ازدواجية قطر في الادعاء بمكافحــةالإرهاب ودعمه

ت + ت - الحجم الطبيعي

أكد تقرير أميركي أن هناك تناقضاً واضحاً وازدواجية في الموقف القطري بين دعم الإرهاب وادعاء مكافحته، وهو أمر لم يعد خافياً على الجميع، حتى أن واشنطن اتهمت قطر بدعم وتمويل للجماعات الإرهابية المتطرفة. ووفقاً لوزارة الخزينة الأميركية فإن الدوحة تمول الجماعات المتطرفة في سوريا مثل تنظيم القاعدة و«داعش»، حيث عينت مواطنين قطريين لجمع الأموال نيابة عن جبهة «النصرة».

وتناول التقرير الصادر عن معهد الحوار الاستراتيجي الأميركي، تحت عنوان «قطر: التطرف ومكافحة التطرف» ازدواجية السياسة القطرية تجاه الإرهاب، لناحية دعمها له وادعائها مكافحته، عبر جملة واسعة مما نشر في المصادر الأجنبية عن تورط قطر في إيواء المنظمات الإرهابية على أنواعها وإمدادها بالدعم المالي والمادي، بما في ذلك في الصحف والمجلات ومراكز الأبحاث والوكالات الرسمية والمحطات التلفزيونية، علاوة على ما أفادت به تقارير وزارتي الخارجية والخزانة الأميركية وغيرها، وهذا أهم ما جاء في التقرير:

قطع

وقال التقرير: في 5 يونيو 2017، قطعت كل من مصر والمملكة السعودية والبحرين والإمارات العربية المتحدة واليمن والحكومة المعترف بها دولياً في ليبيا، والمالديف، العلاقات الدبلوماسية مع قطر، نتيجة لدعم البلاد للإرهابيين والجماعات المتطرفة في المنطقة، وقام في الوقت نفسه، التحالف العربي الذي تقوده السعودية، والذي يحارب المتمردين الحوثيين المدعومين إيرانياً في اليمن، بطرد قطر من التحالف، حيث القت السعودية اللوم على قطر على «تمويلها وتبنيها وإيوائها المتطرفين» مشيرة إلى دعم قطر لـ «داعش» و«القاعدة» وجماعة الإخوان المسلمين. وفي عام 2014، انتقدت وزارة الخزانة الأميركية الحكومة القطرية لقيامها بتمويل أنشطة لتمويل الإرهاب داخل حدودها، فضلاً عن دعمها المالي والسياسي المزعوم لجماعات إرهابية على اللائحة الأميركية مثل حماس.

وقال التقرير أن قطر تحافظ على علاقات عسكرية وثيقة مع الولايات المتحدة، في الوقت الذي تنتقدها هذه الأخيرة لعلاقاتها المزعومة مع جماعات إرهابية مثل «القاعدة» و«حماس». ووفقاً إلى صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، تقدم قطر للجماعات الإسلامية في العالم «ملاذاً آمناً ووساطة دبلوماسية ومساعدات مالية وأسلحة في بعض الحالات». وقد اتهمتها الولايات المتحدة بالسماح بعمليات تمويل للإرهاب داخل حدودها.

وقامت الحكومة الأميركية بفرض عقوبات على عدد من المواطنين القطريين لروابطهم بشبكات مالية لتنظيمي «داعش» و«القاعدة». وفيما تنفي قطر دعمها الحركات الإرهابية، قال الأمير تميم بن حمد آل ثاني لـ«سي إن إن» في عام 2014 إنه هناك «فرق بين الحركات. أنا أعلم أنه في أميركا وبعض البلدان ينظرون إلى بعض الحركات بأنها حركات إرهابية. وفي هذا الجانب من منطقتنا لا نفعل ذلك»

انتقاد

وقد انتقدت السعودية والإمارات وغيرها من حكومات الشرق الأوسط الدعم القطري لـ «القاعدة» و«داعش» و«الإخوان المسلمين». وفيما لا يوجد للإخوان فرع رسمي في قطر، فإن أعضاء الجماعة مثل الزعيم الروحي يوسف القرضاوي يقيم في البلاد. وأفيد بأن قطر قدمت أيضاً مساعدات مالية لحكومة الإخوان في مصر عام 2013. وقد وصفت مصر منذ ذلك الحين الإخوان جماعة إرهابية، ونددت بدعم قطر للجماعة. وقطعت الإمارات والسعودية والبحرين ومصر، العلاقات الدبلوماسية مع قطر في يونيو 2017 نتيجة لدعم البلاد للإرهاب العالمي.

وتفيد التقارير بأن المساجد التي تديرها الدولة في قطر استضافت متحدثين متطرفين وقادة دينيين. ومع ذلك، قلة نسبياً من القطريين ذهبوا إلى الخارج لينضموا إلى الجماعات المتطرفة في سوريا والعراق. وعلى العكس من ذلك، فإن دعم «داعش» يبدو واسع النطاق بين المستخدمين القطريين لموقعي «فيسبوك» و«تويتر» وفقا لدراسة تعود إلى عام 2014. وقد حللت الدراسة المشاركات المؤيدة لداعش والمناهضة لداعش في البلدان خارج ما يدعى مناطق «داعش»، ووجدت أن نسبة 47% من تلك المشاركات التي تم تجميعها بين يوليو وأكتوبر 2014 في قطر، أعربت عن مشاعر مؤيدة لـ «داعش»، وكانت هذه النسبة متقدمة عن البلدان الأخرى.

رعاية التطرف

وأشار التقرير إلى أن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية وصف قطر بأنها «ملاذ آمن للمتطرفين الدينيين المطرودين من قبل دول أخرى». واستشهد المركز بتاريخ قطر في توفير ملجأ للمتطرفين الفلسطينيين والسودانيين والجزائريين. وأفيد أن قطر وفرت ملاذاً لمسلحين سعوديين بعد الاستيلاء على المسجد الحرام في مكة عام 1979. كما أفيد أن البلاد استضافت أعضاء من «القاعدة» و«طالبان». ووفقاً لمجلة «جينز» الاختصاصية بالشؤون العسكرية، فإن قطر في الثمانينيات كانت «نقطة توقف لكبار الإرهابيين المتشددين العابرين من والى أفغانستان، يستخدمون منازل الوجهاء القطريين كونها ملاذات آمنة».

وقد اتهم اندرو واينبرغ من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات قطر بإظهار «وجه إلى المجتمع الدولي يشي برغبة في المساعدة بمكافحة المنظمات الإرهابية، فيما كانت توفر منصة للوعظ في فنائها الخلفي للنوع نفسه من التطرف المليء بالكراهية الذي لداعش». ويشير واينبرغ إلى تيار من الأئمة الإسلاميين الذين خاطبوا المساجد القطرية بدعم حكومي.

اتهام

ويشهد أكبر مسجد في الدوحة خطباً تثير مشاعر التطرف من خلال دعوة متكلمين ضيوف متطرفين. وقيل إن مسؤولي الحكومة القطرية روجوا لتلك العظات المتطرفة في وسائل الإعلام القطرية وموقع «تويتر». وأفيد بأن بين المتحدثين في المسجد، الشخصين المدرجين أميركيا على قائمة الإرهاب، الكويتين حامد بن عبدالله العلي، المتهم بتمويل «القاعدة»، وحميد حامد حميد آل علي، المتهم بدعم جبهة النصرة.

Email