أكد سيطرة الجيش الليبي على مخازن سـلاح قطري بحوزة تنظيمات إرهابية

المسماري: تحالف الدوحة و«الإخوان» و«القاعدة» خرّب ليبيا

ت + ت - الحجم الطبيعي

المشروع القطري في ليبيا متشابك ومعقد ومصبوغ في الوقت ذاته بدماء الكثير من الأبرياء، كشف تفاصيله الناطق الرسمي باسم القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، العقيد أحمد المسماري، الذي عقد أخيراً سلسلة مؤتمرات صحافية، قدم فيها العديد من الوثائق والمعلومات التي تكشف ضلوع نظام الدوحة في مؤامرة كبيرة، أغرقت ليبيا في الفوضى وحالة انعدام الاستقرار، المسماري، كاشفاً أن قطر رعت تنظيم «داعش»، بل كانت وسيطاً في مبايعة بعض التنظيمات المتطرفة الأخرى له.

مشيراً في هذا الصدد إلى أن مبايعة التنظيم الإرهابي في ليبيا تمت على مرحلتين، وأن الدوحة رعت المرحلة الثانية، أكد في حلقة نقاشية أقامتها صحيفة «الأهرام» و«مجلة السياسة الدولية» في القاهرة، أن الجيش الوطني تمكن من دحر تحالف قطر وجماعة الإخوان وتنظيم القاعدة الذي تسبب في دمار وخراب ليبيا، مشيراً إلى أن 10 % فقط من الأراضي الليبية لا تزال خارج سيطرة الجيش.

وأضاف «المسماري»، في الحلقة التي شارك فيها رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، عبد المحسن سلامة، رئيس تحرير السياسة الدولية، أحمد ناجى قمحة، بحضور عدد من الخبراء العسكريين والمتخصصين في الشأن الليبي، أن جماعة الإخوان كانت على تنسيق كامل مع «القاعدة» منذ عام 2012، واتفقت معها على أن تكون قوتها العسكرية في مواجهة قوات الجيش الوطني.

في بداية اللقاء، قال عبد المحسن سلامة رئيس مجلس إدارة مؤسسة الأهرام، إن ليبيا تمثل امتداداً طبيعياً لمصر، وعمقاً استراتيجياً لها، بحسبانها بوابة من بوابات الأمن القومي المصري.

وأضاف «سلامة» أن الدور المصري واضح في معالجة المحنة الشديدة التي تعيشها ليبيا حالياً، واصفاً إياه بالمحدد والواضح، ويسعى إلى تحقيق السلام والوحدة داخل الأراضي الليبية، بل ويمثل خريطة الإنقاذ للوضع الملتهب فيها.

في السياق ذاته، قال أحمد ناجي قمحة رئيس تحرير مجلة السياسة الدولية، الذي أدار الجلسة، إن اللقاء، جاء من منطلق التعرف إلى مزيد من الحقائق، والتفاعلات التي تتم على الأرض في ليبيا، طارحاً عدة تساؤلات حول الأزمة الليبية، وتطوراتها في المرحلة الأخيرة، والعلاقات المتشابكة بين الوضع في ليبيا والأزمة القطرية، وكذلك المفاوضات الجارية لحل تلك الأزمة، وأطروحات الحل المقترحة، وأدوار الفاعلين فيها، وواقع إدارة النفط الليبي، وحدود ومدى سيطرة القوات العسكرية الليبية عليه.

قطر و«داعش»

وأوضح أن الجماعات الإرهابية، التي تمت مواجهتها في مدينة بنغازي، تكونت من تنظيمات متطرفة فكرياً، وتنظيمات إجرامية، محدداً منها جماعة الإخوان التي شكلت «قوة درع ليبيا»، وحملت السلاح في مواجهة الجيش وعدتها بديلاً عنه، وتنظيم القاعدة، الذي كان يعمل تحت لوائه جماعات متعددة بقيادة الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، من أهمها «أنصار الشريعة»، وكتائب «أبو سليم»، و«جيش الإسلام»، أما التنظيم الثالث المتطرف.

فتمثل في تنظيم «داعش»، والذي أرجع المسماري جذور نشأته إلى ديسمبر 2013، مؤكداً أن مبايعة «داعش» في ليبيا تمت مرتين، المبايعة الأولى قامت بها جماعة «درع ليبيا» التابعة للإخوان، وكانت في مدينة درنة في أبريل 2014. أما الثانية، والتي لعبت قطر دوراً رئيساً فيها، فقامت بها مجموعة من تنظيم القاعدة بسبب انشقاقات داخلية في التنظيم.

