد ندوة مصغرة بحضور جمهور عربي ونمساوي، تحدثت فيها الخبيرة القانونية الأوروبية الدكتورة مالي جونز عن حق التعليم والإرهاب والقانون الدولي، ودور منظمة اليونيسكو في حماية حقوق الشعوب التعليمية وغيرها في أوقات الحروب.

كما تحدث الطالب الجامعي الشاب السوري، مهند وصفي، عن تجربته المريرة في سوريا، وعن حرمانه كما بقية زملائه من الدراسة، واشتراك النظامين السوري والقطري في جريمة هدم المدارس وإيقافها عن العمل، وتجربة الهجرة واللجوء في أوروبا.

رصد «الكراهية»

ملف الانتهاكات الذي يعمل عليه مستشارون وباحثون سيحتوي على ما تم رصده من محطة الجزيرة التابعة لحكومة قطر، من ترويجها خطاب الكراهية وبرامج وخطاب التعاطف لإشعال حرب أهلية في سوريا، وكذلك ما صدر من مؤسسات إعلامية حكومية وشبه حكومية وصحفية قطرية ومؤسسات خيرية قطرية.

وسيقدم الملف لمنظمة اليونيسكو باعتبارها المنظمة الدولية المختصة بالبت في هذه القضايا، من أجل وضع حد للتجاوزات اللاإنسانية التي ارتكبتها قطر بفضل تمويلها الإرهاب في سوريا، وعملها طول أمد الحرب والمفاوضات لإضاعة حقوق مواطني سوريا.

وأكدت الحملة العالمية لمناهضة التمويل القطري للإرهاب أن التعليم حق عالمي، وعلى كل الأطراف المسؤولة عن كارثة التعليم التي حلت في سوريا أن تلتزم بكل مسؤولياتها لضمان حق التعليم واحترامه، وأن الحكومة القطرية ارتكبت جريمة في حق التعليم وملايين الطلبة السوريين، وذلك بتمويلها الإرهاب والجماعات المتطرفة.

يُذكر أن الحرب في سوريا منذ عام 2011 أدت بسبب ممارسات النظام السوري وتمويل قطر الإرهاب إلى إيجاد جيل غير متعلم، وهو ما أرغم الأطفال السوريين على العمل غير القانوني، وأثقل كاهل الأنظمة الاجتماعية في بلدان اللجوء، وكانت مستويات التعليم في البلاد مرتفعة جداً، تقدّر بنسبة تصل إلى 97% بين الأطفال في سن الدراسة الابتدائية، ولكن الحرب شكّلت عبئاً ثقيلاً على النظام التعليمي.

وبحسب التقديرات الصادرة عن «اليونيسيف»، هناك نحو 2.7 مليون طفل سوري لا يستطيعون الذهاب إلى المدرسة بشكل منتظم داخل سوريا وخارجها. ووفقاً لـ«اليونيسف»، هناك ما يقرب من 10% من 1.5 مليون طفل لاجئ سوري تقريباً ممن يعيشون في البلدان المضيفة ويضطرون إلى العمل.

Email