خبراء: طهران انتهازية وتستغل سذاجة المسؤولين في الدوحة

خط بحري جديد يعمق ارتــــــــباط «الحمدين» بإيران

ت + ت - الحجم الطبيعي

تواصل قطر الاستنجاد بحليفتها إيران لضمان استمرار المجموعات الإرهابية في تلقي التمويل وزعزعة استقرار الدول العربية، ففي آخر فصول التحالف المفضوح بين الطرفين، أعلن مسؤول إيران أن العلاقات الاقتصادية مع الدوحة تنمو بشكل كبير، فيما تعمل شركات إيرانية على فتح خط بحري جديد من بوشهر إلى الدوحة.

وفي الجانب الأمني تتولى مجموعة من الحرس الثوري الإيراني توفير الحماية لتميم بن حمد من أي هبة شعبية قطرية متوقعة ضد توجهات تنظيم الحمدين في دعم الإرهاب والعمل ضد الأمن القومي العربي.

وضمن سياسات قطر الاستقواء بإيران ضد الدول العربية الداعية لمكافحة الإرهاب، يعمق تنظيم الحمدين علاقاته بإيران تنفيذاً لتوجيه تميم بن حمد الذي وجّه مؤسسات الدولة القطرية بتنمية العلاقات مع طهران في المجالات كافة.

وأفادت صحيفة «فاينانشال تريبيون» الإيرانية، أمس، أن شركة «فالفجر» الإيرانية للشحن تخطط حالياً لإقامة خط بحري مباشر من ميناء بوشهر إلى قطر خلال الأسبوعين المقبلين. ونقلت الصحيفة عن أبو القاسم محمد زاده، المسؤول بميناء بوشهر، قوله إن هذه الخطوة تهدف إلى «توسيع التجارة غير النفطية» إلى قطر، مضيفاً أن مؤسسته ستستخدم حاويات مبردة للشحنات إلى قطر.

مركز صفقات

وفي 10 يونيو الماضي، نقلت وسائل إعلام إيرانية عن مساعد الشؤون الاقتصادية لمحافظ بوشهر، سعيد زرين فر، قوله: «سيتم تخصيص ميناء بوشهر كمركز للتبادل الاقتصادي بين إيران وقطر».

في السياق، أعلن المشرف على جمارك ميناء دير الإيراني، ألبرز كشاورزي، أنه تم تصدير 1400 طن من المواد الغذائية خلال الأشهر الشهور الأولى من العام الحالي من ميناء دير إلى الموانئ القطرية.

وأفادت وكالة تسنيم الإيرانية للأنباء أن كشاورزي أشار، في تصريح صحافي له أمس، إلى زيادة حجم صادرات السلع من ميناء دير إلى دول الخليج. وقال: «خلال الأشهر الثلاثة الأولي من العام الحالي، تم تصدير 1400 طن من المواد من ميناء دير إلى مختلف الموانئ القطرية».

ولفت المشرف على جمارك ميناء دير إلى تنمية التبادل التجاري بين إيران وقطر، مبيناً أن إقامة التبادل التجاري بين ميناء دير والموانئ القطرية يعد أمراً مؤثراً في ازدهار اقتصاد المنطقة، ويشكّل خطوة للمزيد من وجود التجار، وتعزيز النشاطات التجارية في هذا الميناء.

دولة انتهازية

وعن الاستقواء القطري بإيران، ​أكد خبراء في الشأن الإيراني أن إيران دولة انتهازية بكل المقاييس، وهدفها هو التوسع في المنطقة العربية، من خلال الفرصة التي وفرتها قطر التي ستدفع ثمن كل المساعدات بأضعاف مضاعفة، وهو ما ظهر خلال تصريحات المدير التنفيذي للمطارات والملاحة الجوية الإيراني، رحمت إله أبادي، بأن إيران تفتح مجالاتها الجوية أمام الخطوط القطرية وتنتظر «رد الجميل»، وكذلك فتحت مجالاتها البحرية.

وقال الباحث في الشؤون الإيرانية، محمد محسن أبو النور، إن تصريحات مدير الملاحة الجوية الإيرانية متوقعة، لأن إيران لا تفعل شيئاً دون مقابل، وفتح أجوائها أمام الملاحة القطرية يدر عليها مكاسب سياسية واقتصادية، مشيراً إلى أن خبراء إيران صرحوا بأن المكاسب الاقتصادية لإيران خلال شهر واحد ستكون مليار دولار، نتيجة بيع السلع الإيرانية لقطر بأضعاف أثمانها الحقيقية.

بدوره، قال الخبير في الشأن الإيراني، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، حامد محمود، إن تصريحات المسؤولين الإيرانيين تأتي في إطار السياسة الانتهازية، التي تتبعها إيران، مشيراً إلى أنها دولة لا تملك مبدأ الصداقة والشراكة.

بينما تقوم على مصالحها، وأن مساعيها الآن تثبيت موطئ قدمها الجديد في قطر بعد اليمن وسوريا والعراق، لافتاً إلى أن تصريحات المسؤولين الإيرانيين عبارة عن معايرة بموقف طهران المساعد للدوحة، وأن قطر عليها أن تدفع مقابل هذا الموقف سياسياً واقتصادياً وعسكرياً.

وأضاف أن الحرس الثوري في الدوحة هدفه حماية الأمير من الغضب الشعبي القطري عليه، وأن الدوحة أصبحت عبارة عن قاعدة عسكرية لجيوش أعداء الوطن العربي.

في السياق، أكد المحلل المصري خبير العلاقات الدولية د. محمد رمضان أن على قطر إدراك أن طهران دولة لها تاريخ ملوث في التوريط وتغليب مصالحها على مصالح حلفائها، وأن ما أعلنته عن مطالبة الدوحة بعدم نسيان موقفها الداعم وردّ الجميل هو محاولة ابتزاز واضحة مدفوعة بقراءة مستقبلية بحل الأزمة، وهو الأمر الذي جعلها تدرك أن الثمن يجب أن يكون على قدر المواقف، وهو أفظع أنواع الاستغلال والبجاحة التي ارتضاها النظام القطري بمهانة.

أزمة مياه

قالت صحيفة «صنداي تليغراف» البريطانية، إن قطر التي تستورد 90 في المئة من غذائها تغفلُ أو تتغافل عن مواجهة واقع خطير حيوي، وهو نقص احتياطيها من المياه العذبة الذي يكفي ليومين فقط.

واستندت الصحيفة إلى تصريحات فهد العطية، خبير في الأمن الغذائي ومهندس في البنية التحتية القطرية، حين قال في مؤتمر تيد عن الطرق غير المتوقعة التي تخلقها دولة قطر الصغيرة في الشرق الأوسط من أجل توفير إمدادات للمياه.

وتستورد قطر 90 في المئة من غذائها، وأصابها ذعر حقيقي عندما أغلقت السعودية الحدود البرية الوحيدة مع قطر. مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع أشارت في بحث إلى أن قطر أضحت أكثر اعتماداً على المياه المحلاة من أجل تلبية نحو 99 في المئة من احتياجات المياه المحلية، غير أن أساليب تحلية المياه المتبعة تستهلك الكثير من الطاقة. لندن - وكالات

Email