جرائم «إخوانية»

وأشار الناطق إلى أن سيطرة الجماعة الإسلامية الليبية المقاتلة، وجماعة الإخوان على المؤتمر الوطني الليبي، بعد قرار عزل محمود جبريل، وهو أول رئيس وزراء لثورة 17 فبراير، ورئيس تحالف القوى الوطنية، وإصدارهما لقرارات بتسريح وتقاعد آلاف العسكريين، وإبعادهما لكل الكفاءات من إدارة مؤسسات الدولة، وتشكيلهما لدروع بشرية بديلة عن الجيش، كل ذلك أدى إلى حدوث ثورة على الإخوان والقاعدة في بنغازي، انتهت بمواجهات مسلحة، ارتكب خلالها الإخوان أبشع أنواع الاغتيالات والحرق، وتقطيع الرؤوس، والتفجيرات.

وأكد المسماري أنه في التوقيت الذي رفع فيه سكان بنغازي شعارات تطالب بخروج الجيش لمواجهة المشروع القطري الإخواني، المتوافق مع مشروع الجماعات الإرهابية، ذات المصلحة المشتركة، لم يكن الجيش جاهزاً، بل كان يعاني مشاكل مزمنة، لم يعالجها العقيد معمر القذافي.

دعم قطري

ووصف الناطق العسكري الليبي، المعارك العسكرية التي خاضها الجيش منذ 2014، ضد الجماعات المسلحة، بالشرسة وغير المتكافئة، وعدها أقرب إلى الانتحار، نتيجة الدعم الخارجي المتجدد والمتزايد لتلك الجماعات الإرهابية، والذي كان من أهمها الدعم القطري. وقال المسماري، إن الجيش الوطني الليبي يسيطر في الوقت الراهن على 90 % من الأرضي الليبية، وذلك حسب الخرائط الليبية والقياسات على الأرض.

وأوضح أنه يتبقى 10 % فقط من مساحة ليبيا المعمورة، تتقاتل فيها مليشيات القاعدة، التي يمثلها «خليفة الغويل»، ومليشيات أخرى غير مؤدلجة، مبيناً أن هذه المنطقة تمثل الشريط الساحلي الذي يبدأ من مدينة سرت، ويمر عبر مصراتة، مروراً بمدينة طرابلس.

وأضاف أن الجيش الوطني الليبي، يسعى خلال الفترة المقبلة إلى السيطرة على جميع الأراضي الليبية، والقضاء على الإرهاب بكل أشكاله، ومواجهة عصابات المال العام، وعصابات بيع الأراضي، ومواجهة الفضائيات التي تمول من قطر، وذلك لفرض هيبة الدولة الليبية، مرجعاً ذلك إلى توافر حاضنة اجتماعية للجيش الليبي في جميع المناطق، ظهرت ملامحها بوضوح في معركة الهلال النفطي، التي لم يقتل فيها شخص واحد، بل لقي الجيش فيها دعماً من المشايخ والقبائل.

وبعد أن أنهى العقيد أحمد المسماري كلمته، تدخل اللواء محمد الغباري، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق، قائلاً: «مصادر تغذية الإرهاب ستستمر في ليبيا وغيرها من مناطق الشرق الأوسط، والحرب على الإرهاب ستكون طويلة، لأن المستهدف منها، هو عزل مصر عن منطقة الشام».

وأكد العقيد المسماري، في تعقيبه على الغباري، أن منطقة الجبل الأخضر الليبية، تقع بالكامل تحت سيطرة الجيش، وأن منطقة الحدود المصرية- الليبية، لا يمكن القيام فيها بعمل إرهابي جماعي، موضحاً أن عمليات تهريب السلع التموينية تمثل النشاط الوحيد الذي تلجأ إليه التنظيمات في الوقت الراهن.

إنقاذ ليبيا

وقال العقيد خالد عكاشة، الخبير الأمني، في مداخلته، إن قوات الجيش الليبي أنقذت ليبيا من مصير مجهول، وإن الهدف من دعم وتمويل الإرهاب في ليبيا، كان لزعزعة استقرار دول الشمال الأفريقي ودول الساحل والصحراء.

وتساءل عكاشة عن مدى حقيقة سيطرة الجيش الوطني الليبي على 90 % من الأراضي الليبية، وعن الموقف الحقيقي للدول الغربية من استقرار ليبيا، وسيطرة الجيش على النسبة الكبرى من الأراضي.

مسؤولية تاريخية

وتساءلت الدكتورة أماني الطويل، خبير الشؤون الأفريقية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عن حدود حجم التدخل القطري في ليبيا. قال المسماري: «إن قطر تتحمل المسؤولية التاريخية عما يحدث في ليبيا».فيما تساءل جميل عفيفي، المحرر العسكري بالأهرام، المستشار العسكري لمجلة «السياسة الدولية»، عن مدى إمكانية وجود خطة عسكرية من قبل الجيش الليبي.

وكانت إجابة الناطق العسكري الليبي، أن هناك خطة عسكرية جاهزة للقوات المسلحة الليبية، تشمل جميع أنواع القتال، وأنه من ناحية التسليح، توجد أسلحة جاهزة من مخازن قطر في ليبيا، أما من الناحية الأمنية، فإن الجيش الليبي أصبح لديه «عيون» في كل مكان.

Email