المأزق القطري يتعمّق

حملة محاكمة «تنظيم الحمدين» تنطلق في أوروبا

ت + ت - الحجم الطبيعي

يضيق الخناق على «تنظيم الحمدين» مع استمراره في الثبات على تمويل الإرهاب وإدارة مراكز صناعة خطاب الكراهية، وفي مقدمتها قناة الجزيرة التي ظهرت معطيات جديدة عن نشاطاتها الإرهابية بتقديم أموال لأسامة بن لادن فيما تتواصل الجهود الدبلوماسية الساعية إلى إقناع قطر بالتوقف عن تمويل الحركات الإرهابية.

وأكد وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون أن ما يريد الناس رؤيته هو وقف تصعيد الأزمة وتحقيق تقدم نحو معالجة تمويل الإرهاب في المنطقة، فيما بقي تميم بن حمد مختفياً عن المشهد وسط تساؤلات عما إذا كان يتهيأ لمغادرة البلاد أم أنه في الإقامة الجبرية.

وانطلقت أمس حملة جديدة، من باريس، ضد الدور القطري في دعم الإرهاب ومن المفترض أن تقطع خمسة آلاف كيلومتر بمشاركة 160 من أبرز أئمة المساجد في فرنسا، بينما تتحرك كرة الإجراءات الخاصة بالدول الداعية لمكافحة الإرهاب رداً على التمويل القطري للإرهاب وتحالفها مع إيران، حيث من المفترض طرح الملف على اجتماع تعقده لجنة مكافحة الإرهاب في التحالف الدولي ضد داعش ووضع التحالف في صورة التناقض بين وجود الدوحة عضواً في التحالف وهي في الوقت نفسه الممول الرئيس للإرهاب.

ودعت وزارة الخارجية المصرية في بيان أمس، الدول المنضوية في التحالف الدولي ضد الإرهاب، إلى إعادة النظر في عضوية قطر بالتحالف، وذلك قبل أيام من انعقاد اجتماع مجموعة الاتصال الاستراتيجي بالتحالف الدولي ضد داعش في واشنطن بعد غد، مؤكدة أن الإجراءات التي اتخذتها الدول العربية الداعية إلى مكافحة الإرهاب تجاه قطر، يضع أعضاء التحالف الدولي أمام تحدٍ إضافي عليهم مواجهته، نتيجة عضوية قطر في هذا التحالف، وما قد يترتب على استمرار تلك العضوية من تناقض قد ينال من مصداقية عمل التحالف، وأن القاهرة ستقدم، في الاجتماع، مزيداً من الأدلة التي تبرهن على دعم دول بعينها للتنظيمات الإرهابية.

وتشارك مصر ممثلة في وزارة الخارجية في اجتماعات مجموعة الاتصال الاستراتيجي بالتحالف الدولي ضد داعش، واجتماعات كبار المسؤولين المعنيين بمكافحة الإرهاب بالدول أعضاء التحالف، والتي تنعقد في واشنطن خلال الفترة من 11-13 من الشهر الجاري.

وصرح الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية، رئيس وفد مصر في الاجتماع، المستشار أحمد أبوزيد، بأن الاجتماع ينعقد عقب الإعلان عن حزمة الإجراءات التي اتخذتها مصر والإمارات والبحرين والكويت في مواجهة قطر، لتورطها في دعم وتمويل وإيواء الجماعات الإرهابية، وصولاً إلى الاجتماع الرباعي الذي انعقد بالقاهرة قبل يومين، لمتابعة الاستجابة القطرية لمطالب الدول الأربع، وهو الأمر الذي يضع أعضاء التحالف الدولي ذاتهم أمام تحدٍ إضافي عليهم مواجهته، نتيجة عضوية قطر في هذا التحالف، وما قد يترتب على استمرار تلك العضوية من تناقض قد ينال من مصداقية عمل التحالف ذاته، وقدرته على تحقيق أهدافه.

وفي باريس، انطلقت قافلة للتنديد بالإرهاب والدور القطري المشبوه في تمويله نحو مدن وعواصم أوروبية، بما فيها مواقع شهدت تفجيرات واعتداءات إرهابية خلال الفترة الماضية، بمشاركة نحو 160 من أهم أئمة مساجد فرنسا وكتابها وشخصيات كبيرة.

وتهدف القافلة، التي ينظمها اتحاد أئمة مسلمي فرنسا، إلى إيصال رسالة للشعوب الأوروبية، مفادها أن الجالية المسلمة في أوروبا، ترفض أن ينتمي إليها أي شخص يرتبط اسمه بالإرهاب، وأن العمليات الإرهابية التي ضربت أوروبا وعدة أماكن من العالم، تعتبر انتهاكاً صارخاً لكل الديانات السماوية والقيم الدينية والأخلاقية والإنسانية، وأن الدول الأوروبية مطالبة باتخاذ إجراءات صارمة للحد من التمويل القطري المشبوه للإرهاب.

ومن المتوقع أن تقطع القافلة، التي تحظى تحركاتها بتغطية إعلامية مكثفة من الإعلام الأوروبي، بالحافلات، نحو خمسة الآف كيلومتر، تجوب خلالها عدة دول، من بينها ألمانيا وبلجيكا، إلى جانب عدد من المدن الفرنسية، وتزور مواقع شهدت تفجيرات واعتداءات إرهابية خلال الفترة الماضية.

وتحظى هذه الحملة بمتابعة إعلامية مكثفة من وسائل الإعلام الأوروبية، وأيضاً من الشعوب الأوروبية. ووفق المنظمين، من المتوقع أن يكون هناك نحو عشرة آلاف شخص بانتظار وصول أعضاء القافلة إلى ألمانيا.

وانكشفت المزيد من ملفات الدعم القطري للإرهاب والحركات المتطرفة حيث كشف مدير عام مؤسسة «وطني الإمارات»، الكاتب والمحلل السياسي، ضرار بالهلول الفلاسي، عن أن قطر قامت بتمويل الجماعات الإرهابية في اليمن بنصف مليار دولار العام الماضي تحت غطاء مشاريع وأنشطة خيرية ونقلت 500 جريح من تنظيمات القاعدة وداعش والإخوان إلى مستشفيات قطرية لعلاجهم.

وخصص الكاتب والمحلل السياسي ضرار بالهلول الفلاسي سلسلة تغريدات تفضح، بالأرقام والوقائع، أبرز أنشطة مؤسسة قطر الخيرية في دعم وتمويل الإرهاب، مثل «توفير العلاج ونقل قرابه 500 جريح من جرحي القاعدة و داعش والإخوان في مستشفيات قطر بتكلفة تزيد على مليون دولار خلال العامين الماضيين، وتقديم شحنات غذائية كبيرة لقيادات إخوانية يمنية مرتبطة بالقاعدة كمساعدات إنسانية وبيعها في السوق السوداء لتمويل أنشطة إرهابية».

Email