تيلرسون عاد إلى الكويت ويزور الدوحة مجدداً اليوم

اجتماع جدة: الدول الأربع تتمسك بالمطالب

ت + ت - الحجم الطبيعي

اختتم وزراء خارجية الإمارات والسعودية والبحرين والكويت ومصر والولايات المتحدة الأميركية اجتماعاً سداسياً في جدة أمس، بحث في الأزمة مع قطر، من دون أن يطفو على السطح ما نتج عن الاجتماع.

وعقد وزير الدولة للشؤون الخارجية معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، ووزير الخارجية السعودي عادل بن أحمد الجبير، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، ووزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، ووزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الكويتي محمد عبد الله المبارك، في جدة، أمس، اجتماعاً مع وزير الخارجية الأميركي ريك تيلرسون. وذكرت وكالة الأنباء السعودية أنه جرى خلال الاجتماع بحث الأزمة مع دولة قطر من جوانبها كافة.

وقالت مصادر خليجية قريبة من دوائر صنع القرار إن وزراء خارجية الدول الأربع الداعية إلى محاربة الإرهاب أكدوا، خلال الاجتماع، أن مفتاح تسوية الأزمة هو استجابة قطر لمطالب الدول الأربع التي تتمحور في جوهرها حول وقف دعم قطر للإرهاب. كما قال مسؤول بارز قبيل المحادثات إن أي حل للأزمة يتعين أن يبدد كل المخاوف التي أشارت إليها الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب، ومنها تقويض الدوحة استقرار المنطقة.

وأكد وزير الخارجية المصري ضرورة توقف قطر عن دعم الإرهاب وتمسك الدول العربية بمطالبها. وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية أحمد أبو زيد، بأن شكري قال، إن اجتماع جدة، تناول الأبعاد المختلفة للأزمة مع قطر واستعرض كل التطورات الأخيرة الخاصة بها، حيث أعاد وزير الخارجية طرح شواغل مصر حيال موقف قطر الداعم للإرهاب، مؤكداً تمسك مصر بالمطالب التي قدمتها الدول العربية الأربع لقطر. وأكد شكري خلال الاجتماع أن التوصل إلى تسوية لهذه الأزمة يظل رهنا بتفاعل قطر الإيجابي مع هذه المطالب وتوقفها عن دعم الإرهاب والجماعات الإرهابية.

وبُعيد انتهاء الاجتماع، توجّه تيلرسون إلى الكويت التي زارها الاثنين الماضي، في بداية جولته الإقليمية، حيث يتوسط أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد لحل الأزمة. وقالت المصادر إن تيلرسون عاد إلى الكويت بعد الاجتماع الماراثوني في جدة، على أن يزور قطر مجدداً اليوم الخميس، حاملاً معه تمسّك الدول الأربع بمطالبها الثلاثة عشر. وأوضح الناطق باسم الخارجية الأميركية آر سي هاموند أن تيلرسون سيُطلع أمير قطر تميم بن حمد على نتائج محادثاته في جدة.

لقاء سلمان

وكان تيلرسون التقى، فور وصوله إلى جدة، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ووزير الخارجية عادل الجبير. وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن تيلرسون والملك سلمان بحثا العلاقات بين البلدين و«آفاق التعاون بين البلدين الصديقين، ومستجدات الأحداث في المنطقة، وبخاصة الجهود المبذولة في سبيل مكافحة الإرهاب وتمويله». وقال العاهل السعودي، لدى ترحيبه بتيلرسون، إنه سعيد بهذا التعاون المستمر بين البلدين وبتعزيزه وزيادته بلا حدود.

كما التقى الوزير الأميركي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي أكد له، بحسب بيان رسمي أميركي، أن المملكة «واثقة» بأن البلدين قادران على تخطي «كل التحديات». وردّ تيلرسون بالقول إن الشراكة بين الرياض وواشنطن «مهمة جداً» لأمن المنطقة واستقرارها. وأفادت وكالة الأنباء السعودية أنه جرى خلال الاجتماع استعراض أوجه العلاقات الثنائية بين البلدين وفرص تطويرها، إلى جانب بحث تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب والتطرف وتمويلهما.

بدوره، بحث الجبير مع نظيره المصري سامح شكري، العلاقات بين البلدين الشقيقين والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء السعودية.

جهود فرنسية

ويقوم وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان بجولة خليجية، السبت والأحد المقبلين، للدعوة إلى «تهدئة سريعة» للأزمة، بحسب ما أفادت وزارة الخارجية في بيان، وقالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية أنييس روماتي إنه «في ظل القلق من التوترات الحالية التي تؤثر في هذه الدول التي تربطنا بها علاقات وثيقة وودية، ندعو إلى تهدئة سريعة تصب في مصلحة الجميع». وأضافت أن لودريان سيسلط الضوء على التأثير السلبي للأزمة في الجبهات الدبلوماسية والسياسية والأمنية، وأنه يريد أن يسمع وجهات نظر كل الدول المعنية، وسيدعم جهود الوساطة الكويتية. وتابعت المتحدثة أن الوزير «سيجدد التأكيد أن تعزيز مكافحة الإرهاب يشكّل أولوية لفرنسا».

في غضون ذلك، أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية معالي الدكتور أنور قرقاش، في رسالة وجهها إلى الناطق باسم مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان زيد رعد الحسين، أن قناة «الجزيرة» تنشر الطائفية وتروّج للعنف. وجاء في الرسالة أن القناة القطرية «تجاوزت مراراً عتبة التحريض إلى العداء والعنف والتمييز».

في سياق آخر، أعلنت وكالة الأنباء السعودية أن الأمير محمد بن سلمان تلقى اتصالاً هاتفياً، أمس، من وزير الدفاع التركي فكري إشيق، تناول العلاقات العسكرية بين البلدين، وذلك بعد وصول دفعة جديدة من القوات التركية إلى قطر. وذكرت الوكالة أنه «جرى خلال الاتصال استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وخاصة في الجوانب الدفاعية».

أدلة

إلى ذلك، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالاتحاد الأوروبي إنه لا حاجة إلى أن تقدّم الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب أدلة لإدانة الدوحة بأنها تموّل الإرهاب، لأن الأدلة متوافرة للجميع، فالعديد من أجهزة الاستخبارات الأوروبية تأكدت بعد تتبع حركة الأموال القطرية أنها انتهت بأيدي مجموعات إرهابية، سواء في العراق أو في سوريا أو في مصر، لافتاً إلى أن المطالب العربية عادلة جداً بما في ذلك غلق «الجزيرة».

Email