«فوربس»: عزلة قطر تهدد كأس العالم 2022

ت + ت - الحجم الطبيعي

لم يعد الفساد والاتهامات الموجهة لقطر وحدها معوقات استضافة الدوحة لكأس العالم 2022، فوفق تقرير موسع نشرته «فوربس» الاقتصادية الأشهر في العالم، يتحدث عن المقاطعة العربية لقطر، والعداوة التي صنعتها مع دول الجوار، ما بات تهديداً أكبر على استضافة المونديال على أراضي الدولة الراعية للإرهاب.

وتقول «فوربس» إن عملية الحصار المفروضة على الجانب القطري، وعناد أصحاب القرار في الدوحة بتقربهم لإيران، أديا إلى تضييق الخناق على الدولة الصغيرة الحجم، ونتيجة لذلك فالدولة التي كان مخططاً أن تنفق مئتي مليون دولار على البنية التحتية لاستضافة كأس العالم 2022، ستضطر إلى تخفيض المبلغ بنسبة لا تقل عن 40% إلى 50%، بعد أن انخفض تصنيف قطر الائتماني، وأصبح وضعها سلبياً في مجموعات إدارة المخاطر الدولية، لكون اقتصادياتها مبنية في كثير من أساسها على تبعيتها للاقتصاد في منطقة الخليج والعلاقات في مجلس التعاون الخليجي.

وواصل الكاتب في تقريره، موضحاً أزمة في الشركات المنفذة للمونديال ينتظر أن تتضح في الأيام المقبلة، مشيراً إلى أن شركات عملاقة تعمل على التطوير والبنية التحتية في قطر لاستضافة المونديال، معتبراً أنه إن آجلاً أو عاجلاً ستشعر تلك الشركات بالصعوبة في استمرار العمل، وهو ما يجعلها تسحب عمالها وتوريداتها من قطر للحفاظ على علاقاتها الاقتصادية مع دول الخليج كافة.

وأوضح تقرير فوربس أن مقاطعة قطر لم تعد مجرد سياسية، بل هو عزلة كاملة على دولة تستمد أغلب قوتها من التجانس الخليجي، وهو الأمر الذي ستفتقده بعزلها من مجلس التعاون الخليجي. وطرح الكاتب تساؤلات عدة عن كيفية استمرار الاستثمارات في ظل وجود أزمة، واحتمالية توقيع عقوبات على قطر، أو حتى في ظل عدم الاستقرار في المنطقة التي كان استقرارها أحد عوامل الجلب للاستثمارات وللشركات القائمة بأعمال الإنشاءات والبنية التحتية. وأضاف التقرير أنه حتى بوصول الإنشاءات والبنى التحتية إلى بر الأمان، وهو أمر غير متوقع، فمجرد استضافة البطولة في دولة غير مستقرة ومحاطة من جميع الاتجاهات بجيران مقاطعين، هو أمر يفقد المونديال فكرة الالتفاف الأساسية، والمهرب الوحيد من فكرة عدم قدرة مساحة قطر على استضافة ملايين الزائرين خلال المونديال.

فالمهرب كان من تلك الأزمة هو الالتفاف الخليجي وقرب المسافات بين دول الخليج، الذي كان سيعد متنفساً للزائرين للإقامة في دول الجوار والتنقل منها وإليها لمتابعة المباريات والإقامة، وهو الأمر الذي صار مستحيلاً تنفيذه، ما جعل الكاتب يستفسر عما ستفعله قطر في كل تلك الحشود الزائرة، وهل الآن وحدها بمعزل عن الآخرين تستطيع بمساحتها الصغيرة استقبال ملايين المونديال؟!

Email