أزمـــــة قطر تخنق المجموعـات الإرهابية الليبية

ت + ت - الحجم الطبيعي

ثمّن سياسيون ليبيون الموقف القوي المُتخذ من قبل الدول المقاطعة لقطر، مشددين على أن «تجفيف منابع دعم وتمويل الإرهاب ينعكس سلباً على الجماعات الإرهابية»، كما أن «توقف الدعم القطري يدفع –بلا شك- باتجاه انحصار المجموعات الإرهابية ونهايتها في ليبيا، وهي أدوار ومواقف تعتبر عاملاً مسانداً وقوياً لمجهودات الجيش الليبي في إطار دحر الإرهاب في كل ربوع ليبيا.

ويساعد موقف الدول الأربع (الإمارات والسعودية والبحرين ومصر) الليبيين في جهود مكافحة الإرهاب، وكذا يعد دعماً سياسياً قوياً في مواجهة القوى والدول الداعمة للإرهاب التي كان لها دور سلبي مباشر على الأوضاع في ليبيا منذ عام 2011 حتى اللحظة.

وكان لفضح السياسات القطرية الداعمة للإرهاب من خلال عملية المقاطعة أثر كبير في تعزيز التقدمات التي يحققها الجيش الليبي في إطار الحرب على الإرهاب، بما توّج نجاحات ليبيا وكانت المقاطعة عاملاً داعماً ومكملاً لها، وهو ما يؤكده الأكاديمي والسياسي الليبي رمزي الرميح، المستشار السابق للقوات المسلحة الليبية، الذي ثمن لـ«البيان» من القاهرة موقف دول المقاطعة من قطر.

وقال إن ذلك الموقف «يساعدنا فيما يتعلق بالدعم السياسي والقرارات الملزمة»، ويعتبر أن الدور القطري في ليبيا، بفضل تلك الجهود التي تتكامل مع الجهود التي تبذلها القوات الليبية على الأرض، «قد صار ذلك الدور في الرمق الأخير»، والمقاطعة هي خطوة تتويج لكفاح عسكري منذ أربع سنوات للجيش الليبي، وهي خطوة كذلك تساعد على ألّا يوجد المزيد من البؤر والخلايا الإرهابية النائمة عقب انتهاء الحرب على الإرهاب في ليبيا.

ويلفت إلى اعتبار ليبيا أولى الدول التي حذرت من الدعم القطري للإرهاب، والدور التآمري المشبوه الذي تؤديه الدوحة في المنطقة، وبخاصة في شمال إفريقيا، فقطر تدعم الإرهاب منذ 22 عاماً، وتمارس كذلك دوراً تآمرياً على الخليج، مشيداً بالدور الإماراتي المصري في دعم ليبيا في مواجهة الدور الذي تؤديه قطر، ويلفت إلى محاولات ليبيا لوقف الدعم القطري من خلال التحركات العسكرية على الأرض والتي أفرزت نتائج هائلة.

وفي السياق، يلفت المحلل السياسي الليبي أسعد زهيو إلى تأثيرات وتداعيات إيجابية على الأوضاع الميدانية في ليبيا إثر عملية المقاطعة التي تتعرض لها قطر، ويقول لـ«البيان»، إن «تجفيف منابع دعم وتمويل الإرهاب سينعكس سلباً على الجماعات الإرهابية في ليبيا».

وهناك –بحسب زهيو- مجاميع مسلحة تعتمد اعتماداً كلياً على الدعم القطري، وانكفاء قطر على شؤونها الداخلية وانشغالها في المقاطعة والعزلة يضع هذه المليشيات في ورطة حقيقية، ويضعف حركتها وقدرتها العسكرية.

ويختتم المحلل الليبي تصريحاته قائلاً: «اليوم لم يعد الأمر متروكاً للتحليل والقراءة، لأنه بات واقعاً معيشاً، إن قوة هذه المليشيات انكمشت وقلّت وقد تختفي كلياً، وهذا أمر إيجابي يعود بالنفع على الوطن على اعتبار أن أجندة هذه المليشيات غير وطنية».

وتعاني الفصائل والمجموعات المسلحة المدعومة من قطر منذ فترة طويلة، لا سيما منذ بدء عملية الكرامة التي أجهزت على التنظيمات المسلحة، وكذا أذرعها ذات الطابع السياسي، حسبما يؤكد رئيس المرصد الليبي لحقوق الإنسان ناصر الهواري، الذي يشدد على أن «المنطقة الشرقية لم يعد للمجموعات المدعومة من قطر سواء الإخوان ولا التنظيمات المتطرفة الأخرى مثل أنصار الشريعة أي وجود على الأرض فيها، معركة الكرامة أجهزت على المسلح منها والسياسي، ولم يتبقَّ من تلك المجموعات سوى ما في مصراتة وطرابلس، وهي مجموعات مدعومة من الدوحة، ويتم مدّها بالمقاتلين والسلاح، وهذا أمر معروف وعليه دلائل عديدة».

ويعتبر الهواري أن المقاطعة التي تتعرض لها قطر تؤدي بلا شك إلى تراجعها في دعم الإرهاب في ليبيا، ما يسفر عن تداعيات إيجابية على الصعيد الليبي. ويشير إلى أنه على أرض الواقع «لم نشهد حتى اللحظة تغيراً في موقف تلك المجموعات المدعومة من قطر، فهي ما زالت على النهج نفسه، وترفع نفس الشعارات، لكن توقف الدعم القطري يؤدي لا محالة إلى انحصارها وربما انتهاء بعضها».

ويلفت إلى أن بعض المجموعات التي هزمت في طرابلس مثل أنصار الشريعة وبقية المجموعات الأخرى أعلنت حل نفسها، وهناك أنباء تتردد عن حل جماعة الإخوان نفسها في ليبيا تلقائياً، وكلها تصريحات وقرارات تلجأ إليها تلك المجموعات تحت ضغط الجيش الليبي الذي يحقق انتصارات واضحة. ويحذر السياسي الليبي من إمكانية محاولة تلوّن تلك المجموعات وانخراطها ضمن مجموعات أخرى مستقبلاً أو ظهورها بتسميات جديدة.

Email